الصورة الاولى هي لمنتخب النادي الاثوري بطل العراق ويظهر يورا الجالس الاول على يمين الصورة
اخواني الاعزاء
تحياتي لكم جميعاً
فكما وعدتكم أن استمر في الكتابة عن بعض الذكريات الجميلة أحياناً والحزينة أحياناً لكنها ذكرياتنا ومنها نتعلم ونعلم عن ما فاتنا وما كان لنا واين نحن ممن سبقونا وكيف سيتذكرنا التاريخ من خلال اعمالنا وأفعالنا .
اليوم هو الحديث عن نجم اشوري من نجوم كرة القدم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي اسم معروف ومشهور وقصة هذا الرجل قصة غريبة عجيبة يورا اسم يستحق الوقوف صمتاً عنده .
وُلد يورا ايشايا بيرا في ايران عام 1933 وابوه اسمه ايشايا وأمه باطشوا وكانوا ستة أطفال ولكن لظروف الحرب والخوف رحل الأب والام واولادهم الى العراق عام 1935 بحثاً عن الأمان والعمل والاستقرار وسكنوا معسكر الهنيدي في ضواحي بغداد ثم في عام 1937 انتقلت العائلة بعد ما وجد والده عملاً في القاعدة العسكرية الجوية في الحبانية.
وهناك درس في الابتدائية وتعلم كرة القدم على يد مدرس الرياضة الاستاذ ياقو وكان معه في المدرسة نجوم آشورية اخرى ومنهم ألبرت اويقم - هرمز كبريال ( والد الفنان سركون كبريال ) - كلبرت خوشابا .
وفي سن المراهقة لفت انتبه اللاعب الكبيرصاحب الضربات الخارقة والمارقة ونجم نجوم الكرة الاشورية والعراقية حينها اللاعب الهداف الكابتن أرام كارم حيث كان أرام كارم مكتشف المواهب الكروية وشجعه ورعاه مثل بقية اللاعبين المميزين .
وفي عام 1953حدث منعطف كبير في حياة يورا حيث تم اختياره في فريق من العاملين في القوات البريطانية في العراق ليلعب ضد فريق من العاملين في القوات البريطانية في مصر قناة السويس وفاز العراقيين وسجل يورا يومها ثلاثة أهداف ليراه الملازم الطيار ر. ك. وستون ويعرض على يورا السفر وان يلعب في إنكلترا .
وفعلاً وصل يورا ابن ال21 ربيعاً الى لندن في 26 أب من عام 1954,قادماً من فرنسا عبر البحر في رحلة متعبة بعد أن ضاع وهو الغريب في لندن دون رفيق او صديق في محطة قطار فيكتوريا حيث من كان في استقبله ضاع منه في الزحمة والازدحام لكن الشاب اليافع يورا تمكن ولوحده ان يصل الى مدينة بريستول بعد مجهوداً فردي لتحقيق اماله واهدافه .
وتمرن بعد يومين وتم اختياره ولكن الصدفة ان اوراق السفر كانت مكتوبة سفرة سياحية فتم وبعد صعوبات تحويلها الى وثيقة عمل كي يبقى ويلعب ويستمر وتدخل كبار رجال النادي واصحاب المصالح كي لا يرحل يورا وفعلاً لعب بعد توقيع العقد لموسميين في مدينة بريستول ( مدينة إنكليزية تقع في جنوب غرب إنكلترا ) ولعب لفريقها بريستول روفيرز Bristol rovers لموسمين 54- 55 .
وتطور مستوى يورا وأصبح معروفاً وأخباره تصل العراق والجرائد العراقية تكتب عنه وتطلب عودته لتمثيل العراق وهنا تدخل قائد القوة الجوية العراقية الفريق كاظم العبادي وقام بزيارة أهل يورا في الحبانية وأعطاهم وعداً انه لو عاد يورا الى العراق فستمنحكم الحكومة شهادة الجنسية العراقية ويضمن لهم بيتاً بلا ثمن في الحبانية تكريماً لولدهم ورتبة ضابط صف ليورا كي يضمن مستقبله على أن يلعب في فريق القوة الجوية .
