تلكيف لا تبدو بلدة مسيحية ولا كلدانية، بعدما كانت تعد في الخمسينيات من اكبر البلدات المسيحية والكلدانية في سهل نينوى؛ وكان يقصدها مسيحيو القرى الجبلية دوريا للعمل فيها بموسم الحصاد، ولهم عنها ذكريات جميلة. أما كنيستها فتعدّ من اكبر كنائس العراق ولربما في الشرق الاوسط قبل ان تنافسها كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قره قوش.
ولكثرة اعداد اهالي تلكيف في المدن العراقية بسبب عملهم في التجارة والمطاعم والنوادي، غدت كلمة تلكيفي ترادف كلمة المسيحي، اما اليوم فتراجع عددهم جدا في تلكيف وفي أماكن أخرى على حساب الهجرة الى أمريكا وكندا وأستراليا، وسكنها اشخاص اخرون من القرى المجاورة.
ومن المؤسف القول أن تلكيف فقدت هويتها المسيحية والكلدانية وتفاقم الامر بعد احتلال داعش ولم يعد اليها بعد تحريرها سوى بضع عائلات.
ونبقى في رجاء غد أفضل، لحكومة دستور وقانون ومساواة، بلا تمييز ولا طغيان طائفي أو عشائري، فيختفي إلى غير عودة ما يتعرض له في أيامنا هذه المسيحيون من تهديد مباشر وغير مباشر وبأساليب مختلفة ليتركوا موطنهم التاريخي ويهاجروا.
ما اقترحه اليوم بالنسبة الى تلكيف هو ان يقوم فريق ضاغط وما يمكن أن يطلق عليه “لوبي تلكيفي” خصوصا في أمريكا بشراء بيوت المحلة المحيطة بالكنيسة وترتيبها وإعادة بنائها بحسب الريازة القديمة حتى تحافظ على هوية تلكيف المسيحية والكلدانية والعراقية. ثمن هذه الدور الصغيرة والقديمة ليس عاليا. وثمة اشخاص ميسورون من أبناء تلكيف يقدرون ان يبنوا تلكيف جديدة. هذه الدور يمكن تسجيلها باسمهم أو باسم الوقف الكنسي وعندما يأتون للعطلة يسكنونها او تسكن فيها عائلات مسيحية متعففة متواضعة الدخل. أتمنى ان يجد هذا الاقتراح اذانا صاغية لئلا تضيع هوية بلدة تلكيف.
عن موقع البطريركية الكلدانية