عشتار تيفي كوم/
آدو نيوز / ADO News
في الرابع والعشرين من نيسان تحلّ الذكرى العاشرة بعد المائة للإبادة الجماعية (السيفو) التي تعرّض لها شعبنا السرياني الآشوري بمختلف طوائفه وتسمياته في عام 1915. ورغم هذه السنوات الطويلة فإن هذه الجريمة المرّوعة ما تزال حاضرة في ذاكرة أبناء شعبنا تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل بسبب النتائج الكارثية التي تمخّضت عنها على كافة المستويات السياسية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
قضى جرّاء هذه الجريمة مئات الآلاف من أبناء شعبنا، إضافة إلى حوالي مليون ونصف إنسان من الأرمن وعشرات الآلاف من اليونانيين البونت عام 1915، في واحدة من أفظع الجرائم التي عرفتها البشرية في العصر الحديث. هذه الجريمة التي ارتكبها قادة حزب الاتحاد والترقي الذين سيطروا على السلطنة العثمانية في سنواتها الأخيرة بمؤازرة فعّالة من بعض المجموعات المحلية، جاءت بدوافع التعصّب والتطرف، ووفق نهج مخطّط يهدف إلى استئصال واجتثاث شعوبٍ بكاملها من موطنهم لأسبابٍ تتعلّق بالهوية الدينية والقومية، وليس لأسبابٍ طارئة أملتها ظروف الحرب العالمية الأولى كما يروّج دعاة الإنكار والتنصّل من المسؤولية السياسية والقانونية من النخب التركية.
إنّ عدم الاعتراف بجريمة السيفو وغيرها من الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في غير مكان على امتداد القرن الماضي. وكذلك فإنّ تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، وتغليب لغة المصالح على الاعتبارات الإنسانية في التعاطي مع جرائم الإبادة الجماعية وتلك المرتكبة بحق الإنسانية، لا شك فتح المجال أمام ارتكاب فظائع لاحقة، وشجّع الطغاة على اقتراف جرائمهم بحق الشعوب دون خوفٍ من حسابٍ أو مساءلة. وأدّى إلى تصاعد نزعات التعصّب والتطرّف، وشهدنا تكرار هذه المآسي في سوريا والعراق وفلسطين وغيرها من الأماكن. وكان الكثير من أبناء شعبنا في قرى الخابور وسهل نينوى ضحايا لتنامي هذه النزعات.
إنّنا نستذكر مذابح (سيفو)، ليس من أجل إثارة الأحقاد والضغائن أو طلب الثأر، وإنّما من أجل تحقيق العدالة واستعادة القيم الإنسانية ونبذ كل أشكال التعصّب والتطرّف والكراهية بين الشعوب، ومن أجل إظهار الحقائق وإشاعة ثقافة الاعتراف والاعتذار والمسامحة والغفران التي كرّسها القانون الدولي، ومنع تكرار ( سيفو) في أماكن أخرى. لذلك فإنّنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية ندعو تركيا إلى طي صفحة الماضي والتصالح مع تاريخها وشعوبها من خلال الاعتراف بجريمة (السيفو) والاعتذار عنها. ونرى أنّ هذا يعتبر مدخلاً ضروريا لتحقيق الأمن والاستقرار، وفتح صفحة جديدة بين شعوب ودول المنطقة عنوانها الثقة والتعاون لمواجهة كافة التحدّيات التي تواجهها.
تحية إجلال وإكبار لشهداء سيفو وشهداء سوريا
سوريا 24 نيسان 2025
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي