لجنة التعليم المسيحي المركزية في إيبارشية أربيل الكلدانية تنظّم لقاءً روحياً تثقيفياً لتلامذة المرحلة المتوسطة      الإحتفال بعيد القديس مار أفرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية وملفان الكنيسة الجامعة في كاتدرائية مار جرجس التاريخية، الخندق الغميق - الباشورة، بيروت      بيان مشترك عن البطاركة في سوريا بشأن أحداث المدن الساحلية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يلتقي رئيسة إقليم إيل دو فرانس ونائبها      ثلاثة أشهر على التغيير في سوريا... المسيحيّون في مرمى النيران      مناقشة كتاب (الاصغاء والحب) للاب فرانس فان در لوخت اليسوعي في مكتبة " لويس قصاب " في بغديدي / قره قوش      غبطة البطريرك يونان يحتفل برتبة درب الصليب يوم الجمعة من الأسبوع الأول من زمن الصوم الكبير      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يحضر حفل العشاء السنوي الّذي تُقيمه جمعيّة الآشوريين-الكلدان في فرنسا (AACF) في باريس      السادس من آذار/ مارس – اليوم الوطني للتسامح والتعايش في العراق ما هي جذوره وتاريخيّته؟      ألادباء السريان في ضيافة نيافة المطران يونان حنو      هواتف سامسونغ تعمل كمفاتيح رقمية للسيارات      البابا يستجيب للعلاج بشكل جيّد وحالته الصحيّة تشهد تحسنًا تدريجيًا طفيفًا      الداخلية الاتحادية تسحب جميع الأسلحة من الوزارات غير الأمنية      بفضل مشروع روناكي.. إلغاء نحو 400 مولدة كهربائية في أربيل      الخارجية الأميركية: نأمل أن يستفيد العراق من غاز إقليم كوردستان      الموعد المتوقع للمباراة المؤجلة بين برشلونة وأوساسونا في الليغا      فكر مرتين.. احذر إضاءة الشموع المعطرة داخل منزلك      واشنطن: لم نجدد إعفاء العراق الخاص بشراء الكهرباء من إيران      ليلة واحدة دون نوم قد تكلف صحتك الكثير... دراسة تكشف      نيجيرفان بارزاني: بناء مجتمع ديمقراطي متقدم لن يتم بدون ضمان حقوق المرأة
| مشاهدات : 466 | مشاركات: 0 | 2025-03-08 06:42:57 |

إذا كان الله يعرف مصير الخاطيء قبل أن يولد فلماذا يحاسبه ؟

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

 

   تقول الآية  ( فلا يَغرنَ أحد نفسهُ ، فإن عَدَّ أحد منكم حكيماً من حكماء هذه الدنيا ، فليكن أحمق ليصير حكيماً  ) " 1 قور 18:3 "

   كتبت عنوان الموضوع بصيغة سؤال ، وذلك لأن هذا السؤال يطرح من قبل الكثيرين من المحججين والمشككين والملحدين وفي سؤالهم نجد الإتهام والشك بعدل الله . فقبل أن نبحث في عمق لاهوت الله الخاص بمحبته لجميع البشر. علينا أولاً أن نتحدث قليلاً عن مستوى إدراك الإنسان للأمور المنظورة والملموسة وهل من حقه أن يشك بعدل الله لينقده بآرائه ؟

  الإنسان لا يعي تماماً عن أفكاره الشخصية ، كما يفقد الدقة في تقديم آرائه إلى الواقع الملموس والمنظور . إنه لا يثق تماماً في صحة آرائه ، بل الشك يلمس أفكاره وإقتراحاته دائماً . أنه ينظر إلى ذاته من خلال ما يملك ويستوعب . إذاً ما يزال بينه وبين الآخرون من البشر أمور كثيرة ومتناقضة ، يتقاطع مع الكثيرين في آرائه ، فيجد مسافة بينه وبين الآخر . فإذا لا يستطيع أن يضبط أفكاره مع أفكار الناس ، فكيف يستطيع فهم فكر الله ليجادله بآرائه ؟

