تخطيط للرسام الإيطالي ليوناردو دي مانغو يظهر فيه عملية تصفية نساء وأطفال سعرت
عشتارتيفي كوم/
في الرابع والعشرين من نيسان، نستذكر بقلوب يعتصرها الألم وبذاكرة يقظة الذكرى 110 للمجزرة الكبرى التي تعرّض لها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عام 1915، في واحدة من أبشع الإبادات الجماعية التي عرفها التاريخ الحديث، والمعروفة باسم "السيفو" على يد الدولة العثمانية وبمشاركة الفرق الحميدية المشكلة من العشائر الكردية الخاضعة لأوامر السلطة.
لقد هدف القائمون على تلك الجريمة إلى اقتلاع شعبنا من جذوره، ليس فقط من خلال القتل والتهجير، بل بمحاولة طمس حضارته وتاريخه ووجوده. من خلال قتل مئات الآلاف من أبنائنا، وتدمير مئات القرى، واقتلاع من تبقّى من أرضه وتغيير ديموغرافيتها والاستيلاء عليها، بينما كان المجتمع الدولي غافلاً أو عاجزاً عن التدخل لمنع وقوعها او قابلاً بها.
تمرّ اليوم الذكرى وشعبنا لا يزال يعاني من آثار تلك الكارثة: وجود مهدد، حقوق منقوصة، وذاكرة مثقلة بالألم، وأرض مستولى عليها، ومع ذلك، فإننا لا نستحضر هذه الذكرى لتحريك مشاعر الكراهية أو الانتقام، بل لنُجدّد مطالبتنا بالعدالة، ولنُذكّر بأن الصمت عن الجرائم لا يدفنها، او يسقطها من الذاكرة الجمعية لشعبنا، بل الصمت عنها وتجاهلها هيئ الظروف لتكرارها كما حصل في مذبحة سميل عام ١٩٣٣ على يد الجيش العراقي وسهل نينوى على يد تنظيم داعش الإرهابي عام ٢٠١٤.
إننا نؤكّد على مطالبة الدولة التركية لمصالحة التاريخ والاعتراف بما اقترف من إبادة جماعية ضد شعبنا وبقية الشعوب من الأرمن واليونانيين في ظل الدولة العثمانية كونها وريثتها، واحترام الدماء البريئة للضحايا وأرواحها، والسعي بجدية لتحقيق العدالة المجتمعية لما تبقى من شعبنا في أراضيه التاريخية. وكذلك نطالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه هذه القضية، وإعادة الاعتبار لضحايا الإبادة من خلال الاعتراف بها والعمل على ضمان عدم تكرارها.
وفي ظل ما شهدته منطقتنا في العقود الأخيرة من موجات عنف وتهجير جديدة طالت أبناء شعبنا من سهل نينوى إلى الخابور، نجدّد دعوتنا إلى حماية الوجود القومي لشعبنا في أرضه التاريخية، وتأمين حقوقه كاملة دون انتقاص.
المجد والخلود لشهداء الابادة الجماعية ( سيفو ) وجميع شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
الحركة الديمقراطية الآشورية
حزب بيت نهرين الديمقراطي
المجلس الشعبي السرياني الكلداني الآشوري
حزب اتحاد بيث نهرين الوطني
24 نيسان 2025