أنجيل لوقا 1 / 1 - 14
لما أن أخذ كثير من الناس يدونون رواية الأمور التي تمت عندنا كما نقلها إلينا الذين كانوا منذ البدء شهود عيان للكلمة ثم صاروا عاملين لها رأيت أنا أيضا وقد تقصيتها جميعا من أصولها أن أكتبها لك مرتبة يا تاوفيلس المكرم لتتيقن صحة ما تلقيت من تعليم كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيـا له امرأة من بنات هارون اسمها أليصابات وكان كلاهما بارا عند الله تابعا جميع وصايا الرب وأحكامه ولا لوم عليه ولم يكن لهما ولد لأن أليصابات كانت عاقرا وقد طعنا كلاهما في السن وبينما زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية أمام الله في دور فرقته ألقيت القرعة جريا على سنة الكهنوت فأصابته ليدخل مقدس الرب ويحرق البخور وكانت جماعة الشعب كلها تصلي في خارجه عند إحراق البخور فتراءى له ملاك الرب قائما عن يمين مذبح البخور فاضطرب زكريا حين رآه واستولى عليه الخوف فقال له الـملاك لا تخف يا زكريا فقد سمع دعاؤك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنا
فسمه يوحنا وستلقى فرحا وابتهاجا ويفرح بمولده أناس كثيرون امين
( البشير لوقا يكتب انجيله معتمداً التقليد وحسب طريقة الكتبة اليونانيين المعاصرين له هذه المقدمة استخدمها الكثير من المؤرخين مثل هيرودتس وديونيسيوس واخرين لكن اذا قمنا بمطالعة انجيله نلاحظ استعمال مصادر اخرى او الذين كانوا شهود عيان للكلمة وهي البشارة التي اعلنها الرسل كما جاء في ( اعمال الرسل 4 / 31 بعد أن صلوا زلزل المكان الذي اجتمعوا فيه وامتلأوا جميعا من الروح القدس فأخذوا يعلنون كلمة الله بجرأة ) الروح القدس هو حاضر دائما في الكنيسة وهذا الروح امتلاوا التلاميذ جميعاً في يوم العنصرة وكانت كلمة الرب تنموا وكان عدد التلاميذ يزداد كثيراً في اورشليم هذه الكلمة او البشارة نقلها شهود العيان الذين كانوا في رفقة الرب يسوع وبالقرب منه منذ بداية خدمته وكانوا معاينيين الاحداث من قبل ميلاد يوحنا المعمدان وتاوفيلس قد يكون احد المسيحيين الذين لقنوا تعليم الكنيسة ومنهم من يرى فيه وثنياً لوقا يقدم انجيله للدفاع عن الايمان المسيحي وتاوفيلس هو اسم نفس الشخص الذي كتب اليه سفر أعمال الرسل 1 / 1 ألفت كتابي الأول يا تاوفيلس في جميع ما عمل يسوع وعلم منذ بدء رسالته وكتابي الاول اشارة الى انجيل لوقا وهنا تظهر اعمال الرسل بمظهر الجزء الثاني لمؤلف واحد وهذا الاسم لم يرد في موضع اخر في كل العهد الجديد ومعنى الاسم صديق الله أو محب الله وجاء الملاك يبشر زكريا بميلاد يوحنا وهو في داخل الهيكل وزكريا الاسم معناه يهوه يذكر أي الرب يذكر هو أبو يوحنا المعمدان وسيمتلىء يوحنا من الروح القدس ويتنبا وكان زكريا من فرقة أبيا وهي الفرقة الثامن الكهنوتية من الفرق الأربع والعشرين وهي الفرقة الأولى يوياريب والثانية يدعيا والثالثة حاريم والرابعة سعوريم والخامسة ملكيا والسادسة ميامين والسابعة هقوص والثامنة أبيا والتاسعة يشوع والعاشرة شكنيا والحادية عشرة الياشيب والثانية عشرة ياقيم والثالثة عشرة حقة والرابعة عشرة يشبآب والخامسة عشرة بلجة والسادسة عشرة إمير والسابعة عشرة حزير والثامنة عثرة هقصيص والتاسعة عشرة فقحيا والعشرون يحزقيئيل والحادية والعشرون ياكين والثانية والعشرون جامول والثالثة والعشرون دلايا والرابعة والعشرون معزيا سفر الاخبار الاول 24 / 7 - 18
وامراة زكريا اليصابات كانت من بنات هارون الذي هو اخو موسى وأول كاهن وبالتالي اليصابات كانت من عائلة كهنوتية أم يوحنا المعمدان ونسيبة مريم العذراء ومعنى اسمها الله قد أقسم وكانا زكريا واليصابات كلاهما بارين أمام الله ولا لوم أي أنهما من مرمني العهد القديم الصادقين يحفظان الشريعة والاحكام الطقسية وكان الفكر اليهودي التقليدي يربط بين عقم المرأة والخطية فكان ينظر الى عقم المرأة كنوع من العار لان اليصابات كانت عاقراً فكانت الولادة من العجائب شأن أمهات الأولاد العجائبيين كان العقم عند المرأة الشرقية عاراً تتمنى أن تتخلص منه أو كان عقاباً