   غالباً ما تكون أفكارنا بسيطة وضعيفة وسطحية تغطيها نزعة الأنا ، فنريد أن نسحب الله لنجعله بمستوانا لنجادلهُ بما لدينا وكما فعل أبينا أيوب البار الذي حاور الله بأفكاره وكأنه كان يحاور صديقاً لهُ ، أراد أيوب ( أنسَنَت الله ) هكذا نريد نحن أيضاً أن نضع لنا إلاهاً على صورتنا الأرضية ومثالنا ونضعه في دائرة محدودة لكي نجعله بمستوانا ، وهو إله غير محدود ، لا بالفكر ، ولا في الموضع ، ولا في الزمن ، فكيف للمخلوق أن يصبح بمستوى خالقه ليفحصهُ ويفهم أسراره ، والله عجيب في حكمته ، ما أبعد أحكامه عن الفحص والفهم بالفكر وبعقل إنسان علماً بأن الإنسان هو مزيج من العقلانية واللاعقلانية ، وكل مشكلاته النفسية والعاطفية تلد من أفكار مغلوطة بسبب تفكيره الخاطيء والمضطرب والذي يجهل الكثير في علوم الحياة المتنوعة ، فكيف يريد أن يعلم ما في فكر الله ! تقول الآية (

فمن عرف فكر الرب أو من الذي كان له مشيراً ؟ ومن الذي تقدمه بالعطاء فيكافأ عليه ؟ فكل شيءٍ مِنهُ وبه وإليه . فله المجد أبد الدهور . آمين ) " رو 11: 35-36 " .

فكر الله وحساباته تختلف عن ما للبشر ، ففي الكتاب المقدس  نطالع الكثير من الأمثلة  التي لا تتفق مع فكر الإنسان نذكر منها : الراعي الذي ترك (99 ) خروفاً وذهب ليبحث عن الضال الواحد . كذلك ، الإجر الذي قرره صاحب الكرم لكل العاملين في كرمه رغم إختلاف ساعات العمل لكل مجموعة . وفلسي الأرملة حسبت أفضل من كل الذين وضعوا أمولاً كثيرة في صندوق الهيكل . الناس يظنون أن الذين يعطون الأكثر هم الأفضل عند الله ، لكن مقياس الله لا يعتمد على دوافع العطاء الأكثر ، بل يعتمد على نوع العطاء ( راجع مر 43:12 ) .

   الله ينظر إلى قلب الإنسان ، لا إلى عمله أو عطائه كما فعل مع قاين وهابيل . لهذا يريد الله أن يعلمنا الفرق بين أفكارنا وأفكاره ، فيقول لنا ( لأنه كما عَلت السماوات عن الأرض ، هكذا عَلَت طرقي عن طرقكم ، وأفكاري عن أفكاركم ) " أش 9:55" .

  الله وبخ أيوب قائلاً له ( من هذا الذي يظلم القضاء بلا معرفة ؟ ) " أي 1:38 " هنا عاتب الله أيوب لكونه ينقد قضاء الله العادل ، وليفهم أيوب بأنه لا يمتلك معرفة أسرار الكون المنظور ، والخلائق الغير المنظورة ، فلماذا أشتكى من قضاء الله ؟

   نعم الله يعرف الإنسان قبل أن يخلق في البطن كما تقول الآية ( قبلما صورتك في البطن عرفتك ، وقبلما خرجت من الرحم قدستك َ ، جعلتك نبياً للشعوب ) " إر 5:1 " . تعجب الرسول نثنائيل من قول يسوع عندما قال له ( قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك ) " يو 48:1 " . قد يكون لله إختيار من جهة من يفضل ، هذا على ذاك . فعلى سبيل المثال أمنا رفقة حبلت من أبينا إسحق من عيسو ويعقوب ، يقول الكتاب ( لم يكن الولدان قد ولدوا بعد ، ولا فعلا خيراً أو شراً . وذلك كي يبقى قصد الله من جهة الإختيار لا على أساس الأعمال ، بل على أساس دعوة منه ، قيل لها : أن الولد الأكبر يكون عبداً للأصغر . كما كتب : ( أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ) .

إذاً ماذا نقول ، أيكون عند الله ظلم ، حاشا ! فإنه يقول لموسى ( إني أرحم من أرحمهُ ، وأشفق على من أشفق عليه ) إذاً ، لا يتعلق الأمر برغبة الإنسان ولا بسعيه ، وإنما برحمة الله فقط ... هنا ستقول لي : ( لماذا يلوم بعد ؟ من يقاوم قصده ؟ فأقول من أنت أيها الإنسان حتى ترد جواباً على الله ؟ أيقول الشيء المصنوع لصانعه : لماذا صنعتني هكذا ؟ أو ليس لصانع الفخار سلطة على الطين ليصنع من كتلةٍ واحدة وعاء للإستعمال الرفيع وآخر للإستعمال الوضيع ؟ فماذا إذا كان الله ، وقد شاء أن يظهر غضبه ويعلن قدرته . إحتمل بكل صبر أوعية غضب جاهزة للهلاك ، وذلك بقصد أن يعلن غنى مجده في أوعية الرحمة التي سبق فأعده لمجد . فينا نحن الذين دعاهم لا من بين اليهود فقط بل من بين الأمم ايضاً ؟ وذلك على حد ما يقول أيضاً في نبوءة هوشع " 25:2"  ( من لم يكونوا شعبي سأدعوهم شعبي ، ومن لم تكن محبوبتي  سأدعوها محبوبتي ، وحيث قيل لهم : لستم بشعبي ، سيدعون أبناء الله الحي .. ) " رو 9: 10-26 " .

