هو شابا بن توما جبرائيل ماري ولد في برطلي / العراق ، في الثاني عشر من تشرين الأول سنة 1912 ، توفي والده في أواخر سنة 1918 وهو في السادسة من عمره .
دخل المدرسة الابتدائية في برطلي حيث قرأ السريانية وعلم الدين على يد المرحوم الشماس يعقوب ساكا الشاعر السرياني المعروف ، والعربية على المرحوم المعلم داود ( دغدو ) والانكليزية على المعلم نسطوريوس ، فكان يلتهم العلم التهاما حتى المَ باللغات الثلاث متفوقا على أقرانه .
في صيف سنة 1923 وقد بلغ الحادية عشرة من عمره ، أحب السيرة الرهبانية فدخل مدرسة دير مار متى الاكليريكية . فتوقل سلم العلوم الدينية وآداب اللغات السريانية والعربية والانكليزية.
في سنة 1924 رقَاه مار اقليميس يوحنا عباجي إلى رتبة القورويو .
في 6 آب سنة 1929 رقاه المثلث الرحمات البطريرك ألياس الثالث إلى رتبة الافودياقون .
في سنة 1931 أوفدته رئاسة الدير إلى الميتم السرياني في بيروت، أستاذا للغة السريانية والدينيات. فقام بعمله هذا خير قيام . والى جانب ذلك تعمق في آداب اللغة العربية وتوسع في فنونها وبيانها وبديعها على الأستاذ أشعياعطاالله من بيت شباب لمدة سنتين . كما تمكن من الانكليزية وألَم بالفرنسية على بعض الأساتذة .
في 20 تموز 1933 البسه المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول الاسكيم ألرهباني المقدس باسم الراهب عبد الأحد ، وذلك في كنيسة أم الزنار بحمص في سوريا.
في كانون الأول 1933 أوفده قداسة البطريرك افرام برصوم الى ملبار الهند.
في 19 كانون الثاني سنة 1934 رسم شماسا إنجيليا .
في 11 آذار من هذه السنة رقَي إلى رتبة كاهن ، واسند إليه إدارة مدرسة مار اغناطيوس اللاهوتية التي أسست آنذاك في الهند . فسارت المدرسة بهمته العالية بخطى واسعة ثابتة اثنتي عشرة سنة. فتخرَج على يديه نحو ستين كاهنا في اللاهوت واللغة السريانية والطقوس البيعية . وكان ايضا ما خلا ذلك يعمل كسكرتير للقاصد ألرسولي في الهند ، وله يد بيضاء على الكنيسة الفاخرة التي تم إنشائها فوق ضريح المثلث الرحمات البطريرك ألياس الثالث ، وهذا فضلا عن اشتغاله في التبشير والوعظ والإرشاد ، وقد ترأس كثيرا من الاجتماعات التبشيرية وألقى فيها بضع مئات من الخطب والمواعظ الروحية استمع إليها ألوف من أبناء الكنيسة السريانية وغيرهم من شتى البلاد الهندية . كل ذلك جعل له منزلة سامية في قلوب المؤمنين في تلك الديار. وهناك برع باللغة الانكليزية وأتقن اللغة الملبارية ( لغة الهند الجنوبية ) .
في عام 1946 عاد الى العراق ليدرس في اكليريكية مار افرام في الموصل .
في صيف سنة 1950 شغر كرسي بيروت ودمشق فعين الراهب عبدالاحد توما نائبا بطريركيا فيها .
وفي 17 كانون الأول سنة 1950 رسم مطرانا على بيروت في كاتدرائية أم الزنار بحمص وسمَي سويريوس يعقوب تيمنا بملفان الكنيسة الكبير مار سويريوس يعقوب البرطلي علاّمة القرن الثالث عشر .
انتخب بطريركا على إنطاكية وسائر المشرق للكنيسة السريانية
الارثوذكسية ، بعد انتقال سلفه البطريرك مار اغناطيوس افرام الاول برصوم ، يوم
الأحد الواقع في 27 من شهر تشرين الأول سنة 1957 وجرى ذلك في احتفال مهيب في كنيسة
ام الزنار في حمص سوريا وحمل اسم ( مار اغناطيوس يعقوب الثالث ) .
نقل مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية من مدينة حمص السورية إلى العاصمة دمشق عام 1959م .
وتميزت فترة بطريركيته بنشاطه في سبيل التقريب بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وأيضا العمل على إعادة التوافق بين أبناء الكنيسة السريانية في الهند مع الكرسي الأنطاكي، ففي عام 1964م زار ولاية كيرلا الهندية مكان تجمع السريان الهنود وأقام لهم أوجين تيموثاوس مفريانا للهند.
