قداسة البطريرك مار آوا الثالث يحضر حفل العشاء الخاص بالذكرى العاشرة لتأسيس الجامعة الأمريكيّة في كوردستان (AUK) - دهوك      فعاليات عشاء الصوم- كاتدرائية مار يوخنا المعمدان البطريركية في عنكاوا      نيافة المطران مار سويريوس ملكي مراد يحتفل بالقداس الالهي بمناسبة أحد زيارة العذراء مريم للإيصابات - كنيسة ام النور في عنكاوا      سيادة المطران المتقاعد الدكتور افاك اسادوريان يرعى القداس الإلهي في كنيسة مريم العذراء في زاخو      اتحاد الادباء والكتاب السريان يوقع على ..." نصوص غريبة "      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل سعادة السيد أتيلا توث القنصل العام لجمهورية هنغاريا في أربيل      البطريرك ساكو يتصل بالمطرانين أنطوان اودو وبولس ثابت      تهنئة خاصة من قناة عشتار الفضائية للطالبة مريم سولاف هرمز لحصولها على معدل 100% الاولى على مدرسة مار قرداغ الدولية/ أربيل      غبطة البطريرك يونان يتّصل بسيادة المطران أنطوان شهدا وكهنة أبرشية حلب للاطمئنان عليهم وعلى المؤمنين وعلى الوضع في مدينة حلب      البطريرك ساكو يشارك في الموسم الثقافي الثاني لراهبات بنات مريم في بغداد      أمنيات البابا فرنسيس للأوضاع في لبنان والأرض المقدسة وسورية وأوكرانيا      بعد أداء أعضائه القسم القانوني.. برلمان كوردستان يفتح باب الترشح لمنصب رئيس البرلمان ونائبه      العراق.. تأجيل التصويت على قانوني الأحوال الشخصية والعفو العام      الفيفا يرفض دعوة لجنته لتعويض عمال كأس العالم في قطر      ماسك يقيم دعوى قضائية لمنع تحويل OpenAI إلى شركة هادفة للربح      مسكّن جديد يستهدف بدقة مواقع الألم المزمن      لمساندة الجيش السوري.. ميليشيات موالية لإيران تدخل سوريا قادمة من العراق      بيان مجلس كنائس الشرق الأوسط حول الأحداث في شمال سورية      مصرف عراقي جديد ينضم لمشروع "حسابي" البنكي      الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني يتفقان على استمرار المفاوضات بين الأحزاب السياسية وأهمية تحقيق التفاهم المشترك
| مشاهدات : 5652 | مشاركات: 0 | 2016-02-17 19:15:32 |

الشبــــــــــــــك


 (أسيمة جانو)من كتاب  "طاووسي ملكي" تحت الطبع


عشتارتيفي كوم- ossaymajanou.blogspot.com

 

عراقيون لانعرفهم:

ربما لم يسمع بهم أحد فى العصر الحديث خارج منطقة الموصل بالعراق قبل الغزو الأمريكى للعراق عام 2003م ،لكن لهم أكثر من قوة سياسية.والممثل الوحيد لطائفة الشبك فى الجامعة العربية وفى الأمم المتحدة كان النائب العراقى البرلمانى"د.حنين القدو"الذى أجرى حوارا مع جريدة الشرق الأوسط فى مايو (أيار)من عام 2008،احتج فيه على محاولات جديدة لترحيل عائلات من الشبك من مناطقهم بما يوحى بأن محاولات سابقة قد جرت لترحيلهم ،بالرغم من أنه تم الاعتراف بهم كقومية (إثنية)متميزة عام 1952م لكن محاولات (تعريبهم ) بالقوة لم تتوقف.

 

فمن هم الشبك؟

قليلة هى الكتابات عنهم ،بل لاتوجد دراسات كثيرة وافية وموضوعية إلا فى النصف الثانى من القرن العشرين.من هنا اكتنفهم الغموض ،حتى أن البعض اعتبرهم أصحاب ديانات خاصة !! لاعلاقة لها بالإسلام وجاء كتاب "عبد المنعم الفلاحى"عنهم صريحا ،بعنوان (الشبك من بقاياالفرق الباطنية).بينما يعتبر كتاب "زهير كاظم عبود"،بعنوان (لمحات من تاريخ الشبك )الصادر فى لندن عام 2000 ،من أفضل ماكتب عنهم.فقد تناولهم بموضوعية وحياد.وهويعتبر أن الكرد غالبية فيهم بينما يشكل التركمان والعرب والفرس قليلا منهم.

ربما كانوا من الأكراد وإن كان بعض زعمائهم السياسيين ينفون فكرة انتسابهم للأكراد .وربما كانوا من غير الأكراد كما يرى بعض المؤرخين،وربما كانوا  قومية مختلفة أو طائفة دينية مختلفة أو ربما هم مسلمون ، كما يؤكدون هم أنفسهم . كل هذا يمكن أن ينطبق على (طائفة) الشبك.

وقد جاء ذكرهم فى الوثائق العثمانية كجماعة مستقلة منذ القرن السادس عشر الميلادي. وهو ما أكده المؤرخ الهولندى المعاصر "ميشيل ليزنبرج" ،لكن مؤرخيهم يرفضون فكرة ردهم إلى القرن السادس عشر فقط ،ويصرون على أنهم كانوا موجودين هناك منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب حين أرسل قواده عام 16هجرية إلى المنطقة.

 بل يقولون إنهم نزحوا إلى العراق قبل مولد المسيح عليه السلام بألف عام !وإنهم أتوا من شمال بحر قزوين وربما كانوا من العرق الأبيض الذى نزل غرب الهند منحدرا من الشعوب الهندو- إيرانية فكان منها الفرس والطاجيك والأوزبك الموزعين فى تلك المناطق ،وكان منها أيضا شعوب (الشبك).فهم إذن قومية وليسوا طائفة دينية متميزة وهو مايرفض البعض الاعتراف به أيضا.

