البابا فرانسيس يفتتح عام "اليوبيل" لمباركة المدينة والعالم من الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس كجزء من احتفالات عيد الميلاد، في الفاتيكان، 25 ديسمبر/كانون الأول 2024. © أ ف ب
عشتارتيفي كوم- فرانس24/
على غرار الأعوام الماضية، قدم الحبر الأعظم البابا فرنسيس في رسالته التقليدية بمناسبة الميلاد هذا العام لمحة عامة عن أبرز النزاعات والتوترات في العالم داعيا "إسكات الأسلحة" "و"التغلب على الانقسامات".
وقال "لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذبة! وليكن لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التفاوض وأعمال الحوار واللقاء للوصول إلى سلام عادل ودائم"، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي واسع النطاق شنّته روسيا، قال مسؤولون في كييف إنه استهدف على وجه الخصوص منشآت الطاقة.
"القنابل على المدارس والمستشفيات"
هذا، وندد البابا أمام الآلاف من المؤمنين الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، بـ"الوضع الإنساني الخطير جدا" في قطاع غزة، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس.
وصرّح في الخطبة التي ألقاها في قداس عيد الميلاد مساء الثلاثاء قائلا، "دعونا نفكر في الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية على غزة التي دان "وحشيتها" هذا الأسبوع ما أثار احتجاجات من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
كما دعا البابا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في السودان حيث أكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة الثلاثاء، أن المجاعة تتفشى في ظل الحرب الضارية المتواصلة منذ 20 شهرا.
ويشار إلى أنه، منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وشردت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة. وتسببت، بحسب الأمم المتحدة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
"بناء الخير العام"
ومن بورما إلى هايتي مرورا بمالي وفنزويلا وقبرص، تحدث البابا فرنسيس عن 18 دولة على الأقل مشيرا بشكل خاص إلى الشرق الأوسط "الذي يمزقه الصراع".
وقال إنه "قريب من الجماعة المسيحية في لبنان" و"من الجماعة المسيحية في سوريا في هذه اللحظة الحساسة كثيرا" التي تشهد بروز قوة إسلامية جديدة ويخشى فيها المسيحيون على مستقبلهم.
أما في أفريقيا، فدعا البابا لأجل "عائلات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب وباء الحصبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية" وشعوب "بوركينا فاسو ومالي والنيجر وموزمبيق."
وأضاف أن "الأزمة الإنسانية التي تؤثر عليهم ناجمة أساسا عن النزاعات المسلحة وآفة الإرهاب، وتفاقمت بسبب الآثار المدمرة لتغير المناخ التي تتسبب في فقدان الأرواح البشرية ونزوح الملايين".
إلى ذلك، وفي معرض حديثه عن القارة الأمريكية التي ينحدر منها، دعا فرنسيس السلطات إلى "بناء الخير العام ورؤية وتأييد كرامة كل إنسان متجاوزين الانقسامات السياسية".
ومن دون ذكر الولايات المتحدة صراحة، حيث يهدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإعادة ملايين المهاجرين، حث فرنسيس على "هدم كل الجدران الفاصلة، سواء كانت أيديولوجية وهي التي تسم مرارا الحياة السياسية، أو جسدية".
كما جدد البابا دعوته إلى إلغاء ديون الدول الأكثر فقرا بمناسبة سنة 2025 اليوبيلية التي أطلقها مساء الثلاثاء.
ويذكر أن سنة اليوبيل تحل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاما وتخصص للتوبة وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة، يتوقع أن يحضرها أكثر من 30 مليون حاج في العاصمة الإيطالية روما.