إلهياً ومن الامثلة كانت سارة زوجة ابونا ابراهيم ورفقة زوجة اسحق وراحل زوجة يعقوب هؤلاء كانوا متقدمين أي كبيرين في السن ومن هذه الأمثلة ( كانت ساراي عاقرا ليس لها ولد ) ( سفر التكوين 11 / 30 ) ( ثم دعا إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجابه الرب وحملت رفقة امرأته ) ( سفر التكوين 25 / 21 ) ( ورأى الرب أن ليئة غير محبوبة ففتح رحمها وأما راحيل فكانت عاقرا ) ( سفر التكوين 29 / 31 ) ( وكان رجل من صرعة من عشيرة دان اسمه منوح وكانت امرأته عاقرا لا تلد فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها إنك عاقر لم تلدي ولكنك ستحملين وتلدين ابنا ) ( سفر القضاة 13 / 2 - 3 ) ( وأما حنة فأعطاها حصة اثنين لأنه كان يحب حنة ولكن الرب كان قد حبس رحمها ) ( سفر صموئيل الاول 1 / 5 ) ( وذكر الله راحيل واستجاب لها وفتح رحمها فحملت وولدت آبنا وقالت قد أزال الله عني العار ) ( سفر التكوين 30 / 22 - 23 )
( وقامت حنة من بعدما أكلوا في شيلو وشربوا وكان عالي الكاهن جالسا على الكرسي إلى دعامة هيكل الرب فصلت إلى الرب في مرارة نفسها وبكت بكاء ) ( سفر صموئيل الاول 1 / 9 - 10 ) ( وفي ذلك اليوم تتنازغ سبع نساء رجلا واحدا ويقلن إننا نأكل خبزنا ونلبس معاطفنا إنما نسمى بآسمك فآنزع عنا عارنا ) ( سفر اشعيا 4 / 1 ) ( وأي رجل ضاجع زوجة عمه فقد كشف عورة عمه إنهما يحملان وزرهما فليموتا عقيمين وأي رجل آتخذ زوجة أخيه آرتكب نجاسة فقد كشف عورة أخيه فليموتا عقيمين ) ( سفر الاحبار 20 / 20 - 21 ) ( ولم تلد ميكال ابنة شاول ولدا إلى يوم ماتت ) ( سفر صموئيل الثاني 6 / 23 ) كانت كل فرقة تقوم بخدمتها في الهيكل بدورها مدة أسبوع وفي السنة مرتين ( هولاء هم الذين احصوا بحسب خدمتهم للدخول إلى بيت الرب بحسب ما رسمه لهم هارون ابوهم كما أمره الرب إله إسرا ئيل ) ( سفر الاخبار الاول 24 / 19 ) زكريا ألقيت عليه القرعة كان في اسرائيل الكثير من الكهنة ولذلك فان كاهناً مثل زكريا ربما أو احتمال لا يتمتع بهذا الامتياز او مرة واحدة طوال حياته فاصبت القرعة عليه ليدخل ويحرق البخور هذه الرتبة كانوا يقومون بها في الصباح قبل الذبيحة والثانية بعد الذبيحة المساء وبسبب الكثير من الكهنة في ذلك الوقت فكان القيام بها اي بهذه الوظيفة شرفاً نادراً جداً وكانت جماعة الشعب أي بمعنى شعب الله لاوس في اليونانية يصلون خارج الهيكل في رواق فناء اسرائيل وقت البخور ميعاد ذبيحة العشية فتراءى ملاك الرب قائماً عن يمين المذبح هذا المكان يدل على مرتبة الملاك كما ورد في سفر حزقيال 10 / 3
وكان الكروبون واقفين عن يمين البيت حين دخل الرجل والغمام مالئ الفناء الداخلي ) ( قال الرب لسيدي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ) ( مزمور 110 / 1 ) مذبح البخور هو مذبح الذهب الذي كان في القدس أمام الحجاب الستارة الذي يفصله عن قدس الأقداس ( وآصنع مذبحا لإحراق البخور من خشب السنط تصنعه طوله ذراع وعرضه ذراع فيكون مربعا وعلوه ذراعان وقرونه جزء منه ولبسه بذهب خالص سطحه وجدرانه من حوله وقرونه وآصنع له إكليلا من ذهب يحيط به وتصنع له حلقتين من ذهب تحت إكليله على جانبيه تصنعهـا على الجهتين لتكون بيوتا للقضيبين ليحمل بهما وآصنع القضيبين من خشب السنط ولبسهما بذهب وأقم المذبح تجاه الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة أمام الكفارة التي على الشهادة حيث أجتمع بك ) ( سفر الخروج 30 / 1 - 6 ) عند ظهور الملاك لزكريا اضطرب من ظهور الملاك هذا الاضطراب هو نوع من الخوف والرب عند الانسان أمام عمق السر هذا الخوف لدى التجلي الالهي والمعجزات وسائر التدخلات الالهية اجاب الملاك زكريا لا تخف هذا الكلام يدعو زكريا الى الطمانينة فقد سمع دعاؤك في صلوات زكريا لم يطلب ابناً بل كانت الصلاة التي رفعها زكريا باسم الشعب وتدور بالأحرى على الخلاص المشيحي أي تهيئة الطريق امام مجيء المسيح لان الولد هو أولى علامات المجيء المشيحي ويعني اسم يوحنا الله حنان أو الله يرحم امين