وسط زحمة وتراكم الافكار، انتقلت في حياتي الى عدة محطات مختلفة شملت مدن وقرى في عدد من المحافظات العراقية ان كان كسكن مؤقت او من خلال عملي الصحفي بالاضافة الى المحطة التي لطالما اعتبرتها مهمة لمدة عام في اوروبا والتي زرت بها عدة دول، متاملا ان احظى وعائلتي برحلة هادئة ذات يوم ها هنا.
ولكن كان للقدر كلمته بعودتي الى الوطن الخالي من معظم الخدمات الحياتية الضرورية التي من المفترض ان توفرها حكومة اي دولة لمواطنيها الاصليين.
وبعد ثلاثة اعوام وبالرغم من مرارة ان تترك وطنك وكل شيئ جميل في من الذكريات ذات يوم والذي للاسف تحول في الفترة الاربع عقود الماضية الى بؤرة سوداوية بسبب ادارة الدولة من قبل حفنة من الفاسدين وانحدار الشعب والوطن الى شبه هاوية دون مستقبل مشرق او بصيص امل ينقذ ما تبقى من شتات العمر.
وهنا بدات فكرة الهجرة الاخيرة من دون التفكير للعودة الى وطن لطالما كنت احلم بمستقبل مشرق فيه انا وعائلتي، تاركين امالنا واحلامنا خلفنا للانتقال الى ابسط ما يسمى بالمحطة ما قبل الاخيرة في دولة عربية مجاورة ذي اقتصاد ضعيف وتعليمات بعدم تشغيل اي عراقي تحديدا والسبب مازال مجهول، لتكون محطة اخرى تضاف لحياتي مضطر للانتظار فيها ريتما اصل للمحطة الاخيرة في احدى الدول الغربية.
وكاي محطة عشناها في وطننا يبقى الامل موجود في هذه المحطة ايضا ودوام التفائل بمستقبل اكثر اشراقا لي ولابنائي ونتامل خيرا في محطتنا ما قبل الاخيرة.