 

ويرى "ليزنبرج" أن الكثير من الغموض لا زال يحيط بتاريخ الشبك بسبب نشوئهم في مناطق خارج المراكز الرئيسية للعالم الإسلامي مثل دمشق وبغداد والفسطاط (القاهرة). وقد حاول الكثير من الباحثين منهم ربط ظهورالشبك وغيرهم من التجمعات العرقية الصغيرة فى منطقة كردستان، بالاضطرابات السياسية بدءا من غزو المغول للمنطقة والصراع بين تركيا العثمانية السنية من جهة وبين الدولة الفارسية الصفوية الشيعية من جهة أخرى حيث كانت ومازالت كردستان مركز الصراع لمكانتها الاستراتيجية بين عدة حضارات وديانات مهمة فى المنطقة بحيث تأثرت هذه المجموعات الصغيرة بالعقائد السائدة فأخذت منها ما أخذت وكونت لنفسها عقيدة امتزجت فيها احيانا الديانات السماوية بالديانات القديمة وبالموروثات الشعبية لسكان هذه المنطقة التى تعتبر فى نظر المؤرخين (مزيجا غريبا ) وكان منهم الشبك الذين تأثروا بالاسلام بالمذهبين السنى والشيعى وبالكاكائية التى تقدس الإمام على ،وكذلك بالأيزيدية التى تقدس طاووس ملك . ويذهب البعض أيضا إلى أنهم تأثروا بالمسيحية أيضا،إضافة إلى الموروث الزرادشتى.

 

يرى البعض ومنهم "ليزنبرج"أن الصراع السياسى نشأ عنه فراغ اجتماعى ملأه رجال الدين الذين كانوا يحاولون جذب الناس لمفهوم المسلك الروحى بما يسمى الصوفية ويمنونهم بالخلاص من الظلم الواقع عليهم نتيجة الحروب والاضطرابات السياسية والتمييز العنصرى ضدهم. ولأن هذا المسلك الروحى لايوجب شعائر وممارسات دينية مكتوبة كما أنه موجه لشعوب غير عربية وبالتالى فهى لاتفهم كثيرا من ألفاظ القرآن الكريم ،فقد دخل العرف والموروث بقوة إلى أفكارهم.

 

ولأن وجود هؤلاء كان فى هذه المنطقة الغامضة مذهبيا ودينيا وطائفيا ،فقد احتل رجال الدين بمختلف طبقاتهم الزعامة المطلقة وحتى السياسية منها.ونشأت هذه المجموعات الصغيرة التى لايمكن تمييزها قوميا  إثنيا بحتا و لادينيا خالصا ، بل يمكن اطلاق اسم (الطائفة ) عليها بحيث لاتشكل قومية واحدة بل تتشكل من عدة قوميات (متشابكة) تمارس شعائر دينية (متميزة)، وهو ما يمكن أن ينطبق على طائفة (الشبك)!!

 

ويقول"ليزنبرج":(إنه فى هذا الإطار ،ظهرت طريقة صوفية جديدة برئاسة الشيخ صفي الدين في آردبيل وتطوّرت إلى حركة جهادية خلال القرن الخامس عشر ثم انطلق أحفاد الشيخ صفي الدين ومريديه لتأسيس الامبراطورية الصفوية في بلاد فارس معلنين أنفسهم من ذرية الأمام علي بن أبي طالب كي يكسبوا ولاء القاطنين في بلاد  شرق الأناضول واستمالوا إلى جانبهم القبائل التركية المجاورة وهم يميزون أنفسهم بشد رباط أحمر حول الرأس ولذلك اطلقت عليهم تسمية (قزل باش) ومعناها بالتركية (الرؤوس الحمراء).

ويبدو أنهم تعرضوا خلال تاريخهم لمحاولات محو هويتهم ،بخاصة أيام السلاطين العثمانيين ، وعلى يد السلطان "سليم العثماني" بعد معركة (قالدريان) مما اضطر أفراد الطائفة (القزلباشية) إلى التواري عن الأنظار وإخفاء معتقداتهم الدينية الحقيقية أو الإنضواء تحت لواء السلطة العثمانية الحاكمة ويقال إنهم اعتنقوا المذهب البكتاشي الذى كان سائدا هناك، للنجاة بأنفسهم) لكن وضع الشبك ظل مبهما.


 


 علم غير رسمي يستغدمه بعض الشبك








أصول الشبك :

"اوستن هنري لايارد" المستشرق البريطانى فى القرن التاسع عشر، ومكتشف مدينة نينوى وكنز نمرود،والذي أمضى فترة طويلة في تنقيبات في منطقة الشبك ذكر أنهم ينحدرون من سلالات كردية عاشت في إيران.لكن الباحث العراقى المعاصر"زهير كاظم عبود" ينفى هذا ويرى أنه من غير المعقول :(أن تكون قبائل كردية متمسكة بمذهب يختلف عن مذهب الأكراد وتنتقل من إيران عبر كردستان إلى مناطق عربية قريبة من الموصل، هذا بالإضافة إلى عدم وجود تبرير منطقي يقضي بتجمع قبائل تركمانية وفارسية وعربية مع هذه القبائل الكردية لينصهروا (متشابكين)بمذهب واحد لفهم تعاليم الدين وينعزلوا عن الآخرين ويتداخل بعضهم ببعض، فيشتبكوا حتى يسموا بـالشبك).

