بالصور .. صلاة الجناز المهيبة لراحة نفوس الشهداء الذين ارتقوا على مذبح الشهادة إثر التفجير الإرهابي في كنيسة مار الياس      ‎قداسة البطريرك مار اغناطيوس يتفقد المصابين جرّاء تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة في المشافي      المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري يدين الهجوم الذي طال كنيسة مار الياس في سوريا      رئيس حكومة إقليم كوردستان يدين الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق      ‎قداسة البطريرك مار اغناطيوس يشارك في الصلاة من أجل راحة نفس شهداء تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يوجّه رسالة تضامن إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بشأن التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في سوريا      أبناء اللاذقيّة بكل أطيافهم يحملون شموعهم على نيّة السلام وتضامناً مع ذوي شهداء وجرحى كنيسة مار الياس في دمشق      البطريرك يوحنا العاشر من كنيسة مار الياس: قلوبنا تنزف دمًا على أحبتنا الشهداء      البطريرك الراعي: استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخيّة      بطريركية الأرمن الكاثوليك تدين الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس بدمشق      دواء للسكري يقلل من عدد نوبات الصداع النصفي      عودة الرحلات الجوية في مطار أربيل بعد توقف بسبب التوترات الإقليمية      العراق يعيد فتح الأجواء بالكامل أمام حركة الملاحة الجوية      "روبوتاكسي" تسلا تطلق خدمتها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة      راشفورد يلمح لانتقال محتمل إلى برشلونة بعد تعليقاته حول لامين يامال      نتنياهو يعلنها: توصلنا لوقف إطلاق نار شامل مع إيران      تغيير بسيط في نمط التفكير قد يحدث فرقا كبيرا لصحة الدماغ      "شات جي بي تي" يعلّق على احتمالية الحرب العالمية الثالثة      نجم ريال مدريد يتعرض لـ"إساءة عنصرية".. وفتح تحقيق عاجل      مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان: إسقاط طائرتين مسيرتين مفخختين في أربيل
| مشاهدات : 946 | مشاركات: 0 | 2025-05-29 09:36:32 |

أينشتاين يسقط في جاذبية الحب

إبراهيم أمين مؤمن

 

            "تجربة أدبية هجينة بين القصة والخاطرة وقصيدة النثر"

 

سرتُ بكِ على الدرب، ملكًا بصولجان، واثق الخطوة، تخشع لي الكائنات. توجتكِ ملكةً على عرشي، ألبستكِ الحرير والاستبرق، ومددتُ راحتي بساطًا لقدميكِ، فلا جبٌ سحيق يهوي بكِ، ولا بيداءٌ تفقدكِ بين الوحوش. كنتِ محور الكون، وكنتُ الفلك الذي يدور حولكِ، شمسًا في مدار لا يغيب، ونجمًا ثابتًا في سماء لا تعترف بالتبدّل. لم يكن لي رغبة في شمسٍ تستقل، أو كوكبٍ ينفصل عن مساره. كنتِ مركز الجاذبية، وكنتُ أسير في مداركِ، لا أشكُّ في أنني وجدتُ نقطة الاتزان الوحيدة في هذا الوجود المتشظي.

 

أضيء لكِ دربك بمشكاةٍ تُشعُّ بنورٍ لا يخفت، نورٍ يرقص على خيوط الفجر، فيتألق بين لهيب عينيكِ النجمية واختيال خطواتكِ الطاووسية. كان دربًا حيًا، تنبت فيه الأزاهير، وتصدح فيه البلابل على خرير ماء السلسبيل، تتردد كتراتيل داوود بين جدران القصر الذي شيّدته لكِ بدموعي وأمنياتي. أسكنتكِ قصري، حيث تدور الكواكب في فلكه، بعدما أعلنت شمسه يوم استقلالها، فلم يعد لها سيدٌ غيركِ. كانت العوالم كلها تنحني لكِ، وكان القلب قارةً لا تستقبل سوى هطولكِ.

 

لكن، غيمة خفيفة بدأت تتسلل، لم أدركها في البداية...

