عشتار تيفي كوم/
بمناسبة عيد الانجيليين الاربعة أقامت مطرانية الارمن الارثوذكس في العراق واللجنة الادارية الفرعية لخورنة الارمن في كركوك الاحتفال الروحي بتدشين وتكريس كنيسة مريم العذراء الكنيسة الجديدة للارمن في كركوك وبدأ الاحتفال بتوجه نيافة المطران الدكتورافاك اسادوريان رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق محاطا بالاباء الكهنة والشمامسة ومعه سيادة المطران الدكتور مار يوسف توما رئيس اساقفة كركوك والسليمانية للكلدان والقس هيثم جزراوي راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في كركوك نحو الباب الرئيسي للكنيسة مرددين (افتح يارب افتح يارب افتح يارب برحمتك الواسعة باب بيعتك المقدسة) ثم دخل موكب السادة المطارنة والاباء الكهنة داخل الكنيسة وهم يصلون الصلوات الطقسية بالمناسبة .
بعدها بدأ نيافة المطران افاك اسادوريان بتقديس الميرون حيث مسح مذبح الكنيسة به ومن جميع جوانبه بمعاونة كل من الاب مسروب كبريليان والراهب بطرس أزاريان .
ومع الصلوات الطقسية التي قدمها الاباء الكهنة وجوقة كاتدرائية ماركريكور المنور القادمة من بغداد واصل نيافة المطران افاك اسادوريان بمسح الكنيسة باسم الانجيليين الاربعة وتلاميذ المسيح الاثني عشر يشاركه في هذه المراسيم سيادة المطران ماريوسف توما .
وبعد الانتهاء من مسح أعمدة الكنيسة وهم الانجيليون الاربعة وتلاميذ المسيح الاثني عشر توجه نيافة المطران افاك اسادوريان نحو المذبح لمسح الايقونات الخاصة بكنيسة الارمن القديمة إجميادزين ، ثم القى الراهب بطرس أزاريان راعي كنيسة الارمن في البصرة كلمة باللغة الارمنية ليبدأ بعدها القداس الاحتفالي بتدشين وتكريس الكنيسة ، فترأس القداس الراهب بطرس يعاونه جمع من الشمامسة وجوقة كاتدرائية ماركريكور المنور في بغداد ثم القى نيافة المطران افاك اسادوريان كلمة اشاد خلالها بالجهود الكبيرة التي بذلها كادر وزارة الاسكان والاعمار العراقية وديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية في اعمار وانشاء وبناء هذه الكنيسة قائلا إن الكنيسة بمعناها المطلق هي الجماعة المؤمنة والتي نحن ابنائها نحيا فيها مع المسيح .
وخلال مراسيم الاحتفال الروحي بتدشين الكنيسة القى سيادة المطران مار يوسف توما كلمة قال فيها اليوم مدينة كركوك تعيش عرسا بتكريس كنيسة الارمن واضاف ان الرموز المشتركة بين كنيسة المشرق والكنيسة الارمنية واضحة وان هذا التكريس يعطي بعدا لاهوتيا عميقا بحلول الروح القدس في الاشخاص والمكان فيصبح المكان مقدسا .
واضاف المطران ماريوسف توما قائلا رغم التناقضات والاضطهاد وتناقص عددنا فان هذه الكنيسة هي تصميم وقرار بانه جئنا نحن ابناء يسوع حتى نشهد بان الله محبة وان الاضطهادات وداعش في زوال بعون من الله وسنصلي فعلا من اجل كل الشعب الارمني وشعبنا الموزع في ارجاء المعمورة كي يبقى متعلقا بالسيد المسيح له المجد .
وتواصل القداس الاحتفالي الذي استمر ساعتين ونصف الساعة حيث جوقة كاتدرائية مار كريكور المنور القادمة من بغداد قدمت أجمل التراتيل بالمناسبة في الوقت الذي صلى الاب مسروب الصلاة الختامية امام عدد من الشمامسة ليختتم القداس بتناول المؤمنين القربان المقدس .
هذا وحضر مراسيم الاحتفال الروحي عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة المجلس الشعبي رائد اسحق وعضو برلمان اقليم كوردستان يروانت أمينيان ورئيس ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية رعد كججي وسفير جمهورية ارمينيا لدى العراق كارين كريكوريان والملحق السياسي في السفارة ورعاة الكنائس في كركوك والكادر المشرف على بناء الكنيسة التابع لوزارة الاسكان والاعمار العراقية واللجان الارمنية في كل من بغداد وعنكاوا وسهل نينوى وكركوك ، هذا وقامت قناة عشتار الفضائية بتغطية هذا الحدث الكبير في الوقت الذي أدت الجهات الأمنية في كركوك واجبها من أجل انجاح هذا الاحتفال الروحي .
