الضغوط تخلي معلولا من المسيحيين…أين المجتمع الدولي من الهجرة المسيحيّة من سورية؟      البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى العراق      غبطة البطريرك يونان يحضر حفل الإفطار الرسمي تلبيةً لدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام لدولة هولندا      من جامعة هارفارد... مدير عام الثقافة السريانية يلقي محاضرة عن حماية التراث الثقافي لشعبنا وتعزيزه      وزير شؤون الأقليات في حكومة إقليم كوردستان يدعو الحكومة الاتحادية إلى الاهتمام بالأقليات في سنجار وتلعفر وسهل نينوى      إطلاق الفيلم الوثائقي ... ( مسيحيو العراق ، عشر سنوات بعد داعش )      رسالة تضامن من قداسة البطريرك مار آوا الثالث فيما يخص الوضع الحالي الّذي تمرّ فيه سوريا      نائب رئيس المنظمة الآثورية الديمقراطية: مقتل 4 مسيحيين في أحداث الساحل السوري      ‎قداسة البطريرك أفرام الثاني يستقبل موفد رئيس جمعية سانت ايجيديو      داخلية كوردستان: كاميرات تحديد السرعة قلّلت نسبة الحوادث المرورية بنسبة 50%      وفد حكومي يناقش مع صندوق النقد الدولي تعزيز قوة الدينار العراقي      "الكتاب الأبيض".. وثيقة جديدة لسياسات الاتحاد الأوروبي الدفاعية ودعم أوكرانيا      تقارير: ترمب يدرس زيادة الوجود العسكري الأميركي "لاسترداد" قناة بنما      دراسة صادمة.. مشروب شائع قد يسبب سرطان الفم      أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز      بيان رسمي من "اليويفا" بشأن ركلة جزاء ألفاريز ضد ريال مدريد      البابا يحتفل بمرور 12 عامًا على قيادة الكنيسة الكاثوليكية من غرفته في المستشفى      مشروع روناكي يستمر بالتوسّع في دهوك ليشمل 3 أحياء جديدة      الحكومة العراقية تسحب مشروع قانون الخدمة للحشد الشعبي
| مشاهدات : 343 | مشاركات: 0 | 2025-03-14 06:33:33 |

سيرة القديس يوسف في الإنجيل وعلم اللاهوت

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

 

 القديس يوسف خطيب مريم . لا نعرف عن طفولته إلا القليل ، تخبرنا قصص الإنجيل بأنه كان من بيت لحم لهذا لجأ إليها في أيام إحصاء السكان الذي أمر به أوغسطس قيصر . كما ذكر لنا بأن يوسف أراد العودة إلى بيت لحم بعد رجوعه من مصر لكن الأمر الذي إستلمه من السماء قادهُ إلى الناصرة , كما نطالع عن بنوته الشرعية في إنجيل متى فيقول : إنه إبن يعقوب ( 16:1 ) بينما لوقا كتب عنه بأنه إبن عالي ( 23:3 ) . فهل كان ليوسف البار أبوان ؟

