قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام لدولة هولندا      من جامعة هارفارد... مدير عام الثقافة السريانية يلقي محاضرة عن حماية التراث الثقافي لشعبنا وتعزيزه      وزير شؤون الأقليات في حكومة إقليم كوردستان يدعو الحكومة الاتحادية إلى الاهتمام بالأقليات في سنجار وتلعفر وسهل نينوى      إطلاق الفيلم الوثائقي ... ( مسيحيو العراق ، عشر سنوات بعد داعش )      رسالة تضامن من قداسة البطريرك مار آوا الثالث فيما يخص الوضع الحالي الّذي تمرّ فيه سوريا      نائب رئيس المنظمة الآثورية الديمقراطية: مقتل 4 مسيحيين في أحداث الساحل السوري      ‎قداسة البطريرك أفرام الثاني يستقبل موفد رئيس جمعية سانت ايجيديو      الاحزاب القومية تعقد اجتماعا حول اوضاع وحقوق شعبنا      مدير عام الثقافة السريانية يحاضر عن تراث شعبنا في جامعة هارفارد الأمريكية      البطريرك يازجي للرئيس الشرع: أوقفوا المجازر التي تتنافى ورؤيتكم لسورية الجديدة      مشروع روناكي يستمر بالتوسّع في دهوك ليشمل 3 أحياء جديدة      الحكومة العراقية تسحب مشروع قانون الخدمة للحشد الشعبي      استقرار الحالة الصحية للبابا وسط تحسن ملحوظ في الفحوصات الطبية      بيتر كوركيس يسجل هدف الفوز لدهوك.. ليبلغ الفريق لأول مرة في تاريخه نهائي دوري أبطال أندية الخليج لكرة القدم      طهران تتسلم رسالة من ترمب بشأن «النووي»      دراسة جديدة تكشف عن أول كائن نقل الطاعون للبشرية      علماء: عثرنا على "سفينة نوح" التي أنقذت البشرية قبل 5 آلاف عام      الريال يطيح بأتلتيكو من دوري الأبطال ويضرب موعدا مع أرسنال      علماء: للماء شكلان سائلان      النائب الرسولي في حلب: نحن بحاجة إلى سوريا موحّدة
| مشاهدات : 477 | مشاركات: 0 | 2025-03-13 07:44:42 |

كوسوفو تواجه تحديات غير مسبوقة في عهد ترامب

ألون بن مئيـر

 

ينبغي أن تتوقع كوسوفو مواجهة العديد من التحديات الجديدة الهائلة خلال السنوات الأربع المقبلة. وسوف تكون هناك حاجة إلى زعيم قوي ورؤيوي للتعامل مع المشهد السياسي المتغير في المسرح الأوروبي والعواقب المزعجة لعودة ترامب إلى الرئاسة.

لم تواجه كوسوفو منذ إعلان استقلالها في عام 2008 مثل هذه التحديات الهائلة في الداخل والخارج كما ستواجهه على مدى السنوات الأربع المقبلة. وسوف تواجه الحكومة الائتلافية الجديدة العديد من التحديات الكبيرة بسبب عودة دونالد ترامب إلى السلطة والمشهد السياسي المتغيّر في أوروبا. وفي هذه البيئة الجيوسياسية المعقدة، سوف تحتاج حكومة كوسوفو الجديدة إلى موازنة أولوياتها المحلية مع التوقعات المتطورة لشركائها الدوليين، وخاصة مع تنقلها بين الديناميكيات المتغيّرة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا.

 

العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة
لطالما كان المشهد الجيوسياسي في غرب البلقان، وخاصة العلاقة بين كوسوفو وصربيا، نقطة محورية للدبلوماسية الدولية. ومع عودة ترامب إلى السلطة، قام العديد من المحللين وأصحاب المصلحة الإقليميين بتحليل العديد من الإشارات الناشئة لقياس الكيفية التي قد يتصرف بها ترامب فيما يتعلق بالصراع بين صربيا وكوسوفو. وبالاستفادة من فترة ولايته الأولى، فإن نهجه الدبلوماسي غير التقليدي وتصريحات المسؤولين الرئيسيين الذين عيّنهم سوف تحدّد المسار المحتمل لمشاركة إدارة ترامب في الأيام المقبلة.

ونظراً لقرب ترامب الملحوظ من بوتن والدعم العلني من جانب الرئيس الصربي فوتشيتش لحملة إعادة انتخاب ترامب ومصالح ترامب التجارية في صربيا وتعيينه لريتشارد غرينيل (Richard Grenell) الذي انتقد كورتي في الماضي كمبعوث رئاسي خاص، فمن المرجح أن يمارس ترامب ضغوطاً أكبر على كوسوفو مقارنة بصربيا في جهوده للتخفيف من حدة الصراع بين كوسوفو وصربيا.