 

لهم أكثر من قوة سياسية وبعض زعمائهم السياسيين بالذات ينفون تماما فكرة انتسابهم للأكراد .والممثل الوحيد لطائفة الشبك فى الجامعة العربية وفى الأمم المتحدة وهوالنائب العراقى البرلمانى"د.حنين القدو"أجرى حوارا مع جريدة الشرق الأوسط فى مايو الماضى 2008،احتج فيه على محاولات جديدة لترحيل عائلات من الشبك من منطقة كراج فى نينوى،وإلا تعرضوااللقتل.ودعا القيادة السياسية للتحرك لحمايتهم.

ويزعم "القدو"أن (الشبك عانوا كغيرهم الظلم والاضطهاد من قبل الحكومات المتعاقبة.كما عانوا من بعض الكتاب والباحثين فى أصل الشبك حين ألصقوا بهم تهما كثيرة فأخرجوهم عن الدين الإسلامى ومنهم من نسبهم إلى الفرق الباطنة والقزلباشية أو الغلاة الشيعة أو الكفر أو نسبوهم للفرس الصفويين).

"القدو" يرى أن الشبك (من أقوام قدمت من الشرق واستوطنت فى منطقة مرج الموصل.واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والتركية والكردية).وأن (الشبك لهم عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ولغتهم الخاصة بهم والتى تميزهم تماما عن باقى الشعب العراقى).

الناطق الإعلامى باسم (رابطة مثقفى الشبك) وهو"عبد الزهرة بشير الآغا"يقول : (إن المؤرخين لم ينصفوا الشبك إطلاقا .فمنهم من ألحقهم بالعرب ومنهم من ألحقهم بالأكراد أو بأصول تركية أو فارسية . تاريخ الشبك مستقل وله هويته الخاصة).

 

بينما كتب الباحث "رشيد البندر" يؤكد أن الشبك أكراد عراقيون فيقول : ( يفتخر الشبكيون بكرديتهم، وقد قاوموا محاولات كثيرة حاولتها السلطات في اعتبارهم عرباً، كتهجير قسم من عائلات الشبك سنة 1975، ثم تهجير قسرى عامى ( 1988- 1989 )، بالرغم من أنهم يتكلمون لهجة كردية تحتفظ بالكثير من الالفاظ الكردية القديمة. )

 

ويلخص الكاتب الكردي شاخوان رأي الأكراد في الشبك في ما كتبه في مجلة «سرهلدان» وتطرق اليه الكاتب العراقي المعروف زهير كاظم عبود في بحث له. ويتحدث شاخوان عن أن: «الشبك وفق أدلة وبراهين علمية تاريخية لا تقبل الشك هم كرد ولهجتهم البأجلانية تنتمي الى اللهجة الكورانية وهذه بدورها هي إحدى اللهجات الكردية الأربع».

 

 لكن بعض المؤرخين العرب يُرجع أصول الشبك إلى التركمان مثل الباحث " أحمد الصراف" الذى يستبعد أن يكونوا من عشائر كردية قديمة وقد يكونون من بقايا التركمان أيام دولة (القره قوينلو) فى القرن الخامس عشر والتى حكمت المنطقة الكردية.وهو يرى انتسابهم للتركمان ،ربما بسبب اعتناقهم مذهب القلزباشية الصوفى. وهو  يرجح قدومهم إلى العراق مع الحملة الفارسية الصفوية على العراق وهزيمة الشاه الفارسى من قبل العثمانيين هناك،وربما أيضا لأنهم يتكلمون لغة يغلب عليها المفردات التركية بالرغم من أنها مزيج من الفارسية والعربية والكردية بلهجتها (الماجو)! خاصة وأن كتابهم المقدس "البيروق" كتب باللغة التركية ، ويرى أن التزامهم بالطريقة الصوفية هذه هو السبب الرئيسى الذي دفعهم إلى الالتحاق بالشاه اسماعيل الصفوي حين حاول غزو الموصل، ثم استقرارهم في أطراف مدينة الموصل بعد هزيمة "نادر شاه" ( 1736 – 1747 م )!

لكن يبقى السؤال ،إذا كان هذا صحيحا فما الذى دفعهم للبقاء فى الموصل وماحولها بعد هزيمة الصفويين هناك على يد العثمانيين؟؟ولماذا لم يعودوا مع الشاه إلى ما يفترض أنه موطنهم الأصلى؟

 

وفى كتاب بعنوان (حكاية مواطن من كوردستان فى موقع نينوى القديمة) للجغرافى الرحالة البريطانى"كلاوديوس جيمس ريتش"صدر عام 1836م جاء ذكر  رحلته إلى مناطق قريتى روزبان وباجلان الكرديتيين اللتين كانتا على صلة بالشبك،والواقعتين على طريق أربيل – الموصل،وكان قد قام بتوثيق أنقاض نينوى وكان يقيم فى بغداد وهو يؤيد فكرة إرجاع الشبك إلى الكرد.

 

الباحث "زهير كاظم عبود" يقول :( وهذا الرأي يتعارض مع وجود القبائل الكردية والعربية والفارسية داخل الشبك. فالشبك تعرضوا بشكل ظالم وكبير لحملة من التشوية والتشكيك حتى بإسلامهم، وتم الطعن بهم على أساس أنهم من الغلاة ( كما جاء لدى عبد المنعم الغلامي – فى كتابه بقايا الفرق الباطنية في الموصل 1950 )، مثلما تعرضوا في فترات متعاقبة لحملة من التشويه القومية، إذ عدتهم السلطات من الأتراك تارة، ومن الفرس من إيران تارة أخرى، وفي بعض الأحيان اعتبرتهم من الأكراد، أو أنهم من العرب لأغراض سياسية..).