  في سفر التثنية ( 5:25 ) يقول ، عندما يموت رجل ولم يخلف ولداً ، كان من واجب أخيه أن يتزوج أرملة أخيه . وكان البكر منها يعتبر إبناً شرعياً للزوج الأول ، وإن كان من حيث الطبيعة إبن الزوج الثاني . أما عن زمن ولادة يوسف بحسب الإستنتاجات ، فيوسف قد ولد في السنة 25 ق.م . ويسوع ولد في نحو السنة السادسة ق.م . وهي السنة التي فيها تم الإحصاء الروماني . أما عن تاريخ ميلاد المسيح يوم 25 كانون الثاني فلم يعمل به إلا بعد ثلاثمائة سنة ليكون بديلاً من عيد الشتاء الوثني ، لا لإحياء ذكر تاريخ ولادة المسيح . أما عن زمن وصول المجوس والنجم فإنهم لم يصلوا في يوم ميلاده في المغارة ، بل بحسب الأناجيل إلتقوا بالمسيح بعد ولادته في البيت . لكن بعد أربعين يوماً على أقل تقدير . أي بعد أن قُدِمَ إلى الهيكل بعد ثمانية أيام على يد سمعان الشيخ ، وختانه . وبعدها بإثنين وثلاثين يوماً إلتقى بالمجوس ، وهذا يتفق مع الإمتثال لأحكام الشريعة في ما يخص بإطهار مريم العذراء ، وبعد لقاء المجوس جاء يوم هرب مار يوسف مع مريم والطفل إلى مصر . كما نستنتج بأن مار يوسف لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره حين خطب مريم وكانت هي أصغر منه بسنتين أو ثلاثة فقط . وهذا يناهض التقاليد الشعبية القديمة بأن يوسف كان رجلاً مُسناً . الفريسيون كانوا يبغضون يسوع ويحاربوه بمختلف الطرق للنيل منه ، كذلك لأجل تلويث سمعته ، لكنهم لم يعيروه يوماً بأن أباه شيخاً كبيراً وأمه صغيرة قياساً به . كما لم يلّمحوا ولو لمرة واحدة إلى عدم شرعيته أو هناك فارق في العمر يجذب الإنتباه . لم يعد لأحد يشاهد يوسف متقدماً في السن ، بل يقدر بأنه إنساناً بالغاً تضفي عليه لحيته طابع الرجولة ، قليل الكلام ، طويل الأناة في أشد الصعوبات . بار مطيع لوصايا الله الذي إختارهُ لكي يدخل في الثالوث الذي إختاره في خطته الخلاصية لبني البشر ليكون أباً لأبنه المتجسد . الله أعطاه نعمة كافية لحماية بتوليته ليبقى نقياً وبحسب خطة السماء ليعمل بدقة بكل ما يريده الله منه كأب بالذخيرة لإبنه يسوع . كذلك ليكون حافظاً لبتولية مريم خطيبته أمام الله والناس ليظهر أمام الجميع كأن مريم زوجته لكي لا تحسب زانية بدون رجل ، أو يظهر إبنها كإبن غير شرعي أمام المجتمع . وبهذا يجعل الله مريم خليقة تفوق جميع الخلائق بأخلاقها وسيرتها . فمقام هذين الزوجين القديسين قد أضفى على زواجهما الى طابع القداسة .

   تناقش بعض اللاهوتيين ليعرفوا هل منح مار يوسف مواهب خاصة نظراً لدعوته التي كانت تقضي المطابقة التامة لمشيئة الله . ومن الأسئلة التي خطرت ببال هؤلاء السؤال التالي : هل انتقل إلى السماء في جسده ونفسه على مثال مريم ؟ يقول البعض إنه يجوز لنا أن نفترض هذا الإمتياز أيضاً التي حددت عقيدة إنتقال مريم . نعم الله وهب يوسف مريم كرفيقة حياة فقط ، وحارساً لشرفها ومشاركاً في مقامها السامي بسبب الرباط الزوجي البتولي كما تخبرنا الأناجيل . في أيامنا تدَعي بعض الطوائف المنشقة التي تحمل بدع وهرطقات وتفسيرات خاطئة بأن مريم رزقت أولاداً من يوسف ، أو يوسف كان متزوجاً قبل زواجه من مريم وكل هذه الأخبار لا تستند إلى أي نص كتابي .

   الصفاة التي أهلت يوسف لأبوة إبن الله . وبعض النصوص الإنجيلية تشير وكأن يوسف هو أبو يسوع . ويوسف يحتل مكاناً في شجرة نسب يسوع التي تبدأ من يوسف إلى داود ، والملاك أمره بأن يسمي الطفل المولود ( يسوع ) ( مت 1: 21-25 ) . أبناء الناصرة كانوا يعدون يوسف أباً ليسوع بدون أدنى شك . فقالوا عن يسوع ( أليس هذا يسوع إبن يوسف ونحن نعرف أباه وأمهُ ) " يو 42:6 " .