سوف تحتاج حكومة كوسوفو الجديدة إلى التعامل مع ما لا شك فيه أنها ستكون علاقة معقدة مع إدارة ترامب. ومن المحتمل أن يؤدي نهج ترامب المعاملي في السياسة الخارجية إلى تقليص الدعم السياسي لكوسوفو إذا لم توافق على تقديم تنازلات معينة في المفاوضات مع صربيا. يسعى ترامب بشكل غير تقليدي إلى حلّ سريع لأي نزاع، بغض النظر عن تعقيده.

كان الموضوع الرئيسي لسياسة ترامب في ولايته الأولى تجاه كوسوفو وصربيا هو اتفاقية واشنطن الموقعة في سبتمبر 2020. لقد تضمنت هذه الإتفاقية إطارًا مزدوج المسار يعطي الأولوية للتعاون الإقتصادي مع المراوغة أو الإلتفاف على رفض صربيا القاطع للإعتراف باستقلال كوسوفو. ركزت الإتفاقية على مشاريع البنية التحتية والتي شملت روابط السكك الحديدية والطرق السريعة والإلتزام المتبادل بوقف الضغط ضد الإعتراف الدولي بكل منهما. ومع ذلك، افتقرت الصفقة إلى آليات التنفيذ وفشلت في معالجة النزاعات السياسية الأساسية بين البلدين.

 

عامل غرينيل
أثارت إعادة تعيين ترامب لغرينيل مخاوف جديدة في بريشتينا لأنه خلال فترة ولايته الأولى طوّر غرينيل علاقات وثيقة مع فوتشيتش وانتقد علنًا كورتي الذي وصفه بأنه “غير موثوق به”، بينما كان يعزّز مصالح صربيا. وفي عام 2023 حصل غرينيل على وسام العلم الصربي، وهي لفتة تؤكّد على أهمية انحيازه الملحوظ مع بلغراد. هناك مخاوف مشروعة من أن غرينيل قد يهمّش مرة أخرى سيادة كوسوفو ويحاول بدلاً من ذلك الإستفادة من الحوافز الإقتصادية لانتزاع التنازلات. كان هذا واضحًا في فبراير 2025، عندما رفض غرينيل علنًا تأكيد كورتي على العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وكوسوفو باعتبارها “وهميًة”.

 

مزايا صربيا
بينما يستعرض فوتشيتش تفضيل ترامب لصربيا بسرور، فإنه يضع نفسه في وضع يسمح له بالإستفادة الكاملة من مكانة صربيا المعززة، ويعرض استضافة قمة ترامب وبوتن. بالإضافة إلى ذلك، يريد فوتشيتش تصوير صربيا كمركز اقتصادي إقليمي، وهو ما يروق لترامب، الذي يفضل “عقد الصفقات” على حقوق الإنسان. ومع علمه بنهج ترامب عديم الرأفة في الطريقة التي يتعامل بها، فقد يشترط تقديم المزيد من المساعدات الإقتصادية والدعم العسكري لكوسوفو فقط إذا امتثلت للمطالب الصربية، بما في ذلك إنهاء جميع الجهود الرامية إلى الإنضمام إلى المنظمات الدولية (التي وافق فوتشيتش في البداية على عدم عرقلتها).

هذا يفرض مخاطر كبيرة على كوسوفو لأن ترامب، من خلال إعطاء الأولوية للحوافز الإقتصادية على المبادئ الديمقراطية، يعزّز ترامب عن غير قصد الزعماء الإستبداديين مثل فوتشيتش الذين يعدون بالإستقرار على الأمد القريب ولكنهم يعملون على تفاقم التوترات العرقيّة في الأمد البعيد. ولكن نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، فإن الإعتماد المفرط من جانب صربيا عليه قد يجعلها أكثر عرضة للخطر إذا غيّر ترامب أولوياته. ويتعيّن على فوتشيتش أن يتعامل مع الديناميكيات المتغيّرة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا والصين، وخاصة إذا طالب ترامب صربيا بتقليص علاقاتها مع الصين.

 

إحياء فكرة تبادل الأراضي
وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في أن ترامب قد يعيد إحياء فكرة تبادل الأراضي التي اقترحت لأول مرة في عام 2018، وهي فكرة مثيرة للغاية للجدل وسوف يكون لها آثار مزعزعة للإستقرار. وتتصور الخطة تعديل الحدود لتتوافق مع الأغلبية العرقية، وهو ما يعني في الواقع مكافأة طموحات صربيا التوسعية. ويحذر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية من أن الإقتراح قد يؤدي إلى إثارة أعمال عنف جديدة وإضفاء الشرعية على الحدود القومية العرقية، وخاصة فيما يتعلق بالبلديات ذات الأغلبية الصربية في شمال كوسوفو، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفتيت سلامة أراضي كوسوفو وربما يخلق سابقة خطيرة للدول الأخرى في المنطقة.

