تواجه منطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية تتعلق بالجغرافيا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. هذه التغيرات تتضمن صراعات إقليمية، تحولات ديموغرافية، وتغيرات في موازين القوى. بالنسبة للأقليات العرقية والدينية مثل الآشوريين، تفرض هذه التحولات تحديات جدية تتطلب استجابة فاعلة.
الآشوريون، كشعب أصيل في المنطقة، تعرضوا لعدة موجات من التهجير والاضطهاد عبر التاريخ، وخاصة في العقود الأخيرة نتيجة النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية. هذا الواقع أدى إلى تراجع وجودهم في مناطقهم التاريخية، وانخفاض عددهم بشكل حاد، مما يهدد ثقافتهم وهويتهم الفريدة.
في ظل هذه الظروف، من الضروري أن تتحرك المنظمات الآشورية بشكل أكثر فاعلية لضمان حقوق شعبها. يتطلب ذلك تعزيز العمل المشترك بين مختلف الجهات الآشورية، محليًا ودوليًا، من أجل:
الضغط السياسي والدبلوماسي: التواصل مع الحكومات والمنظمات الدولية لطرح قضية الآشوريين في المحافل العالمية، والمطالبة بحماية حقوقهم في العيش الكريم، وضمان التمثيل السياسي العادل.
تأمين الحماية القانونية: العمل على إدراج قضايا الآشوريين ضمن الأطر القانونية الدولية المتعلقة بحماية الأقليات وحقوق الإنسان.
التوعية الثقافية والإعلامية: تعزيز الوعي العالمي حول تاريخ وثقافة الآشوريين، وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها.
دعم الوجود المجتمعي: تعزيز برامج التنمية المحلية والتعليم والخدمات الأساسية في المناطق الآشورية لضمان استقرارهم وعدم اضطرارهم للهجرة.
إن بقاء الهوية الآشورية واستمراريتها يتطلب تضافر الجهود من قبل المنظمات والمجتمعات المحلية والدولية لضمان تحقيق العدالة والحقوق المتساوية للجميع. فالوقت قد حان للتحرك الفعّال قبل أن تتفاقم الأوضاع ويضيع إرث تاريخي ذو قيمة عظيمة.