 

ويحسم الباحث "على رضا " هذا الجدل بأن : (الشبك، في الوقت الحالي، هم ليسوا جميعا من عرق واحد بل هم نتاج تفاعل مجموعات بشرية متكونة من عدة أعراق تحت تأثير العديد من المعطيات و العوامل السياسية و الاجتماعية والاقتصادية و الجغرافية.وذلك عبر فترات زمنية طويلة و موغلة في القدم بحيث أوجدت مجموعة بشرية جديدة و جعلتها تتميز عن المجموعات البشرية الأخرى والأعراق المكونة لها...)

 

ويذهب الأثرى البريطانى"ريتش"فى المسح الطوبوغرافى الذى قام به عام 1820م إلى أن تسمية (الشبك) هي تسمية لاحقة لوجود هذه المجموعة البشرية في الموصل أي أن هذه التسمية جاءت بعد تفاعل الأعراق المتعددة في ظل المعطيات المذكورة ، حيث الشبك الأوائل أو نواة الشبك كانوا قد أتوا من بلاد فارس من الفرس الساسانيين و استوطنوا الجانب الشرقي من مدينة الموصل في عهد الدولة الساسانية وبنوا المدن والقرى على النمط الساسانى، وأطلقوا أسماء فارسية فى البداية عليها كما ذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ .

 

 وكانت مدينة الموصل على مفترق طرق الشرق والغرب و ذات استراتيجية خاصة للإمبراطوريات والحضارات والقوى التي لعبت كثيرا في التركيبة العرقية لشعوب بلاد ما بين النهرين، بشكل عام، ومدينة الموصل، بشكل خاص، فهذه المنطقة لم تكن منعزلة، عن العالم بحيث يولد فيها عرق واحد انما كانت من أكثر مناطق العالم تأثرا بالمتغيرات المذكورة، منذ سقوط الدولة الآشورية والسيطرة الميدية و الفرثية ثم الساسانية على هذه المناطق ثم الصراعات التي دارت بين الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية والفارسية والفتح الإسلامي لمدينة الموصل والدولتين الأموية والعباسية من ثم توالي السلاجقة والمغول والهجمات المتبادلة بين العثمانيين ـ والصفويين.

 

بينما ذهب الباحث الشبكى"احمد شوكت" إلى رفض هذا الفكرة ويستدل على أن  أنقاض نينوى في أوائل القرن التاسع عشر لم يكن تحديد مكان نينوى قد تحدد. فالتنظيم العشائري لدى الشبك ليس بوضوح التنظيم العشائري العربي أو الكوردي، وذلك لطغيان الجانب العقائدي والمذهبي والالتزام الديني على أخلاقيات المجتمع الشبكي فسلطة رجل الدين، كانت ولا تزال، منافسا قويا لسلطة رئيس العشيرة، بل كانت تغلبها في حدود معينة.

ويقول إن الأقوام استوطنت في منطقة مرج الموصل واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والكردية والتركية وتشابكت مع بعضها البعض وكونت مجموعة سكانية متميزة وانصهرت جميعا في بوتقة الشبك، وأصبح لها عاداتها وتقاليدها وتراثها ولغتها الخاصة بهم حافظوا عليها واكتسبوا أعراقا وطوائف أخرى معهم، ولكن دون ان يفقدوا خصوصيتهم وهويتهم الشبكية، الا في حدود خصوصية الهوية العراقية ومتطلبات التعايش السلمي مع المكونات الأخرى للشعب العراقي.

 


اللغة الشبكية

تنتمي إلى مجموعة اللغات الآرية الهندو ـ أوربية، والتي، يفترض، ان تكون متأتية من أصل واحد وهي اللغة التي كان يتكلم بها شعب حضارة قديمة كانت قد انتشرت، من شمال وشرق بحر قزوين، بعد العصر الحجري الحديث، وفي حدود الألف الخامس ق.م، على مساحة شاسعة من أراضي العالم القديم ثم بدأت بالتمدد أيضا إلى أوروبا الشمالية والغربية.

على لغة الشبك أيضا خلاف .فالبعض يرى أن لغة الشبك لغة مستقلة،وأنها جاءت من الفارسية القديمة ويستدلون بذلك على أن فى لغة الشبك مفردات فارسية أكثر من المفردات الكردية.لكن الفروق الحالية بينهما اليوم أكبر من أن يكون هذا الاستدلال صحيحا.

والبعض يرى أنها إحدى اللهجات الكردية وليست لغة مستقلة بذاتها.لكن الباحثين يختلفون حول تسميتها وقد يجتمع البعض على أنها لهجة الماجو!

وهناك من يرى أنها لغة مستحدثة هجينة ،نشأت من تفاعل عدة لغات وتتضمن مفردات من اللغة الفارسية والعربية والتركية والكردية  مع ترجيح إحداها بحيث تطغى على ماغيرها.واعتبر بعض الباحثين أن الترجيح للغة الكردية والبعض يراه فى اللغة التركية أو الفارسية.

ويراها بعض الباحثين لهجة محلية  وليست لغة أصلا.

 

 

 http://religionsunite.org - ام شبكية مع طفلتها في مسجد بـ (برده رش) شمال العراق

 


العقيدة الشبكية

معظم مايشاع عن معتقدات الشبك يدخل فى مجال الشائعات والأساطير فلا أحد من خارج ملتهم يعرف فعلا عن معتقدهم اى شئ. فعقيدتهم يشوبها الكثير من الغموض ، وإن كانوا يجاهرون بأنهم مسلمون !لكن العقيدة الدينية للشبك لم تسلم أيضا من التشويه والتشكيك والطعن.

فقد ذهب بعض الباحثين إلى اعتبارهم من فرق الغلاة والخارجين عن الإسلام بل عدهم البعض من أتباع ديانة خاصة ولهم كتابهم المقدس و ممارساتهم وطقوسهم الخاصة بهم.