 

المخاوف الأمنية
سيكون الحفاظ على الإستقرار والأمن تحديًا رئيسيًا. إن التغييرات المحتملة في الدور الأمني لحلف شمال الأطلسي وعدم اليقين بشأن الضمانات الأمنية الأميركية في المنطقة، والتوترات الجارية في شمال كوسوفو، وخطر زيادة النفوذ الروسي في غرب البلقان، وانسحاب ترمب المحتمل للوجود الأميركي في قوة كوسوفو في كوسوفو بسبب رغبته في خفض الإنفاق العسكري الأميركي، كل هذا سوف يساهم في التحديات الأمنية التي ستواجهها الحكومة الجديدة. وفي حين أن الإنسحاب الأميركي الكامل غير مرجّح، فإن خفض الإلتزامات بالقوات قد يشجع الإستفزازات الصربية. توفر شراكة كوسوفو الأمنية مع تركيا عائقا ً جزئيا، لكن الصراعات الإقليمية من شأنها أن تستنزف موارد أنقرة الضئيلة بالفعل.

 

العمل عن كثب مع الإتحاد الأوروبي
من الصعب المبالغة في مدى أهمية عمل رئيس الوزراء الجديد عن كثب مع الإتحاد الأوروبي، خاصة الآن بعد أن أظهر ترمب بوضوح أنه يفضل بوتن على حلفاء أميركا التقليديين. ومن الأهمية بمكان أن يتفق الإتحاد الأوروبي وبريشتينا على تسوية خلافاتهما؛ فلا ينبغي أن يكون هناك أي خلاف بينهما. يتوقّع الإتحاد الأوروبي تحقيق تقدم ملموس في الحوار بين بلغراد وبريشتينا ويرى أن التوصل إلى حلّ لقضية البلديات ذات الأغلبية الصربية أمر ضروري لتخفيف التوتر بين بلغراد وبريشتينا والمساعدة في منع روسيا من التوغل في البلقان.

وبعد تزايد التوترات بين كوسوفو والإتحاد الأوروبي على مدى العامين الماضيين، الأمر الذي دفع الإتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات، هناك حاجة إلى إعادة بناء الثقة مع بروكسل. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحوّلات محتملة في سياسات توسيع الإتحاد الأوروبي بسبب التحديات الداخلية والضغوط الخارجية. ومع ذلك، يجب على رئيس الوزراء الجديد ألا يدخر أي جهد للتخفيف من حدة أي خلافات أو صراعات بين كوسوفو والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لا تزال لا تعترف بكوسوفو ـ اليونان وقبرص وأسبانيا ورومانيا وسلوفاكيا ـ لإغرائها بالقيام بذلك. إن اعتراف هذه الدول هو شرط أساسي كلما حان الوقت لانضمام كوسوفو إلى الإتحاد الأوروبي.

لا يمكن المبالغة في التأكيد على أن الحكومة الإئتلافية الجديدة لابد أن تضع أجندة محلية تتمتع بإجماع وطني وتحظى بأغلبية قوية في البرلمان لضمان استقرارها. إن التنمية الإقتصادية والرعاية الصحية والتعليم والقضاء على الفساد يجب أن تكون من الأولويات، في حين أن التماس آراء أحزاب المعارضة لمنع الهجمات السياسية ضد الحكومة لإظهار الوحدة الوطنية أمر لا بد منه.

يبدو أن سياسة ترمب في ولايته الثانية تجاه كوسوفو وصربيا على استعداد لتضخيم التكتيكات المعاملاتية لإدارته الأولى وإعطاء الأولوية للصفقات الإقتصادية والإنتصارات الرمزية على الدبلوماسية المبدئية. وفي حين قد يؤدي هذا النهج إلى فوائد قصيرة الأجل، فإنه يخاطر بتفاقم الإنقسامات العرقية وتقويض المعايير القانونية الدولية وزعزعة استقرار منطقة لا تزال تتعافى من صدمات التسعينيات.

وفي نهاية المطاف، يتوقف السلام الهش في البلقان على ما إذا كان من الممكن توجيه غرائز ترمب في عقد الصفقات نحو حلول شاملة ومستدامة – أو ما إذا كانت ستصبح الشرارة لصراع متجدد. ولكي يتجنب رئيس الوزراء الجديد مطالب ترامب، يتعين عليه أن يعلن استعداده للعمل بشكل وثيق مع إدارة ترامب وأن يتبنى موقفا أقلّ قومية، في حين يعمل بجد لتلبية توقعات الإتحاد الأوروبي بحماية كوسوفو من الضغوط غير المبررة من إدارة ترامب.

إذا شكّل كورتي حكومة جديدة، فمن المأمول أنه قد تعلم من سنواته الأربع في منصبه، ولن يكرر نفس الأخطاء التي هزّت علاقاته مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6056 ثانية