عرض كتاب "الإرث المسيحي في العراق" بالجامعة الكاثوليكية في أربيل      ترمب ينشىء "مكتب الإيمان" و"لجنة لاستئصال التحيّز ضد المسيحيين" في الوكالات الحكومية      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يلبّي دعوة سفير هنغاريا في الولايات المتحدة الأميركية إلى استقبال رسمي في السفارة الهنغارية في واشنطن      رئيس مجلس القضاء الاعلى يستقبل الكاردينال لويس ساكو      غبطة البطريرك يونان يهنّئ فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية الجديد أحمد الشرع بتنصيبه رئيساً      انتقال المطران مار سرهد يوسب جمو الى الحياة الابدية      كلمة السيد يعقوب كوركيس السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية في مؤتمر الحريات الدينية المقام في العاصمة الأميركية واشنطن، والذي تنظمه مؤسسة الحريات الدينية العالمية      وفد أحزاب شعبنا القومية إلى العاصمة الأميركية واشنطن واجراء لقاءات مع الشخصيات الرسمية وإدارات معاهد الدراسات والأبحاث      قداسة البطريرك افرام الثاني يفتتح بالصلاة جلسةً عامة بعنوان: "ما نواجهه"، خلال القمة الدولية للحرية الدينية في واشنطن      المرصد الآشوري لحقوق الإنسان: السلطة الجديدة لم تفتح حواراً حقيقياً مع المسيحيين      السوداني: سنواصل توزيع الرواتب لإقليم كوردستان بانسيابية في بقية الأشهر      روبيو يزور الشرق الأوسط بعد اقتراح ترامب بالسيطرة على غزة      ابتعد عنها فوراً.. 8 عادات شائعة تدمر معدتك أبرزها السهر والتوتر      "احتمال ضئيل" لدمار في الأرض.. ماذا سيحدث عام 2182؟      الفيفا يمنع منتخبين من المشاركة في المسابقات الدولية      البابا يلتقي وفدًا من الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة: قانون الإيمان النيقاوي يوحّد كل المسيحيين      الكاردينال فيلوني يتحدث عن الحاجة الملحة إلى نظرة جديدة للأخوة وسط العنف السائد في الشرق الأوسط      وزير البيشمركة: توحيد قوات البيشمركة سيكتمل بحلول نهاية 2026      حكومة كوردستان تعلن توسيع مشروع ‹روناكي›.. تزويد 8 أحياء جديدة بالكهرباء على مدار الساعة      مجلس وزراء إقليم كوردستان يوافق بالإجماع على البدء بإجراءات تصدير النفط
| مشاهدات : 332 | مشاركات: 0 | 2025-02-07 06:53:10 |

دروس وعِبَر ورموز في قصة يونان النبي

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

قال يونان ( دَعوتُ مِنْ ضيقي الرَّبَّ ، فاستجابني . صَرَختُ مِنْ جَوفِ الهاوِيَةِ ، فسمِعتَ صَوتي ) " يو 2:2

   في قصة يونان النبي المدونة في أربع إصحاحات من سفر يونان دروس وعِبَر ورموز كثيرة ، وفي هذه القصة نجد بأن محبة الله لخلاص البشر تشمل كل إنسان ، كما أن توبة وصلاة كل إنسان تصل إلى محضر الله وإن كان وثنياً كما لشعب نينوى الوثني في العهد القديم ، وقرنيليوس قائد المئة ، في العهد الجديد ( أع 1:10 ) .

   الله أختار يونان فدعاه ليبلغ شعب نينوى الخاطىء لُيبَكتهم على خطاياهم ويدعوهم إلى التوبة . لكن يونان تمرد لإستغرابه من مضمون الرسالة ، إضافة إلى العداوة بين الشعبين الآشوري والعبري لهذا لم يقتنع يونان بالأمر فقرر الهروب إلى ترشيش وكأن الله لا يقرأ ما في قلبه ويشاهد خطواته ويعلم إلى أين ينوي الذهاب .