رسم للكنيسة السريانية الارثوذكسية خلال فترة رئاسته لها ( 19 ) مطرانا .
حضر قداسته عدة مؤتمرات علمية ولغوية وحاضر فيها بمحاضرات غزيرة المادة تعكس اطلاع قداسته على التاريخ الكنسي واللغتين السريانية والعربية .
كان عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق .
وعضوا في المجمع العلمي العراقي .
حاصل على شهادتين في الدكتوراه الفخرية ، الواحدة في اللاهوت من جامعة لويس آند كلارك ـــ بورتلاند ــــ اوريغن 1960 والأخرى في الرسالة الإنسانية من جامعة درو ـــ ولاية نيوجرسي 1971 .
اتقن اللغات : - السريانية والعربية والانكليزية والمليالم ( إحدى اللغات الهندية ) وألم بالفرنسية . كما امتاز قداسته بمكانة علمية مرموقة ، فهو خطيب مفوه وكاتب قدير ومؤرخ شهير يعتمد عليه في النزاهة والصدق والصراحة العلمية ويقرض الشعر السرياني والعربي .
وهو أمير
الموسيقى السريانية في القرن العشرين ومن أمرائها على الإطلاق ، كان يوصف بأنه
مكتبة للألحان السريانية حيث كان يحفظ ما يقارب سبعمائة لحن كنسي من كتاب البيث
كازو . فقد كان صوته رخيما"
جدا" وقد سجل ألحان سريانية التي يحتويها الكتاب المعروف ( بيث كاز ) وما
زالت أنغامه الساحرة تملك مشاعر سامعيه وتأخذ بمجامع القلوب .
انطفأت
شعلة حياته المليئة بجلائل الأعمال مساء يوم الأربعاء المصادف 25 / 6 / 1980
عن عمر يناهز 68 عاما" بعد أن خدم كنيسته وأمته السريانية
وعقيدته الأرثوذكسية بكل إخلاص وتفانٍ . ودفن في مدينة دمشق في كنيسة
مار جرجس للسريان الأرثوذكس .
وبمناسبة
مرور 25 عاماً على وفاة المثلث الرحمات مارإغناطيوس يعقوب الثالث ، كرّمت بلدية
حلب هذه الشخصية السريانية الفذّة، المعروفة بمواقفها الكنسية والوطنية، خاصةً
وأنّه كان رجل حوارٍ ويهتمّ بشأن العلاقات بين الأديان والمذاهب والشعوب بان اطلقت
اسمه على احد شوارعها وسمي ( جادة البطريرك يعقوب الثالث ) .
حمل
قداسته عدة أوسمة منها
: -
( 1 ) وسام ذهبي من جمعية المدارس الأحدية في ملبار الهند سنة 1946 .
( 2 ) وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الأولى سنة 1952 .
( 3 ) وسام الأرز برتبة ضابط سنة 1953 .
( 4 ) وسام ( وشاح ) الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة سنة 1957 .
( 5 ) وشاح الأرز الأكبر سنة 1958 .
( 6 ) وسام انكونفيدسيا مينييرا وهو أرفع وسام لولاية ميناس جيرايس ــــ
البرازيل سنة 1958.
( 7 ) وسام ملكة سبأ الذهبي من الإمبراطور هيلا سيلاسي سنة 1964 .
مؤلفاته :ـ
حبَر يراعه مؤلفات قيمة يرجع إليها ، جاءت في العلوم الدينية والتاريخ الكنسي والادب السرياني واللغة السريانية والطقس السرياني وفي الادب والاجتماع حتى بلغت أكثر من أربعين كتابا". أهمها :ـ
صدى المنابر طبع سنة 1969
تاريخ الكنيسة السريانية الهندية طبع في بيروت 1951
تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية في جزأين طبع في لبنان 1953
دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب طبع في زحلة لبنان عام 1961
البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية طبع في لبنان عام 1969
طقس
الاعياد الحافلة ( المعذعذان ) نشر في لبنان 1980
ديوان شعر سرياني يتضمن قصائد في الابتهال والتهاني يقع في 100 صفحة
طبع عام 1959
خطب المهرجانات في جزأين: -. يقع الجزء الأول في 114 صفحة، طبع في دمشق عام 1969، ويقع الجزء الثاني في 192 صفحة ، طبع في دمشق عام 1977
كما
تعتبر محاضرته التي ألقاها في جامعة كويتينكن الألمانية University of Goettingen عام
1971م مرجعا مهما لدارسي تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.