واختلف المؤرخون حولهم فمنهم من يؤكد على أنهم لايصلون ولايصومون بل يعتقدون بالتناسخ ويمارسون الاعتراف كالمسيحية ويقدسون البير كالكاكائية.

وحتى كتابهم المقدس لايعرف إن كان هو القرآن الكريم؟ أو كتاب (بويوروق) أى الأوامر! وهذا المخطوط يحتوي علي حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في آداب الطريقة القزلباشية (وتعني ذوي الرؤوس الحمر) وهم أصلا من غلاة الشيعة في آذربيجان وتركيا .إضافة إلى كتاب (الكلبنك) والكلمة مركبة من كلمتين (كل) اي زهر و (بنك) صوت من الفارسية وتتصحف هذه الكلمة أحيانا في كتب العرب إلي (كلبند)،وهي القصائد التي نظمها شعراء الشبك وشيوخهم باللغة التركمانية الجفكائية في مدح آل البيت.

 

مايظهر من الشبك ومايؤكدونه هم بأنفسهم ،هو أنهم مسلمون. منهم حوالى 70% من الشيعة.وهو بحسب ما يزعمون، كتابهم المقدس الوحيد هو القرآن الكريم ويدفعون الخمس و يزكون أموالهم و يقومون بالواجبات الدينية الأخرى و يحجون إلى بيت الله و يزورون العتبات المقدسة ،خاصة في العاشر من محرم و أربعينية الحسين عليه السلام! ويحيون منتصف شعبان ولهم أماكن مقدسة يزورونها ايام المواسم الدينية بخاصة فى ذكرى استشهاد الإمام الحسين رضى الله عنه،في مناطقهم ومنها مقام الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قرية علي رش ،حيث تقام مراسيم العزاء الحسيني خلال الأيام العشر الأوائل من محرم من كل عام و يتوافد الزوار من الشبك و غيرهم  من شتى مناطق محافظة نينوى ، خاصة من قرى الشبك ومن تلعفر و مدينة الموصل أفرادا أوجماعات بشكل مواكب حسينية ، خاصة في عاشوراء والأربعينية ولكن دون الضرب ( بالقامات و الزناجيل) ، بل يكون اللطم بالأيدي فقط،و يقومون بتوزيع الطعام  ( الهريسة ) على الزوار و الجيران في يوم عاشوراء.

 

يقول الشبك إنهم يصومون العشرة الأوائل من محرم ولكن هذا لا يغنى عن صوم رمضان ، كما قال البعض عنهم . و من الأماكن المقدسة في قرى الشبك ،أيضا ، مقام الإمام علي بن موسى الرضا في قرية تيس خراب و مقام الإمام العباس في قرية العباسية ، وتمارس فيها ذات المراسيم في المناسبات المذكورة .

 أما الشبك السنة ، فهم أقل عددا من الشيعة ، وهم موزعون على العديد من القرى مع الشيعة ، و غالبيتهم  يعتقدون بالمذهب الحنفي و المذهب الشافعي ، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة الأفكار السلفية المعتدلة ، لدى البعض منهم ، و نادرا ما يتم التطرق إلى المسائل الخلافية بين سنة وشيعة الشبك ،وقد تأثر العديد من العوائل الشبكية ببعض الطرق الصوفية ، في الماضي، و من أهمها الطريقة البكتاشية والتي أثرت في المجتمع الشبكي، تأثيرا كبيرا وأكسبتهم خصوصية مجتمعهم.

 

يؤكد د. عاصم باجلان على أن ديانة الشبك هي الاسلام، ويقول إنهم يتوزعون بين المذهب السني الشافعي والمذهب الجعفري الاثنى عشري، وهناك البعض منهم من السادة الهواشم الذي يقال عنهم انهم من البكتاسية- القزلياشية والعلى الهية، ومهما يكن الامر فانهم يشتركون جميعا في التكلم بلهجة ماجو مع بعض الاستثناءات بسبب الاحتكاك باللهجات الاخرى او الاحتكاك بالعرب والتركمان وغيرهم.

لكن هناك من الباحثين وحتى المؤرخين قديما وحديثا يرى نقيض ذلك تماما وأغلبهم يتفقون على أن الشبك ليسوا مسلمين . فهم لايصلّون ولايصومون . بل وحافظوا على بعض عادات وتقاليد الديانة الزرادشتية كتقديس الأشجار والاحترام العميق للموتى.

 ويقال إنهم يعتقدون بالحلول المتعاقب للذات الإلهية. فهي تحل دائماً في ذات البشر. ولاشكّ أن البيئة المتنوعة لكردستان ـ خاصة الجبال بكل صعوباتها ـ وجهل الأكراد باللغة العربية ـ حيث القرآن مكتوب بها ـ قد تركا تأثيراً قوياً على معتقداتهم الدينية بحيث جعلتهم أكثر ميلاً للاعتقاد في الأشياء الملموسة منهم إلى الإيمان بالرموز المجردة. وحاولوا ترجمة الرموز الدينية إلى معان واقعية ملموسة مثلاً إيمان الاكراد الشديد بالأولياء والشيوخ والشخصيات المرموق.كما يقول د. خليل جندى.

 

 يراهم البعض الأغلب مسلمين متطرفين يحملون تقديساً خاصاً للإمام علي بن أبي طالب ويدعونه "علي ره ش"أى (الأسود) ويقدسون أحفاده. وهم لا يعترفون بكثير من الخلفاء المسلمين. ويعتقدون أن الروح الإلهية حلت بعلي (رضى الله عنه) وأحفاده. ولايعتقدون أن القرآن قد أنزله الله. بل يزعمون أن (سيدنا)محمداً (صلى الله عليه وسلم)كتبه. ويؤمنون بتناسخ الأرواح مثل الكاكائية والزرادشتية ، وهو مايخالف ويتناقض كثيرا مع التعاليم الإسلامية النقية.