   ركب يونان السفينة من ميناء يافا وإتجه نحو الغرب . نزل يونان في جوف السفينة ليرقد مستغرقاً في نوم عميق دون ان يكترث للعاصفة . كذلك يسوع كان نائماً في السفينة وقت العاصفة غارقاً في نوم عميق . أيقض ربان السفينة يونان ولامه . كذلك التلاميذ أيقضوا يسوع أثناء العاصفة فعالج المشكلة ، إذاً هنا تشابه بين موقف يونان الذي يرمز إلى موقف المسيح .  سبب حدوث العاصفة على السفينة التي تقل يونان كان بأمر الله ، فحدث نوءاً عاصفاً كاد أن يغرق السفينة ، وفي تلك اللحظات المخيفة ألقى البحارة القرعة على كل الموجودين على السفينة لمعرفة من هو سبب تلك الفاجعة ، والقرعة معتقد وثني ، ، لكن الله تدخل في تلك اللعبة ليضع القرعة على يونان الذي هو السبب الحقيقي فعلاً ، فوقعت القرعة على يونان ، فتم التحقيق معه من قبل المشرفين على السفينة .  أعترف يونان وأكدَ لهم بأنه هو سبب وقوع المشكلة ، فألقوه في البحر بحسب طلبه لكي يخلص الجميع . كذلك بسبب موت المسيح خلص العالم .

   الله أعد له حوتاً كبيراً ليبتلع يونان . في جوف الحوت . عاد يونان إلى رشده فرفع إلى الله صلاة التوبة ، وأقر له بالذهاب إلى نينوى لكي يحذر شعبها من غضبه الذي أوشك أن يدمر المدينة بسبب شرّها .

  سمع الله صلاة يونان وتوبته فأمر الحوت بقذف يونان على الساحل ، ويونان أطاع أمر الله فذهب إلى نينوى وأبلغ الرسالة السماوية التي تنص بأن الله قرر أن يدمّر المدينة من أجل ذنوبها ، وقال ( بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى ) " 4:3 " .

   أخذ شعب نينوى البلاغ من يونان على محمل الجد وآمنوا ، وأوصلوا الخبر إلى الملك فنزل من عرشه وخلع عنه الحلة الملكية وإرتدى المِسْح ، ومن ثم جلس على الرماد معبراً عن توبته ، كذلك أمر الشعب كله بأن لا يذق أحداً من البشر ، ولا من البهائم الطعام ولا الماء . ويلتف الإنسان والحيوان بالمسموح . ويتضرع كل إنسان إلى الله لعله يرجع ويندم فلا يهلك أحداً .

  إذاً رغم كون الشعب في نينوى وثنياً كانوا يعلمون بوجود الله الحقيقي ، والله إستجاب بعد ما رأى توبتهم وأعمالهم وعودتهم عن طريقهم الشرير . ندم الله على الشر الذي قال إنهُ يصنعهُ بهم ، ولم يصنعه . أما يونان عندما رأى بأن الله غفر لهم ، ساء قرار الله على يونان مساءةً شديدة وغضبَ ، ومن ثم رفع إلى الله صلاته قائلاً ( أيها الرب ، اليس هذا ما قلته عندما كنت في بلادي ؟ لهذا اسرعت إلى الهرب إلى ترشيش ، لأني عرفت إنك إله رؤوف رحيم طويل الأناة كثير الرحمة ونادم على الشر . فالآن أيها الرب ، خذ نفسي مني ... ) فقال الرب ( أبحق غضبك ؟) "4:4 " .

 كان يونان قد خرج من المدينة ، وقد صنع له مِظلة فوق تلةٍ وكأنها مرصد عالي منه يراقب الحدث بدقة ، والله أيضاً جاملهُ فأعد له خروعة لكي تظله ولكي يختبره أيضاً ، ففرح بها يونان فرحاً عظيماً ( 6:4) . وفي الفجر أعد الله دودة فقرضت الخروعة فيبست . وبعد شورق الشمس أعد الله أيضاً ريحاً شرقية حارة فضربت رأس يونان ، فأغمي عليه فتمنى الموت . ناقشه الله بسبب حزنه على الخروعة دون أن يبال بموت شعب نينوى الذي تاب ، كما لم يفكر يونان بشفقة الله حتى على إثني عشرة ربوة من الأبرياء الذين لا يعرفون شمالهم من يمينهم ، ما عدا بهائم كثيرة .