  الله عالم بكل شيء في الإنسان ، لهذا يقول ( أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كل واحد حسب طرقه ، حسب ثمر أعماله ) " أر 10:17 " . والله أيضاً محبة ، ومحبته تشمل كل المخلوقات ، ويريد خلاص لكل البشر ، وبسبب تلك المحبة أرسل إبنه الوحيد لكي يموت عن الجميع ويعيد علاقة الله مع الإنسان المتمرد . ليس الإنسان هو المتمرد الأول بل ليسيفورس وملائكته فطردوا من محضر الله قبل ان يخلق الله الإنسان . فهل كان الله يعلم بأن تلك الطغمات الملائكية المحيطة به ستتمرد عليه ؟ الجواب : نعم ، لكنه خلقهم أحراراً كما خلق الإنسان حراً ، فكل هذه المخلوقات مخيرة في آرائها ، لم تخلق مُسَيَرة ، بل حرة ، فإذا تمردت على وصايا الله فهي المسؤولة عن سقوطها وإن كان الله يعلم بأنها ستسقط .

   قبل أن يخلق الله العالم أبدع في وضع الحكمة التي أوجدها قبل أن يخلق الأرض ، وقبل أن يخلق الإنسان ليعمل بحسب وصاياها ( أم 8 ) بعد ذلك خلق العالم الملموس كالأرض والشمس والقمر ومليارات الكواكب والمجرات والأجرام السماوية . بعدها خلق الإنسان لكي يمجدهُ . خلقه في اليوم السادس بعد الخلقة . خلقه حر الإرادة ، لا يتدخل في حريته وقراراته ، بل فقط وضع له الوصايا لكي لا يسقط في شباك المجرب ، عدو الخير الذي تمرد على الله الذي خلقهُ .

   ختاماً نقول : قال شيخ الروحاني ( ليس من هو حكيم بالمعرفة إلا الذي رفع عنه حكمة هذا العالم ) .

 إن كان الإنسان يريد أن يصبح حكيماً فعليه أولاً أن يتضع أمام الله ويشكره على كل ما عنده من معرفة . يسوع أعطانا دروس كثيرة في مدرسة التواضع منذ ولادته في مذود الحيوانات ، أنه معلمنا وفادينا . فعلينا أن نطالع كتابه المقدس ونرفع بإسمه صلواتنا إلى الله بإتضاع لكي ينور أذهاننا الروح القدس الساكن فينا لنستطيع أن نصل إلى المعرفة أكثر مما يستطيعوا علماء هذا الدهر وحكماء هذا العالم أن يصلوه .

 صار القديس إنطونيوس أباً للرهبان ، وصار حكيماً ، فكان فلاسفة اليونان يأتون إليه . وكانوا في حينها أعظم فلاسفة العالم ، كانوا ينبهرون من حكمته ، ويتعجبون بمعرفته لأنه لم يتعلم معرفة العالم في المدارس الفلسفية . سألوه قائلين : من أين لك هذه الحكمة ؟ فرد عليهم بسؤال : الحكمة أولاً ، أم العقل ؟ فقالوا العقل . فقال لهم وهبني الله العقل الذي أعطاني هذه الحكمة . فإذا كانت حكمتنا من الله فليست ( كحكمة الله ) المطلق الحكمة لكي نحاسبهُ ونتحداه ، أو نلومه إذا حسبنا أنفسنا حكماء فعلينا أن نعرف كيف نتصرف وبحسب الآية التي كتبها لنا الرسول يعقوب ، قال ( وهل فيكم ذو حكمة ودراية ؟ فليدل بحسن أدبه على أن أعماله فيها وداعة وحكمة ) " 13:3 " . كما تقول الآية :

 ( الحماقة من الله أكثر حكمة من الناس ، والضعف من الله أقوى من الناس ) " 1 قور 25:1 " . فإذا كانت حماقة وضعف الله أعظم من حكمة وقوة الإنسان فكيف يتجرأ الإنسان ويحاسب الله الذي خلقه والذي له كل العلم والفهم والحكمة والعدل والمحبة ؟

ليتمجد إسم الرب في كل حين

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5230 ثانية