عشتار تيفي كوم - آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
أكّد راعي أبرشيّة البصرة والجنوب الكلدانيّة المطران حبيب هرمز في حديث لـ«آسي مينا» أنّ التحدّي الأبرز الذي تواجهه مباني كنائس أبرشيّته هو تهالكها بعد عقودٍ على إنشائها، لا سيّما بسبب الرطوبة العالية وارتفاع نسبة الملوحة في التربة، فضلًا عن تحدّيات الحروب وآثار سقوط القنابل على كنائس عدّة.
أشار هرمز إلى أنّ المطالب الموجّهة للحكومتَين المحلّيّتَين في البصرة والعمارة بدعم إعمار الكنائس وترميمها تُقابِلها وعودٌ كثيرة وكبيرة تنتظر الكنيسة تحقيقها على أرض الواقع، مستذكِرًا الدعم البسيط الذي قدّمته هاتان الحكومتان المحلّيّتان، على غرار دعم الوقف المسيحيّ الذي لا يوازي الوعود الكبيرة.
وبيَّن أنّ معاناة الكنائس لا تعني أنّها مغلقة بالكامل «فهناك اليوم كنيستان، كلدانيّة وسريانيّة كاثوليكيّة في العمارة، تفتحان أبوابهما أمام المصلّين، إضافةً إلى ستّ كنائس في البصرة ذات مرجعيّاتٍ كلدانيّة وسريانيّة، كاثوليكيّة وأرثوذكسيّة، وأرمنيّة ولاتينيّة وإنجيليّة، لا تنقطع فيها القداديس والصلوات، رغم حاجة بعضها إلى الترميم».
وخصّصت أبرشيّة البصرة والجنوب جلّ أموالها لإعمار كنائسها وترميمها، وفق ما أوضح هرمز، مضيفًا: «يستنزف الإعمار مبالغ تفوق قدرة أبرشيّتنا، وعلى الرغم من محدوديّتها، فعلنا ما في وسعنا في خلال العقد المنصرم، ولا تزال كنيستنا الأقدم (مار توما) الأكثر حاجةً إلى تقديم المزيد».
إلى جانب الكنائس الأحدث المشيّدة في القرن العشرين، تعدّ الكنيسة الأرمنيّة أقدم كنائس البصرة والجنوب العراقيّ التي لا تزال قائمة، إذ يُعتَقَد أنّها شيّدت عام 1745، تليها كنيسة «السيّدة مريم أمّ الأحزان» الكلدانيّة في العمارة المُشَيَّدة عام 1880، ثمّ كنيسة «مار توما الكلدانيّة» في البصرة المُشَيَّدة عام 1883. أمّا بقيّة الكنائس فقد بُنِيَت في القرن العشرين.
وقال هرمز إنّ كاتدرائيّة «مريم العذراء» الكلدانيّة في البصرة والمبنيّة عام 1936 على الطراز الغوطيّ، حظيت بدعم البنك المركزيّ العراقيّ ورابطة المصارف الخاصّة العراقيّة عام 2019 لإعادة تأهيلها. كما حصلت كنائس أخرى على مساعدات من أخويّة «محبّة العراق- Fraternity on Iraq» الباريسيّة الكاثوليكيّة.
ختامًا، أمل هرمز بأن تلتزم منظّمة اليونسكو وعدها باستكمال إعمار كنيسة مار توما، كونها أحد أبرز المباني التراثيّة البصريّة، مشدّدًا على أفضليّة المنظّمة نظرًا إلى خبرتها الواسعة في هذا المجال.