 فهم لا يصومون شهر رمضان. بل يصومون ثلاثة أيام كالديانة الأيزيدية، ومذهب الزازائية ـ العلوية ـ في كردستان تركيا. ويصوم الشبكيون صيام (خدر والياس) أو (خضر وإلياس)في شهر فبراير(شباط). ولايؤدون فريضة الصلاة. كما أن شرب الخمور مسموح لديهم. وهم يمارسون بعض تعاليم الديانة المسيحية مثل الاحتفال بالعام الجديد ونشدان الغفران، ويمتنع الشبك عن حلق اللحية أو قص شواربهم اذ يعتبرون قص الشارب خطيئة عظيمة ـمثل اليزيدية والزازائية. ويعترف الشبك بالبيرات ومفردها (البير) أى الزعيم الدينى أو (البابا) أو السيد العظيم.

 


العرف والتقاليد والحياة الاجتماعية

الحياة الاجتماعية للشبك ، بشكل عام لا تختلف عن بيئتها ، فالعادات و الاعراف والتقاليد  في منطقة سهل نينوى متشابهة ومتداخلة إلى حد كبير، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الكتاب إلى الاعتقاد بأن الشبك هم حلقة الوصل بين الأتراك و العرب أو بين اليزيدية و الإسلام ، أو بين المسيحية و الاسلام .

 فهناك شبه كبير في مراسم الزواج لدى الشبك بمراسم الزواج التركي من تهيئة دار الزوجية و إقامة الوليمة و الاعداد للزفاف وموكب العرس ، و الزي النسائي الشبكي الفلكلوري يشبه الزي الفلكلوري المسيحي الآشورى،المزركش  الطويل، و(الجاروكة(وهي قطعة قماش تغطي منطقة الصدر ، كما أن مجالس الشبك تشبه ، نوعا مجالس العرب ، في تقديم القهوة العربية و منبرا للأحاديث الدينية والأدبية وسرد الحكايات القصص .

 

للمرأة الشبكية دورها في الحياة الاجتماعية بشكل يختلف عن الشعوب الأخرى فى المنطقة.فهى تشارك للرجل في الحياة الاقتصادية والدينية .

حياة الشبك لا تختلف كثيرا عن باقى أهالي محافظة نينوى ، المشهورة بالزراعة بالدرجة الأولى و بعض الصناعات البسيطة ، فالأرض شديدة الخصوبةخصوبة. حيث يمتلك الشبك قطعانا كبيرة من الأغنام والمواشي ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية ،تزرع بالحنطة والشعير و العدس و الحمص البقوليات الأخرى . كما يمتهن العديد من العوائل الشبكية التجارة و الحرف الاخرى البسيطة.

 

 

يقول الشبكيون على الإنترنت أن الزى الشبكي مختلف عن العربي وعن الآشوري واليزيدي فهو يتكون من اللفة(الجرّاوية)و(الدمير)و(السروال) ،وهو ما لبسه الأجداد ويختلف عمّا يلبسه الأكراد من السوران والبهدينان وعما يلبسه العرب وغيرهم. وقد طرأ تغييرعلى ملابس الشبك خلال العقود السبعة الماضية ليتلاءم مع المحيط.وأغلب الشبك حالياً لا يلبسون الملابس العربية ولا الكردية المعروفة حاليا ,بل  يميلون بأغلبيتهم إلى الزى المدني المعروف .

 

بينما يعلق أحد الشبكيين (على الانترنت)فيقول إن ملابسه لا تختلف عن زي الأيزيدية وذكر أن دينهم خليط من عدة أديان وقال بانهم أهل عزة وشرف وأن البنت التي تقع في حب أحد الرجال من الشبك وعلم بها الآخرون كانت تبقى في دار أهلها إلى الموت ولا يتزوجها أحد من الشبك.

معتقداتهم

لانستطيع التحقق من أى نص ورد فيما يتعلق بمعتقدات الشبك. ولايمكننا التحقق من كتبهم المقدسة . ربما كان القرآن الكريم إذا صح مايقوله البعض أنهم مسلمون وقد يكون غيره من الكتب إذا صح مايقال عنهم إنهم أصحاب ملة غير مكتوبة بل خليط من عدة أديان ومذاهب !! لكن لهم  كتابا هو (بويروق ـ الأوامر) وهو الكتاب المقدس ،الذين يكثرون من الالتماس والاستغاثة في أذكارهم منه .كما لهم كتاب (الكلبنك).

 

ويذكر بعض باحثيهم أن أورادهم بأعداد لا تتجاوز السبعة وهذه الأعداد هي: الثلاثة، الخمسة، السبعة، الاثني عشر، الأربعة عشر، والأربعون، وكل عدد من هذه الأعداد ترمز عندهم إلي أمور دينية مقدسة  فالثلاثة هم الله (تعالى) ومحمد(عليه الصلاة والسلام) وعلي (رضى الله عنه). والخمسة وهم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ويسمون (بأصحاب الكساء). ويرمز العدد سبعة إلي درجات ومراتب أهل الطرق الصوفية وهي: المنتسب، المريد، الدرويش، المرشد، الپير ــ البابا، القلندر، الرند، والقطب.