وفيما يلي نص كلمة المطران آفاك بالمناسبة:
باسم الاب والابن الروح القدس الاله الواحد، آمين.
يقول المزمِّر "هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، فلنَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ" (مزمور 118: 24)
حقاً هذا هو يوم الرب الذي قمنا فيه،وبمشاركة إخواننا في الأسقفية الاجلاء،بتدشين وتقديس هذه الكنيسة الجديدة التي سميناها "كنيسة مريم العذراء". نعم، رأينا على وجوهكم جميعاً، أيها الاحباء، انتم الذين شاركتمونا بصلواتكم وادعيتكم في هذه المراسيم، لمسنا فيكم الايمان المتوقد ومشاعر البهجة والفرح.
عقيدتنا نحن المسيحيون بان الكنيسة هي الشعب المؤمن الذي يجتمع باسم يسوع المسيح له المجد لعبادة رب العالمين، فأذن علينا ان نرى في هذا الصرح سر تكوين الكنيسة حيث بوجودنا ومشاركتنا في الصلوات يتحول البناء الى بيت الله ببركة الميرون المقدس الذي هو الرمز الملموس لنِعَم الروح القدس، كما رأيتم خلال مراسيم تكريس هذه الكنيسة حيث مسحنا الكنيسة باسم الانجيليين الأربعة وباسم تلاميذ المسيح الاثني عشر.
فأنتم، أيها الشعب المؤمن، بمشاركتكم حوّلتم هذا الصرح الى كنيسة حية تنعم على ابنائها الايمان والرجاء والمحبة،وبخصوص هذا الحدث المقدس قال أحد شعرائنا الأرمن "ان الكنيسة هي مكان ولادة ارواحنا".
حسب تقويم الكنيسة الأرمنية فان يوم غد هو عيد الانجيليين الأربعة، الذين بالهام من الروح القدس بشروا بميلاد يسوع المسيح له المجد وعماده وتجليه وآلامه وصلبه وقيامته المجيدة من بين الأموات،وكل هذا لاجل خلاص بني البشرمن دون تفرقة، وقد بشروا ايضاً بتأسيس يسوع المسيح لكنيسته، كماجاء على لسان مخلصنا في انجيل لوقا:"سأُرسِلُ إليكُم ما وعَدَ بِه أبـي...." (24: 29)، وفي بشارة الإنجيلي يوحنا قال المسيح: "اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (20: 22).اذن، الكنيسة بمعناها المطلق هي الجماعة المؤمنة والتي نحن ابناءها نحيا فيها مع المسيح ونرى ان محبة الله لبني البشر قد عشناها بتضحيته وانتصاره على الموت.نحن الموجودون هنا في هذا اليوم المبارك قد اجتمعنا لنشكر الباري تعالى على نعمِهِ ومنها هذه الكنيسة الجديدة. فانا أرى ان بيت الرب هذا،هو امتداد للعمل الخلاصي لكنيستنا السابقة والتي خدمت الرعية منذ أكثر من السبعين عاماً. فيالها من خدمة جليلة مباركة!
في هذه المناسبة السعيدة نصلي من اجل أرواح جميع الذين ساهموا في بناء بيوت الله في ارجاء المعمورة كافة .. الآن نود ان نتقدم بالشكر الجزيل الى وزارة الإسكان والقائمين عليها والى ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية لمساعدتنا مع وزارة الإسكان لأنشاء هذا الصرح المقدس ونخص بالذكر المهندس محمد مصطفى والمهندسة بان بطرس والكوادر الهندسية والادارية الذين قاموا بإشراف على بناء هذه الكنيسة، ولجنتنا الفرعية في كركوك، والمؤمنين من ابناءنا وبناتنا الأرمن الذين قاموا بواجباتهم تجاه هذه الكنيسة، كنيسة مريم العذراء، وسيدتنا مريم هي ام جميع المؤمنين وسيدة نساء العالمين. كما نشكرمن صميم القلب الاساقفة الاجلاء والاباء الافاضل والاخوات الفاضلات والضيوف الكرام لمشاركتنا في هذا الاحتفال الروحي وفي الختام لا يسعنا الا أن نشكر قناة عشتار الفضائية ممثلة بمديرها العام رازميك مراديان والعاملين فيها على ما تقوم به من تغطية لاحتفالنا الروحي بتكريس كنيسة مريم العذراء كنيسة الارمن في كركوك الذي عن طريقه ستحل علينا جميعاً بركات الله جل جلاله آمين.