عشتار تيفي كوم - ابونا/
"إنّ إعلان إيماننا المشترك يتطلّب قبل كل شيء أن نحب بعضنا البعض". هذه هي الكلمات التي شدّد عليها البابا فرنسيس خلال لقائه، اليوم الخميس، في بيت القديسة مارتا، وفدًا من الكنائس الأرثوذكسيّة، ضمن زيارة دراسيّة إلى العاصمة الإيطاليّة روما.
وجمعت الزيارة الدراسيّة الخامسة، التي نظمتها دائرة تعزيز وحدة المسيحيين في الفاتيكان، كهنة ورهبان شباب من عدد من الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة، وهي: الأرمنيّة والقبطيّة والإثيوبيّة والإريتريّة وكنيسة السريان الملانكار الأرثوذكسيّة.
وفي كلمته، وصف البابا الزيارة السنويّة بأنّها "تبادل للعطايا"، لأنّه "يسمح لحوار المحبة أن يسير جنبًا إلى جنب مع حوار الحقيقة"، لافتًا إلى أن هذا العام يصادف مرور 1700 عامًا لمجمع نيقية، أول مجمع مسكوني، والذي أعلن "رمز الإيمان المشترك بين جميع المسيحيين".
وتأمل قداسته حول مصطلح "الرمز" الذي يحمل بعدًا مسكونيًّا قويًّا في معناه الثلاثي.
وحول المعنى اللاهوتي، قال البابا: "يُقصد بالرمز مجموعة الحقائق الرئيسيّة للإيمان المسيحيّ، التي تتكامل وتتناغم مع بعضها البعض. وبهذا المعنى، فإنّ قانون الإيمان النيقاوي، الذي يشرح بإيجاز سرّ خلاصنا، لا يمكن إنكاره، ولا مثيل له".
كما أشار إلى أنّ قانون الإيمان له أيضًا أهميّة كنسيّة، موضحًا أنّه "في العصور القديمة، كانت الكلمة اليونانيّة symbolon تُشير إلى نصف قطعة صغيرة من عظم أو زجاج أو رخام مكسورة إلى نصفين يتمّ تقديمها كعلامة يتمّ من خلالها التعرّف على شخص ما. وبالتالي، فإنّ الرمز هو علامة الاعتراف والشركة بين المؤمنين. وكلّ شخص يملك الإيمان كـ"رمز" لا يجد وحدته الكاملة إلا مع الآخرين.
وشدّد على أنّنا "بحاجة إلى بعضنا البعض لكي نكون قادرين على الاعتراف بالإيمان، ولهذا السبب يستخدم قانون الإيمان النيقاوي، في نسخته الأصليّة، صيغة الجمع "نؤمن". وإذ أذهب أبعد في هذه الصورة، أقول إنّ المسيحيين الذين ما زالوا منقسمين هم مثل "شظايا" يجب أن يجدوا الوحدة في الاعتراف بالإيمان الواحد. نحن نحمل رمز إيماننا مثل كنز في آنية من خزف".
وحول المعنى الثالث، المعنى الروحيّ، قال: "لا يجب أن ننسى أبدًا أن قانون الإيمان هو أولاً صلاة تسبيح توحّدنا بالله: إنّ الاتحاد مع الله يمرّ بالضرورة من خلال الوحدة بيننا نحن المسيحيين الذين نعلن الإيمان الواحد. إذا كان الشيطان يفرّق فإن قانون الإيمان يوحّد! كم سيكون جميلاً لو أنّنا في كل مرة نعلن فيها قانون الإيمان نشعر بأنّنا متحّدون مع المسيحيين من جميع التقاليد".
وأضاف: "إنّ إعلان الإيمان المشترك، في الواقع، يتطلّب أولاً وقبل كلّ شيء أن نحب بعضنا بعضًا، كما تدعونا الليتورجيا الشرقيّة إلى ذلك قبل تلاوة قانون الإيمان: ’لنحب بعضنا بعضًا، لكي نعلن في وحدة الروح إيماننا بالآب والابن والروح القدس‘".
وفي ختام كلمته، أعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن تكون الزيارة الدراسيّة للكهنة والرهبان الأرثوذكس بمثابة رمز لشركتنا المرئيّة فيما نثابر في البحث عن تلك الوحدة الكاملة التي رغب فيها الرب يسوع بقوّة، مؤكدًا صلاته من أجل كل واحد منهم ومن أجل كنائسهم.