عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء ٢٥ آذار ٢٠٢٥، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد بشارة العذراء مريم، وأقام في نهايته صلاة الجنّاز راحةً لنفس المثلَّث الرحمات المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة، رئيس الأساقفة السابق لأبرشية بغداد، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.
شارك في القداس والجنّاز صاحب الغبطة الكردينال مار باسيليوس اقليميس كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند، وصاحب السيادة المطران باولو بورجيا السفير البابوي في لبنان، وصاحب السيادة المطران أبرس يوخنّا ممثِّلاً صاحب القداسة مار آوا الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية.
وشارك أيضاً أصحاب السيادة: مار غريغوريوس بطرس ملكي، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، والآباء الخوارنة والكهنة في الدائرة البطريركية ودير الشرفة وأبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، والراهبات الدومينيكيات، والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة الذين خدموا القداس، بمشاركة جمع من المؤمنين يمثِّلون إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، ورعايا أبرشية بيروت البطريركية.
كما حضرت القداس والجنّاز الأستاذة ندى كريم مجول القائمة بأعمال السفارة العراقية في لبنان.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "ها أنا أمةٌ للرب فليكن لي حسب قولك"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "احتفالنا اليوم بعيد بشارة العذراء مريم التي ملأها الله بالنِّعَم، واختارها أن تكون والدةً لابنه الرب يسوع مخلِّصنا"، مستهلاً كلامه بتوجيه الشكر "إلى غبطة الكردينال مار باسيليوس اقليميس لمشاركته معنا هذا الاحتفال الروحي، وكذلك سيادة السفير البابوي المطران باولو بورجيا، ونيافة المطران أبريس القادم من العراق ممثِّلاً قداسة البطريرك مار آوا الثالث، وأصحاب السيادة المطارنة، والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفراميات والدومينيكيات والمؤمنين، وخاصَّةً ممثِّلي إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، ورعايا أبرشية بيروت البطريركية، وسائر المحبّين للمثلَّث الرحمات المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة الذي فارقَنا إلى بيت الآب السماوي".
ولفت غبطته إلى أنّ "بولس الرسول يذكِّرنا أنَّ الله هو الذي يعد ويكمل وعده، إذ ليس علينا فقط أن نطبِّق الشريعة الموسوية كما كان رسول الأمم يكتب في رسائله في المسيحية الأولى، إنّما علينا أن نعيش حقيقةً وعد الله بالإيمان، وهذا الإيمان يجعلنا أبناء وبنات الله، إنّها حقيقة جديدة يعلِّمنا إيّاها رسول الأمم مار بولس. وفي الإنجيل المقدس، نسمع كما في كلّ سنة هذا النص الرائع من القديس لوقا الإنجيلي عن بشارة العذراء مريم بولادة المخلِّص يسوع".
وهنّأ غبطته بهذا العيد "القيِّمين على كاتدرائيتنا، كاتدرائية سيّدة البشارة في بيروت، والذين يُحيُون بكلّ خشوع وفرح هذا العيد المبارك الذي تحتفل به الكنيسة جمعاء، خاصَّةً وأنّ هذا العيد في لبنان هو يوم وطني للجميع. كما نرحِّب بالأستاذة ندى القائمة بالأعمال في السفارة العراقية في لبنان، والتي تمثِّل العراق في هذا الاحتفال الروحي، وهي تحضر معنا للمشاركة في جنّاز المثلَّث الرحمات المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة".
ونوّه غبطته بأنَّ "الكثيرين منكم يعرفون المثلَّث الرحمات، فقد عاش دعوته المسيحية والكهنوتية والأسقفية لسنواتٍ عدّة، إذ خدم أبرشية بغداد أكثر من خمسين عاماً، كاهناً، فأسقفاً مساعداً، ثمّ مطراناً للأبرشية. وعندما تنحّى وقدَّم استقالته عام 2010، شكرناه وفرحنا بكلِّ ما قام به في تلك الأبرشية التي عانت الكثير في العقود الثلاثة الأخيرة. بعدئذٍ عرضنا عليه أن يأتي إلى البطريركية هنا، حيث كان معنا، وأقام معنا ومع زميليه صاحبي السيادة المطرانين مار ربولا أنطوان بيلوني ومار فلابيانوس يوسف ملكي. ثمَّ صعد إلى دير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، حيث كان طالباً ومديراً للإكليريكية الصغرى، وأخيراً انتقل إلى بيت الراحة لدى راهبات الصليب في برمّانا".
وأكّد غبطته على أنّنا "في هذا العيد نجدِّد ثقتنا الكاملة بالله الذي يفي وعده لمحبِّيه وللذين يسعون لعيش هذه الدعوة، دعوة أبناء وبنات الله، سائلين الرب أن يقوّي إيماننا، ويثبِّتنا بالرجاء، ويزيدنا محبَّةً بعضنا لبعض، كي نكون مثالاً لتلاميذه، هو القائل: بهذا يعرف العالم أنَّكم تلاميذي، إن كنتم تحبُّون بعضكم بعضاً".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب الإله الذي فدانا بكلامه وصلبه وقيامته، أن يتقبَّل خادمه الأمين، المثلَّث الرحمات سيّدنا المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة، ما بين الأبرار والصالحين، بشفاعة أمِّنا مريم العذراء، سيّدة البشارة، وجميع القديسين والشهداء".
وقبل نهاية القداس، تلا سيادة السفير البابوي رسالة التعزية التي وجَّهها نيافة الكردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، إلى غبطة أبينا البطريرك، باسم قداسة البابا فرنسيس، مقدِّماً التعزية برقاد المطران متّي متّوكة، وضارعاً إلى الله أن ينعم عليه بميراث الملكوت السماوي.
ثمّ أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة جنّاز المثلَّث الرحمات مار أثناسيوس متّي متّوكة، أمام جثمانه المسجَّى في الكنيسة، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، تخلّلَتْها الترانيم السريانية، وقراءة إنجيل مثل الوزنات، والصلوات، والطلبات.
وفي ختام الرتبة، تضرّع غبطته إلى الله كي يُمتِّع المثلَّث الرحمات بسعادة السماء مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء.
ثمّ تقبّل غبطته التعازي من الحاضرين جميعاً.