عشتارتيفي كوم / النجف نيوز
عثرت دائرة الاثار
والتراث في محافظة النجف الاشرف على دير مبني قبل الاسلام عمره 1700 سنة، بالقرب من
مدينة الكوفة يعود للراهب المسيحي عبد المسيح بن بقيلة، وشاهد قبره الذي وجد داخل الكنيسة
مكتوب عليه بالخط الكوفي القديم (رحم الله عبد المسيح ).
وقال محمد الميالي
مدير الاثار والتراث لـ(وكالة النجف نيوز) ان " الحيرة القديمة كانت لسكن المسيحيين
وممارسة العبادات كما وتنتشر في محيطها او بالقرب منها الكنائس والاديرة، وقد عثرنا
على وثيقة مهمة تؤكد ان الكنيسة المكتشفة حالياً تعود الى عبد المسيح بن بقيلة من خلال
عثورنا على حجراً بالخط القديم وهذا دليل مادي مهم".
عبد المسيح عمره
(350) سنة
واوضح ان
"عبدالمسيح بن بقيلة كان من اعيان النصارى، لذا تشير بعض النصوص انه كان معمرا
لثلاثمائة وخمسون سنة وبقى على نصرانيته بعد الاسلام وعقد صلحا مع خالد بن الوليد،
عندما جاء الاسلام في سنة 14هجرية وقد ادرك سفن الهند والصين وهي تمخر في بحر النجف".
وبين الميالي ان
"عبد المسيح هذا، هو ابن أخت سطيح الكاهن، وكان كسرى أنفذه إلى سطيح بسبب الرؤيا
التي رآها".
اما بخصوص كنيسة
عبد المسيح، فيؤكد شاكر عبد الزهرة المنقب الآثاري في مديرية اثار وتراث محافظة النجف
لـ(وكالة النجف نيوز)ان" الكنيسة التي عثرنا عليها في المحافظة تعود الى ما قبل
الاسلام، وعثر عليها اثناء التنقيبات بالقرب من مدينة الكوفة التاريخية ".
وبينّ عبدالزهرة
ان مساحة الكنيسة تبلغ " 60 مترا ×60 مترا، ومساحتها الكلية تصل الى 3600مترا
مربعا، وتحتوي على قاعات اربعة كبيرة وغرف انارة وغرف منام لإقامة الرهبان كما تضم
ملاحق للخدمات ومطبخين وساحتين اذ تبلغ مساحة الساحة الواحدة 12مترا×16 مترا، اي
112 مترا مربعا".
واضاف شاكر لـ(وكالة
النجف نيوز)ان "الكنيسة عبارة عن بناية واحدة ،ولها بوابتين متجاورتين الى جهة
الغرب ،ويؤدي كل باب الى قسم من الكنيسة ،والبوابتين مشيدة بطريقة متينة محصنة بطريقة
امنية احترازية لصد أي هجوم او اعتداء".
سور مدجج بأبراج
وقال عبدالزهرة
ان" الكنيسة المسيحية التي عثر عليها محاطة بسور كبير وضخم عرضه متر ونصف وهو
مدجج بأبراج ،ومشيد من اللبن والطابوق ،وتقع الكنيسة في منطقة صحراوية".
وما ورد عن الراهب
عبد المسيح في كتب التأريخ ،يذكر الأصبهاني في كتابه الديارات ان " دير عبد المسيح
بناه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني بالحيرة. وقد قال: وكان - عبد المسيح - أحد
المعمرين، قال إنه عمر ثلاثمائة وخمسين سنة، وهذا الدير بظاهر الحيرة بموضع يقال له
الجرعة، وعبد المسيح هو الذي لقي خالد بن الوليد، لما غزا ،الحيرة وقاتل الفرس فرموه
من حصوﻧﻬم الثلاثة حصون آل بقيلة بالخزف المدور، وكان يخرج قدام الخيل فتنفر منه. فقال
له ضرار بن الأزور: هذا من كيدهم، فبعث خالد رجلا يستدعي رجلا منهم عاقلاً، فجاءه عبد
المسيح بن عمرو وجرى له معه ما هو مذكور مشهور. قال: وبقي عبد المسيح في ذلك الدير
بعدما صالح المسلمين على مائة ألف، حتى مات وخرب الدير بعد مدة فظهر فيه أزج معقود
من حجارة فظنوه كنزًا، فإذا فيه سرير رخام عليه رجل ميت وعند رأسه لوح مكتوب فيه: أنا
عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة:
حلبت الدهر أشطره
حياتي ... ونلت من المنى فوق المزيد
فكافحت الأمور
وكافحتني ... فلم أخضع لمعضلة كؤود
وكدت أنال في الشرف
الثريا ... ولكن لا سبيل إلى الخلود
ويدون الشابشتي
في كتابه الديارات قصة التحاور الذي دار بين خالد بن الوليد وعبد المسيح يقول
"لما نزل خالد بن الوليد الحيرة، خرج إليه عبد المسيح، فقال له خالد: من أين أقصى
أثرك ؟ قال: من صلب أبي ! قال: ما عن هذا سألتك ! قال: ولا أجبت إلا عما سألت عنه
! قال: ما أنتم ؟ قال: عرب استنبطنا ! قال: فما بال هذه الحصون ؟ قال: بنيناها نتحرز
من الجاهل إلى أن يجيء العاقل فيردعه !".