عشتار تيفي كوم - اخبار الأن/
منذ سقوط النظام السوري السابق وتسلم أحمد الشرع الإدارة الجديدة، يحاول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إنهاء الارتباك في الموقف العراقي تجاه النظام الجديد، عبر تشكيله خلية أزمة للتعامل مع هذا الملف الحساس وإدارة علاقة معقدة مع دمشق، في ظل رفض أطراف سياسية داخل الإطار التنسيقي للانفتاح على الأخيرة، وسط إشادات مراقبين بإنشاء تلك الخلية المكونة من زعامات سياسية ومسؤولين رفيعين للإسراع في إعادة الاستقرار إلى العلاقات الثنائية، درءا للمخاوف والتبعات التي قد تنجم عن ذلك المتغير الإقليمي الكبير.
وبحسب مصدر لصحيفة العالم الجديد”، فأن “السوداني، قام بتشكيل خلية أزمة للتعامل مع دمشق وإدارة ملف العلاقات معها، تضم شخصيات سياسية وحكومية تتمتع بصلات جيدة مع تركيا الراعية للنظام الجديد في سوريا، وهم كل من وزير الدفاع ثابت العباسي، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، فضلا عن القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين الحجيمي”.
ويضيف المصدر، أن “حساسية ملف سوريا والتعامل مع حكومتها الجديدة في ظل رفض أطراف داخل الإطار التنسيقي (الشيعي)، دعت السوداني لتشكيل تلك الخلية”، مشيرا إلى أن “أبرز الرافضين هو زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الذي اتسعت قطيعته مع السوداني، مع اتخاذه تلك الخطوة”.
ويتابع أن “عمل الخلية ظل متواصلا في التنسيق بين بغداد وأنقرة ودمشق خلال الفترة الماضية، ما نتج عنه عدة لقاءات وزيارات كان آخرها، زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد، والتي نجحت في كسر الجليد بين البلدين، خصوصا مع صمت جميع الأطراف السياسية التي كانت تبدي رفضها القاطع لعودة العلاقات”.
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يتعامل العراق بحذر مع الوضع الجديد، فيما شهدت الساحة السياسية في العراق حالة من التشابك، مع تنصيب أحمد الشرع رئيسا لسوريا، الأمر الذي وضع البلاد أمام منعطف تتداخل فيه التوافقات الداخلية بالحسابات الإقليمية والتحديات الهيكلية.
وتعقيبا على ذلك، يقول المحلل السياسي فلاح المشعل، إن “سوريا دولة مجاورة، وممر تجاري مهم من خلال إطلالتها على البحر، وهناك الملف الأمني الذي يبقى أهم من جميع الملفات، فعلى مدار سنوات كانت تغذي الإرهاب، وفي وقت لاحق عملت على تغذية خطوط أخرى وكسبت إلى جانبها فصائل زحفت فيما بعد للدفاع عن نظامها السابق”.
ويضيف ، أن “الملفات بين العراق وسوريا عديدة وشائكة، وفي ضوء هذه المواقف المختلفة هناك من يقرأ سوريا كعدو، وآخر يقرأها صديق”، لافتا إلى أن “هذا التعقيد بالعلاقة، والتعقيد الأكبر الذي حصل بعد سقوط نظام بشار الأسد ومجيء الإدارة الجديدة، مع عدم وضوح ثوابتها السياسية يستدعي تشكيل خلية للتعامل معها”.
وأعلن السوداني، في 22 كانون الأول ديسمبر الماضي، أن حكومته بادرت بإجراء اتصالات وزيارات مع الدول الشقيقة، وأطلقت مبادرة لإرساء الأمن في سوريا، وقدمت ورقة عراقية في مؤتمر العقبة بالأردن بشأن سوريا، وحظيت بترحيب جميع الأشقاء.