 الاثنا عشر ويرمز إلي الأئمة الإثني عشر وهم الإمام علي المرتضي والحسن المجتبي، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلي بن الحسين زين العابدين (السجاد) ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسي الكاظم، وعلي النقي (الهادي)، وحسن العسكري، ومحمد المهدي، ويرمز العدد أربعة عشر إلي الأئمة الإثنى عشر يضاف اليهم اسم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) واسم ابنته فاطمة الزهراء. والأربعون وهم الأبدال أو الواصلون وهؤلاء لا يعرفهم الناس ولا يرونهم لأنهم رجال الغيب أو رجال الله وجند الله وأن الله منحهم قوة وزودهم قدرة علي حفظ نظام الدنيا وفي مقدمة ذلك إغاثة الملهوف ومعاونة المظلوم(وهذا مستنبط من  المذهب الشيعى بشكل ما )!

 

يقال إن الشبكي لا يعتبرمولوده مباركا ما لم يبارك له البابا ويدع له بالخير ويقرأ له (الكلبنك)، كما يتولى البابا مراسم الزواج وهو الذي يتولي العقد ويحضر الأفراح في بيت العروس حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون علي شكل حلقة وتمسي محليا رقصة الجوبي أو الدبكة ويندر أن يطلق الشبكي زوجته حتي لو ابتليت بمرض عضال لا يرجي شفاؤه ويظل الشبكي ملازما لزوجته.

 

 وفي حالات الوفاة  يحضر البابا في دار الشبكي و يقوم هو بنفسه بغسل الميت او بيد رجل تقي وورع ويكفن علي وفق عادة المسلمين (!)وبعد دفنه في مقبرة القرية يوزع  أهل الميت طعاما على فقراء القرية. وكان الشبك يعالجون مرضاهم وفق عاداتهم فان لم يتماثلوا للشفاء يأخذونهم إلي احد المزارات المقدسة .

 ومن اهم عاداتهم الندب والتوسل بالإمام المرتضي والأئمة الاثني عشر والأربعين والخمسة والثلاثة خاصة في شدة المرض وفي المواقف المحرجة ويتفاءل الشبك بتسمية أبنائهم بأسماء الأئمة الإثني عشر ويعتقدون أن الفتي والفتاة المسمي بأحد اسماء آل البيت بركة في الدار ورحمة لهم، يدفع الله بهذا الاسم السوء ويبعدهم المكروه.

 

ولشيوخ الشبك أعلام ترفرف علي بيوتهم ويرفع العلم الأسود في شهر محرم الحرام إشارة إلي المآتم والحزن ويحملون أكفّا مصنوعة من البرونز والحديد يجولون بها  بين القرى  في أيام معينة فيتهافت عليها الشبك يقبلونها ويتبركون بها، ويسمي الكف (كف العباس) يقصد به الشهيد أبو الفضل العباس، حامل راية الإمام الحسين في واقعة كربلاء الشهيرة وهذه العادة موجودة في الفرات الأوسط أيضا.

 

ينتمى (بعض الشبك) إلى الطريقة البكتاشية وهى طريقة صوفية أسسها الحاج "بكتاش ولي"الخراساني الأصل، النيسابوري المولد وكان من السادة الموسوية أي ممن يتصل نسبهم بالإمام موسي الكاظم عليه السلام ويقال إنه قد تتلمذ في خراسان على الشيخ لقمان الصوفي الشهير ودرس علي احمد البوي الشهير، توفاه الله سنة 738 هــ في عهد السلطان خذا وندكار في قرية (قرشهر). ودفن في محل سمي باسمه (حاجي بكتاش) ومازال مرقده مزارا يؤمه أهل التصوف وقيل إن المؤسس الحقيقي للطريقة البكتاشية هو (بالم بابا) المتوفي سنة 922هــ.

وجاء فى التراث أنه (الپير الثاني) فيكون الحاج بكتاشي هو (الپير الاول). وقد تأثرت البكتاشية بالحروفية تأثرا عظيما ولذلك فلفضل الله الحروفي وكتابه (الجاويدان) المقام الأسمى عند البكتاشية وقد انتشرت هذه الطريقة في الأناضول والبلقان واعتنقها الألبانيون.

البكتاشية يحبون الامام علي حبا مفرطا ويبجلون الائمة الاثني عشر تبجيلا عظيما سيما الامام جعفر الصادق ويرددون كلمات (الله- محمد- علي) .

 

 البكتاشي إذا اخطأ أو ارتكب إثما  يعترف ل(البابا) بما ارتكبه لتلقي منه المغفرة على  نهج المسيحية!!. و البكتاشية طريقة صوفية لا يتيسر الانخراط في سلكها إلا بعد مضي مدة التجربة وهي ألف يوم ويوم.  و الشبك يكررون في اجتماعاتهم لفظة (الله) و(محمد) و( علي) تكرارا مستمرا متواليا في جميع أذكارهم أورادهم وأدعيتهم، كما يقول الشبك أنفسهم.

 

كما اعتنق بعض الشبك طريقة القزلباشيه وهى فرقة دينية انتشرت في بر الاناضول وتعتبر شيعية المذهب في نظر المسلمين وبين القزلباشية أكراد وأتراك وأغلبهم لا يتكلمون سوى التركية . علما بأن صفي الدين القزلباشي(الآذربيجاني )هو الذي أسس الدولة الصفوية في إيران ثم تحول إلى المذهب الشيعي الجعفري ونشره في إيران، في القرن السادس عشر ميلادي.

 

وفي أفغانستان يسمي القزلباشية مهاجرين من الأصل التركماني ويعتبرون مع (الطاجيك) و(النهدكي) أهم عناصرالطبقة المتوسطة وقد جاءوا إلى أفغانستان من فارس (ايران) بعد أن أسكنهم نادر شاه في كابول (العاصمة)وفي عدة ولايات اخري ليكونوا حماة لها ، وهم لا يختلطون بسائر السكان.