فقام أهل يورا وعلى الفور بمراسلته وطلبوا منه العودة لانها فرصة العمر الوحيدة والتي تمنوها كي تستمر حياتهم .
رفض يورا أولاً الفكرة وكتب لهم انني مرتاح هنا والطريق مفروش بالورود .
لكن بعدها لم يرتاح ضمير يورا فهو سعيد لكن اخوته تعساء ويحلمون بشهادة الجنسية والبيت . فقرر العودة لإنقاذ أهله وفعلاً نفثت الحكومة وعودها وأصبح لاعب كبير ومعروف في القوة الجوية والمنتخبات العراقية الوطنية والعسكرية .
ولكن الصدمة الكبيرة كانت له وعلى الاهل وهي غرق اخوه في نهر دجلة في تموز 1959 فحزن يورا وأثرت كثيراً عليه لحبه وتعلقه بأخيه المرحوم .
وعندما شكل النادي الاثوري منتخباً لكرة القدم كي ينازل الفرق العراقية والأجنبية تم استدعاء يورا له .
وفاز النادي الاشوري على القوة الجوية في بطولة الكأس وتغلب على الفرق العراقية وسحق الفرق الأجنبية ولعل اجمل ذكرى له كما حكاها كانت في 20 حزيران عام 1956 مباراة النادي الاشوري التاريخية ضد نادي تاج الإيراني بقيادة اللاعب جدي كار وهو ارقى وأحسن لاعب أنجبته إيران في ملعب الكشافة وكان الفريق الاشوري وقتها مرعباً وكاسحاً بقيادة الرباعي الهجومي المخيف عمو بابا - عمو سمسم - يورا ايشايا - والهداف صاحب الضربات القاتلة أرام كارم فاز بها الاشوريين 6-4 وسجل يورا هدفاً وعمو بابا هدفين وآرام كارم ثلاثة أهداف .
استمر يورا يلعب ويحصد الألقاب والجوائز والأوسمة حتى سنة 1972 واعتزل بعدها وانتقل الى السويد في نهاية السبعينيات وكان مدرباً لفريق سويدي اسمه هيكن ولكن كان على اتصال مع اتحاد الكرة العراقية وأرسل دعوة لفرق الاشبال للمشاركة في دورات كروية في السويد وفعلاً تحقق ذلك بفضل يورا وكان هنالك لاعبين اثوريين تم اختيارهم وقتها وسافروا الى السويد أذكر منهم أصدقائي في النادي الاثوري الرياضي الكابتن يوسف خوشابا - كوبر- اويه يوسف وغيرهم .
لم ترحم الغربة هذا الاشوري العنيد واللاعب الفذ وكابتن النادي الاثوري لسنوات بل مات ورحل عنا يورا ايشايا بيرا في 21تموز من عام 1992 وهو في ملعب كرة القدم التي احبها وأعطاها شبابه بسبب أزمة قلبية في مدينة غوتنبرغ في السويد ومات غريباً بعيداً عن الحبانية التي تربى وعاش فيها وبعيداً عن رفاقه اللاعبين في النادي الاشوري الذي خدمه ورفع رايته واسمه عالياً شامخاً .
لن ننسى يورا الذي عشق الكرة ومات غريباً عن ارضه ووطنه ولا ننسى غيره من رفاق الامس لانهم نجوماً لامعة في سماء امتنا الاشورية التي نفتخر بها دوماً .
وفي الصورة الثانية يظهر اللاعب الأسطورة يورا يستلم الكأس من الملك فيصل
اما الصورة الثالثة ويظهر فيها يورا وهو يرتدي فانيلة القوة الجوية
في الصورة الرابعة يظهر ضريح اللاعب الفذ يورا ايشايا بيرا في السويد.