كانت ليلة صافية، غير مثقلة بالغموض، لكن وقع خطواتكِ بدأ يختل. لم يعد له ذات الرنين، ذات الثبات، ذات الإيقاع الذي حفظته روحي. أصبحتِ تسيرين برتابةٍ خافتة، كأنما تتحاشين أن يلحظكِ الكون وأنتِ تخططين للرحيل.

 

بدأتُ أستشعر الفراغ يتسلل بيننا، كهواءٍ بارد لا يُرى لكنه يوجع الجسد ويقشعر القلب. كنتِ هناك، لكنكِ لم تعودي كما كنتِ. لم يعد النبض واحدًا، ولا المدار ثابتًا. ثم جاءت الصوتيات الجديدة – الطبول، المزامير، نوتات الرحيل التي كنتُ أجهل لحنها. كانت الأرض تتهيأ لرحيلي عن عالمكِ، وأنا لا أملك إلا أن أقف هناك، أستمع لكلمات لم تكن لي، وأراقبكِ وأنتِ تفتحين كتاب الرحيل، وتمزجين لي طلاسم الفراق، تدونينها كأنما هو قانون لم يعد يقبل المناقشة.

كنتُ أقف على عتبة النهاية، أنتظر امتداد يديكِ التي لطالما كانت ملاذي، لكنهما لم تمتدّا.

كان زفيركِ يحرقني، وسيفُكِ يُشَعشعني، فكيف أردُّ سطوعه قبل أن يخترقني؟

قلتُ لكِ، وقلبي يذوي: "لمَ تختمين أكتافنا بوشم اليباب؟ ألم يؤنسكِ حبي؟ لمَ الرحيل؟ أتريدين أن ننظر معًا في وجه الفناء؟ أن نتلمس طريقًا أعمى إلى جحيمٍ لا نجاة منه؟"

 

لكن القصر بدأ يتفكك من حولي، لبنةً تلو أخرى.

سقطتُ على الأرض، وصرختُ بصوتي المحترق: "انزعي عن جسدكِ ثوب خطتكِ العمياء، لا ترحلي، سأحترق، سأتمزق، سأنهدم." ونكستُ رأسي تحت قدميكِ، سفحتُ دموعي على موطئكِ، قلتُ برجاء "سوف تهجر الملائكة مطايا حمام قصركِ، ستترك الطيور أوكارها، وتجف الأنهار، ويهوى القصر فوق كل الأبرياء. ألا ترين كيف يتحطم كل شيء؟"

لكن ردّكِ لم يكن صوتًا، كانت نظرة جامدة كالصخر، ثم ابتسامةً خافتة فيها مرارة لا أقوى على فهمها، كأنما كنتُ أطلب المستحيل. ووطئتِ رأسي حتى عبرتِ باب الرحيل.

انتظرتُ، قلتُ قد ترجع. لكن الزمن بدأ يجرني على نسيجٍ من جمر، يجلدني صراط الانتظار، كل ثانية تمر تسرق عامًا من عمري، كل لحظة تُحرّق جزءًا مني، حتى تحولتُ إلى رمادٍ متناثر فوق البلاط الذي كنتِ تمشين عليه. لم يعد هناك صولجان، لم يعد هناك عرش، لم يعد هناك قلبٌ يتنفس سوى على الهامش.

فجأة، طُرحتُ في ثقبٍ أسود، كسمِّ الخياط، التهم كل شيء، ولم تسمع أذني سوى لُهَب نيران تأكل نفسها.

لقد تحول القصر إلى أطلالٍ خاوية، ولم تعد هناك شمسٌ تدور حولي، ولا كواكب تعلن الولاء. لم أجد سوى مركبة الأحزان، أقلتني نحو أفقٍ مشوه، ووقعتُ تحت جاذبية الثقب. تباطأ الزمن، فهرمتُ قبل أن ألقي حتفي فيه. ثوانٍ مرت، لكنها انتزعت من عمري سنين، شابت فيها عواطفي، وانحنى ظهري، وتدلى جفني، وضعفت عظامي أمام ثقبٍ تكون من نيران الرحيل.

ذهب العمر هباءً، وما كان وعدُكِ إلا شبحًا، ولم أدرك نفسي إلا عندما أخبرني العدم: "هنا، حيث لا نهاية للجاذبية، ولا مفر من السقوط الأبدي."

 

 

                      بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن

                                    24-5-2025










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4759 ثانية