 

عادات الشبك :

 من عادات وتقاليد الشبك اللدينية والاجتماعية التى يذكرها أحد باحثيهم المعاصرين وهو الكاتب العراقى "نصرت مردان" الاحتفال ببعض الليالي المقدسة وهى:

 

1 ــ ليلة رأس السنة، وهي من الليالي المقدسة وتكون في الليلة الاولي من شهر كانون الاول (يناير) من كل سنة ولهم احتفال خاص بها، ويجوز ان يكون الاحتفال به في العشر الأيام الاولي أو العشر الثانية منه.

 

2 ــ ليلة التعاذر او ليلة التغافر التي يعقد فيها الشبك اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة وذلك لازالة الاحقاد والبغضاء من قلوب الشبك واحلال الحب والسكينة فيها يغفر المتباغضون بعضهم لبعض ويصطلحون فيها، ولها مراسم خاصة يقوم بها اثنا عشر شخصا برئاسة البابا البير، ويعتبر الاجتماع في ليلة التعاذر من الاجتماعات المقدسة، والاثنتا عشر شخصا هم رمز الاثني عشر معصوما من ائمة الشيعة وهم: البير، البابا اي الشيخ وهو الرأس عند الشبك، الرهر وهو الدليل وله مقام ادني من مقام البير، حامل الجراغ اي حامل المصباح او الشمعة، حامل المكنسة ويتولي كنس دار البير المعد للاجتماع السقاء الموكل بسقاية المجتمعين، اربع خدام وبوابان يلازمان باب دار البير.

 

3 ــ ليلة الاعتراف، وهي الليلة التي يتقدم بها الشبكي الي البابا فيعترف له بخطاياه وذنوبه وفيها ينشد البابا (الكلبنك) الخاص بالاعتراف وقد يجاريه في الانشاد الرهبر. وقد اقتبس الشبك عادة الاعتراف بالذنوب من البكتاشية فصارت جزءا من تعبدهم، كما انهم اكتسبوا عادة التناول من البكتاشية ايضا.

 

4 ــ مراسم الدخول في الطريقة وهي مراسم خاصة يقوم بها البابا ويساعده علي ذلك الرهبر(الدليل أو المرشد) . وكل من اراد الدخول في الطريقة الصوفية يسمي صوفيا يجب عليه ان يفتش عن شخص اخر لييصاحبه هو وزوجته ليكونا اربعة  لمدة اربعين يوماً او سبعين يوما.

 

5 ــ زيارات مراقد الائمة،  يقدس الشبك الائمة الاثنى عشر الذين يقدسهم الشيعة الامامية ويعدونهم ائمتهم المكرمين المعصومين فينذرون لهم النذور ويقدمون باسمائهم القرابين ويتغنون بالقصائد (كلنبك) بمآثرهم وكراماتهم ومعجزاتهم تقربا اليهم وطلبا للشفاعة منهم. وللشبك مواسم عامة ومواسم خاصة لزيارة المراقد والعقبات المقدسة، ومواسمهم العامة هي عين مواسم الشيعة الامامية كيوم عاشورا ويوم مرد الرأس، ويوم الخامس عشر من رجب وكذلك الخامس عشر من شهر شعبان يوم ذكرى مولد الامام المهدي الغائب المنتظر. اما مواسمهم الخاصة فهي زيارة مرقد العباس في قرية العباسية ومرقد حسن فردوش في قرية الدراويش ومرقد زين العابدين في قرية علي رش ورجم قبر عبد الله بن زياد في موقع شرقي الموصل.

 

6 ــ  العشرة الاولي من محرم الحرام حيث يقيم الشبك الشيعة المناحات والمآتم فيبكون وينوحون ويلطمون ولهم في ذلك اهازيج خاصة وتسمي مراسيم عاشوراء حزنا علي الحسين الامام الشهيد، ويرتدي فريق منهم السواد ويصومون تسعة ايام عاشورا الاولي، وبعد انتهاء اليوم العاشر يحرمون اكل اللحم علي انفسهم مدة ثلاثين يوما اخرى، وفي اليوم العاشر يهييء الموسرون منهم طعاما لفقرائهم فاذا طلع اليوم العاشر عليهم وقفوا في قراهم او في المزارات المقدسة في علي رش وبير حلان صفوفا رجالا ونساء واطفالاً يلطمون وينوحون ويبكون. 

  (حين دخلت ميليشيات تنظيم الدولة الاسلامية(داعش)الى شمال العراق وبالذات نينوى ، تعرض الشبك للقهر والإبادة والتعذيب والقتل والملاحقة ). 

 

و نختم هنا بشعر شبكى يقول :

       من أنا

أنا عراقية أصلا

أنا شبكية فرعا                                                                          

أنا مسلمة عقيدة

سنية و شيعية

رجال قومي مشهورون بالحلم

وهم أوسع الناس صدرا وأذلهم نفسا

طويلو الصمت صبورون على من أساء إليهم

ذوو قوة في لين وعزم في يقين

إذا قدروا عفوا

حبهم في الله و بغضهم في الله

يجاورون الناس بالحسنى




----------

المراجع:

1.     زهير كاظم عبود: أصل الشبك

2.     رشيد البندر: الشبك أكراد عراقيون(دراسة)1999

3.     احمد حامدالصراف:الشبك

4.     د.رشيد الخيون:مقدمة عن الشبك

5.     احمد شوكت:الشبك –الكورد المنسيون(دراسة)2004

6.     موقع حزانى الالكترونى

7.     د.عاصم محمد سالم باجلان الشبك موجز سياسى اجتماعى تاريخى (دراسة)

 

 


أذا واجهتك مشكلة في فتح الفيديو. استخدم الرابط المباشر للفيديو









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6118 ثانية