   بعض المفسرين يقّرون بأن يونان لم يكن نبياً بقدر ما كان مجرد شخصية في رواية . فالنبي الحقيقي هو كاتب سفر يونان المجهول الذي يحاول أن يشير إلى أمر بالغ الأهمية في علاقة الله بالبشرية . ويونان يمثل نظرة دينية معينة ، ومفهوماً لمؤمني الأديان الأخرى .

يتمحور إنزعاج يونان على ثلاث أمور ، وهي :

1-لم يتوقع توبة أهل نينوى الغارقين في الخطيئة وغير قادرين على التوبة كشعب سادوم الذين لم يسمعوا إلى البار لوط .

2- لم يتوقع سرعة إستجابة الله لهم بتلك السرعة .

3-منذ البداية لم يثق يونان بثبات الله على موقفه في مثل هذه الأمور . لذا كان يأبى أن ينخرط في تلك المهمة . فلقد أرغم على تلك الخدمة ، وبعد ذلك خُذل . إنهُ يشكو الله ، ولسان حاله يقول ( إذا كان الله يريد أن يتعامل مع الناس على طريقته الخاصة ، فكان الأحرى به أن يدعني وشأني .

 سفر يونان يرمي إلى تبيان سيادة الله المطلقة على الخليقة كلها . ويونان يصوِر الله كإله رحمة وحب وحنان ، يؤثر الغفران على العقاب . والرسالة الأساسية فيه هي أن حب الله ورحمته لا تقتصر على أمة واحدة كما كان يظن يونان والشعب العبري . فهذه المدينة الأممية الغريبة وشعبها الوثني هما في صلب إهتمام الله ، وهو يصغي إلى دعاء كل إنسان ، ويقبل توبته . لهذا كان الله يتعامل مع شعب نينوى بمنتهى الحنان .

  ختاماً نقول : لنربط بعض ما جاء في الإنجيل بسفر يونان ، سنجد العلامة الحاسمة التي لا بد من الإختبار أمامها ، هي في آخر الأمر قيامة المسيح من القبربعد ثلاثة أيام كيونان الذي ظل في جوف الحوت ثلاثة أيام ، فيونان كان رمزاً للمسيح ، عبر المسيح عن هذه العلاقة ، فقال للذين طلبوا منه آية ( جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا يعطى له آية إلا آية يونان النبي .. )

  من الأرجح أن لوقا هوالذي حفظ لنا التقليد الأولي الأصيل فليست آية يونان ، في نظره سوى يونان نفسه وهو يُبشر . يجب أن يراهن الإنسان حياته على يسوع ، لا بسبب ( علامات ) خارقة ، بل من أجل شخصه الذي يعلن لنا خلاص الله ( لو 30:11 ) أما متى فإنه يرى في آية يونان صورة سابقة للقيامة ، إنطلاقاً من علامة ثانوية وردت في قصة يونان . وما لاحظناه في العظة على الجبل ، أي كون يسوع كان قد استبطن الإيمان وشخصنهُ ،وهنا يبلغ ذروته ، فإن رهاننا الأساسي يتم على شخص القائم من الموت بعد ثلاثة أيام . يونان دفع أهل نينوى إلى التوبة ، وسليمان جاءت إليه ملكة تيمن ( اليمن ) لتسمع إلى حكمته . أما المسيح فأعظم من يونان وسليمان ، جاء ليخلص العالم كله ، وهو ربهم وخالق الكون كلهُ .

 للمزيد طالع مقالاتنا السابقة عن سفر يونان وصوم الباعوثة على الكوكل ، عناوين المقالات :

1-يونان النبي .     2-كان يونان آية لأهل نينوى.

 3-علاقة صوم الباعوثة بصوم نينوى.   4-صوم الباعوثة ܒܥܘܬܐ

 5-توبة وصوم أهل نينوى.   6-يونان النبي وصوم الباعوثة

  توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4257 ثانية