وثقت إيران علاقتها ووطدّتها مع حركة حماس بعد فوزها في إنتخابات 2006 وساعدتّها للسيطرة على غزةعام 2007 في إنقلابها على منظمة التحرير الفلسطينية ، وقتلت الكثير من عناصرها وألقت بهم من على سطوح العمارات ، وحتى في تدريب عناصر حماس في هجوم 7 اكتوبر الذي وجهت حماس ضربة مؤذية لكبرياء إسرائيل وقتلت أكثر من 1500 شخص وأسرت 286 خلال الهجوم .
إن إيران الشيعّية ساعدت حماس السنّية لشق الصف الفلسطيني لتكون لها اليد الطولى في مساعيها للسيطرة على الشرق الاوسط وتصدير الثورة من خلال أذرعِها في لبنان بواسطة حزب الله وفلسطين بواسطة حماس وفي اليمن بواسطة الحوثيين وفي العراق بواسطة العديد من الميليشيات التابعة لها ، والتي تأتمر بامرها .
ولكن لماذا تخلّت إيران عن حماس ؟ بعد أن إنتقمت إسرائيل من حماس وحوّلت غزة إلى ما يشبه الأنقاض من تدمير البنية التحتية والقتل الذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين ألفاً حسب إدعاء حماس ، ولا زالت العمليات مستمرة لإخراج حماس من غزة نهائياً .
لإيران سياسة شبه ثابتة بعد حرب الثمان سنوات مع العراق ، وهي الحرب بالنيابة عنها بواسطة الميليشيات التابعة لها كما أسلفنا ، ولا تريد حرباً شاملة مع إسرائيل لأنها تدرك أن أميركا والغرب سيساعدان إسرائيل لدك منشآتها النووية وبناها التحتية ، وهو امر تخطط له إسرائيل بقوة ، والخاسر الوحيد هو إيران ، وربما تخسر السيطرة على الحكم في إيران بعد حكم الشاه منذ عام 1979 ولحد الآن ، ولهذا فهي تلعب بالأوراق أحياناً ، وتخلطها أحياناً أخرى بما يتماشى مع مصلحتها .
والسبب الأقوى هو حرصها على عدم فوز ترامب في الإنتخابات الأمريكية لأن ترامب هو من مزّق الإتفاقية النووية المثيرة للجدل المبرمة مع الرئيس اوباما ، الذي اعاد لإيران مئات المليارات من أموالها المجمدة مما مكّنها للتدخل السافر في الشؤون العربية ولا تريد إحراج الديمقراطيين بالتدخل في الحرب الدائرة بين حماس من جهة وحزب الله من الجهة الأخرى ، والمحصلة مجازفة كبيرة لإيران .
والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت حسب التطورات الميدانية ، وإن غداً لناظره قريب .
منصور سناطي