كما أن العذراء كانت تحسب يوسف بأنه أباً ليسوع ، قالت لإبنها ( يا بني ، لم صنعت بنا ذلك ؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهفين ) " لو 48:2 " .  يوسف هو أبو يسوع ( لكن ليس بالتبني ! ) . يوسف الذي أعطى ليسوع الحب الأبوي والأمان والطعام ليس أبوه بالتبني . الولد بالتبني يعني أنجبه والدان غير اللذين يتبنيانه ، وهو غريب عن عائلته الجديدة . لكن هذه الحالة ليست حالة يسوع لأن الله وحّدَ مريم ويوسف ليجعل منهما العائلة المقدسة حيث يستطيع الإبن الإلهي أن يأتي إلى العالم وأن يحصل على التربية والحب والحنان . يسوع إنتمى إلى عائلة يوسف ، فلا يجوز أن نسمي يوسف ( أباً بالتبني ) ، لهذا وجب أن نختار له لقباً آخر يليق بمار يوسف البار ليكون صلة بالأبوة ، لأن بين الأثنين علامات ابوية تختلف عما ظنه محيطه بأن بينهما أبوة طبيعية . ينطلق علم اللاهوت القديس يوسف إلى أن مقامه يفوق سائر الرجال بإستثناء يسوع ، والسبب هو الإختيار الإلهي الذي خص به ليكون خطيباً لمريم وأباً ليسوع بطريقة بتولية والمقام يعني الشأن والسمو  والإستحقاق الشخصي . وفي إلفته بمريم ويسوع دليل على أنه يفوق سائر الرجال . وقداسته تأتي بعد قداسة العذراء ، ولولا هذا الإستحقاق لما أختاره الله للقيام بهذا الدور .

   كان ليوسف حياة مستترة في سر مرتبط مع السماء وبأمر السماء كان يعمل بدقة . لم يذكر في الأناجيل معلومات عن حياة يوسف عدا التي ذكرها لوقا في الآيتين التاليتين ( ثم نزل يسوع معهما ، وعاد إلى الناصرة ، وكان طائعاً لهما ، وكان يتسامى في الحكمة والقامة والخطوة عند الله والناس ) " لو 2: 51-52 " . كان يوسف محامي العائلة المقدسة . الأناجيل لم تذكر أي كلام نطق به يوسف لأنه كان صامتاً يعمل بورشة النجارة متأملاً في حياة القداسة .

 كرمته الكنيسة برسم أيقونات له وتماثيل ، وتسمية الكنائس والمذابح بإسمه . كما أطلقت الكنيسة ألقاب كثيرة بإسمه ، ومنها ( مثال العمال ، وشفيع العائلات ، وشفيع المحتضرين ، وشفيع الفقراء ، وشفيع المرضى ، وشفيع المتبتلين ، وشفيع الصلاة والحياة الباطنية ، وشفيع الميتة الصالحة .

 الأناجيل لا تذكر شيئاً عن وفاته لكن هناك شيئاً أكيداً بأنه توفي قبل أن يبدأ المسيح بنشر رسالة الإنجيل ، ففي عرس قانا كان يسوع ومريم موجودين فقط . كذلك عند الصليب كانت مريم لوحدها .

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية بعيده يوم 19 آذار من كل عام  . كما صدر أول تصريح في 8/ 12 / 1870 حين وضع البابا بيوس التاسع الكنيسة الكاثوليكية كلها في رعاية القديس يوسف مسمياً أياه ( شفيع الكنيسة الجامعة ) كما هناك ثلاث وثائق بابوبة أخرى تخص مار يوسف .

نطلب شفاعة القديس مار يوسف ليحمي كنيسة إبنه الإله .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.8368 ثانية