تناقلت وسائل الاعلام باهتمام بارز مقال السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان المنشور في صحيفة واشنطن بوست الامريكية بخصوص برنامج حكومته للسنوات الاربعة القادمة، تناول فيه بكثير من الصراحة الية عمل حكومته والخطوات التي سيتبعها للنهوض بكوردستان ومعالجة الازمات الناتجة من حرب تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) الارهابي وقطع موازنة الاقليم من قبل حكومة بغداد لاكثر من اربعة سنوات والنزوح الجماعي الى كوردستان من داخل العراق ومن خارجه والتي ادت الى تفاقم معاناة الاقليم شعبا وحكومة.
السياسة الهادئة والمرنة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة اقليم كوردستان ( برئاسة السيد نيجرفان البارزاني سابقا ) كانت واضحة، لذا لا عجب ان يخطو السيد مسرور البارزاني نفس خطى اسلافه في الحزب والحكومة في التعامل مع الازمات بهدوء ودبلوماسية واتخاذ الحوار السلمي شعارا وطريقا لحل المشاكل العالقة خصوصا مع الحكومة المركزية في بغداد.
هيبة ومكانة اقليم كوردستان دوليا لم تأت بسب كونه قوى عظمى عسكريا واقتصاديا بل جاءت من السياسة الذكية والعقلانية لقادة الاقليم ( رئاسة وحكومة ) ومحاربة داعش، اضافة الى سياسة الاقليم السلمية والانفتاحية والعلمانية في التعامل مع الازمات الداخلية والخارجية، خصوصا في ايواء الاقليم للنازحين والمهجرين من كافة الاديان والقوميات دون فرق او تمييز، وبالاخص ايوائه للمسيحيين والايزيديين المهجرين من المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المركزية في بغداد، فلولا الامن والامان والمساعدات التي قدمت للمسيحيين المهجرين من قبل الاقليم على مر السنوات السابقة لكان العراق قد خلا من المسيحيين نهائيا ( بينما كانت الكنائس في بغداد وموصل تدمر والمسيحيين يهجرون علنا كان الاقليم يستقبلهم والكنائس فيه تجدد وتعمر )، وبذلك فان الاقليم ثبت وجوده دوليا ككيان سياسي علماني حامي للاقليات، وحظي بالاهتمام والاحترام الذي يستحقه من لدن المجتمع الدولي والدول العظمى.
لا شك ان التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان الجديدة كثيرة وكبيرة لكن البرنامج الحكومي الذي اعلنه السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة اقليم كورستان يبعث على التفاؤل، خصوصا فيما يتعلق بمحاربة الفساد ومساءلة قطاعات الخدمة المدنية ومجلس الوزراء وضمان خدمة الحكومة للشعب وليس العكس ( كما قال سيادته ).
كل المجتمعات تتطور وتتقدم وترتقي تدريجيا وليس بضربة عصا سحرية وهذا يتوقف بنسبة كبيرة على نوعية الحكم والية عمل القادة السياسيين والحكام، والتطور والتقدم الحاصل في كوردستان منذ 2003 ليس بالقليل ولا يمكن تجاهله لكن يبقى الانسان بطبيعته البشرية طموح الى الاكثر وهذا هو سبب تطور المجتمعات وتقدمها، وكمواطن كوردستاني اقترح على رئيس حكومة الاقليم الجديد السيد مسرور البارزاني بضعة اراء بسيطة عسى ان تساهم في تقوية برنامجه الحكومي وتؤدي بالتالي الى تطوير مجتمعنا الكوردستاني اكثر ليصبح مثالا يتحذى به من قبل العالم اجمع:-
تسييد القانون:- من المعلوم ان القانون وضع لردع الجريمة لذلك فان تطبيقه بدون استثناءات وبغض النظر عن الانتماءات والمحسوبية يؤدي بصورة حتمية الى تطور المجتمع وتقدمه.
محاربة الفساد:- ان يعاقب بموجب قانون العقوبات العراقي كل مسؤول يستغل منصبه للانتفاع الشخصي او يسيء استعمال سلطته، وكل من تثبت عليه تهمة الاختلاس والرشوة وسرقة المال العام.
خدمة المواطن:- احترام المواطن عند مراجعته للدوائر الخدمية وليس اهانته ( كما يحدث في الكثير من الاحيان من قبل موظف الاستعلامات وصولا الى الموظف المسؤول )، لاشعاره بانه ابن الاقليم وليس ضيفا او متسولا يدق الابواب.
صندوق الشكاوى:- تأسيس صندوق شكاوى وتشكيل لجنة تكون مرتبطة برئيس الحكومة لمتابعة الشكاوى ودراستها ورفع التقارير بشأنها لمعاقبة المقصرين.
ختاما اتمنى للسيد مسرور البارزاني الموفقية والنجاح ولكوردستاننا الحبيبة الامن والازدهار.
كوهر يوحنان عوديش