بدءاً و للأهمية أُنوه الى ما يلي ....
إحترامي الشديد لسر الكهنوت و إيماني بقدسيته و لكني لا أقدس الأشخاص ..كائن من كان .....
أينما يرد مصطلح قادة الكنيسة في هذه المقالة فالمقصود به من هم في قِمة هَرم السلطة الكنسية من أَصحاب السلطة ومُخَطِطي السياسات و المُشَرعين للقَوانيين..... وليس التنفيذيين الذين هم الكهنة المحكومين بحكم الطاعة الذي يُهُدِد سر كَهنوتَهم إن إنتفضوا أو إعترضوا .
الجزء الثاني ....
الجانب الروحي
...
إن داعش بحسب شريعته وضع الشعب المسيحي برمته ( و لم يحدد طائفة بعينها ) تحت سيف الذبح و إستهدف قتله وجوباً تقرباً الى إلآههم و قبله الحكومات و الأحزاب العراقية لم تُفَرِقنا الى طوائف يستوجِب إضطهاد هذه و التضييق على تلك بل وحَدَتنا إضطهاداً رغماً عنا إيماناً بشريعتهم و تحقيقاً لمصالحهم و رغم ذلك فإن قادة الكنيسة كَرَسوا الفُرقَة و الطائفية بين أبناء الشعب المسيحي و لم يستطيعوا أن يجعلوننا نركع أمام كرسي واحد و عيوننا ترنوا الى صولجان واحد رغم أن إلآهُنا واحد.....!!!! ( حسب إيماننا نحن الجُهال ) لأنهم لا يرغبون التخلي عن فكرهم الطائفي بل أنهم حافظوا بأمانة شديدة على الكراسي التي وَرَثوها مِمَن سَبقهم من المتخاصمين الذين إستحدثوها و أسموها كلدان و سريان و أشوريون و أرمن و كاثوليك و أرثوذكس وووو ... و ذلك طمعا في كرسي السلطة و صولجان الجاه .....
فخلال فترة الهِجرَة القسرية و إحتلال مناطق شعبنا التأريخية كانت القلوب تتحدى المعاناة و المآسي و تهفو إشتياقاً يملئها الأمل الى أن تتوحد الكلمة خلال فترة الأزمة على أقل تقدير لتمنح الشعب القوة والشجاعة في مِحنَتَه و تُمَكِنه من الرد على من حاول و يحاول إبادة شعبنا و إنتزاع أراضيه التأريخية .. و رغم تَعَدُد الكراسي إلا أن العيون كانت ترنوا الى وحدة حقيقية تمنح أملاً بالمستقبل و أن يشعر الشعب أن هذه الأَزمة إنما هي الأتون الذي تَنصَهر فيه معادن الرجال لتظهر للشعب قوتهم و شجاعتهم و حِكمَتَهَم و مَحَبَتَهم . لكن ورغم ذلك فإن ظهر و بان خلال الأَزمة كان مزيدا من الإنقاسامات و تعميقاً للجراحات و إشهاراً للخلافات و الخصومات التي ظهرت الى العلن حتى ضمن الطائفة الواحدة مما خلق شعوراً أن قادة الكنيسة في واديٍ و الشعب في وادي آخر ..بل أن البعض من قادة الكنيسة وجدها فرصة ذهبية لفرض عنصريته المُقيته و رغبة التسلط التي فيه على الطوائف الأخرى و فرض إرادته من خلال إستغلال الضعف الذي أصاب بقية أبناء الطوائف الأخرى و إنعكس سلبياً على قادتهم نتيجة كارثة التهجير القسري ما جعلهم يستسلمون مرغمين لما لا رغبة لهم فيه ....
لذلك و خلال هذه الفترة تحديداً لم يَلمس الشعب المسيحي أي منجز روحي مشترك بين كل الطوائف أو حتى أي نشاط طَقسي كنسي يمنح للشعب شعوراً بالوحدة و يُخَفِف عنه معاناته و يمنحه القوة لمواجهة التحديات التي تُهَدِد وجوده فلم يَسعوا الى جعل الكنيسة قلعة صلاة و لم يجتهدوا في إنماء المحبة في الكنيسة و لم يتشاركوا في نشاطات على مستوى عامة الشعب كذلك لم يعملوا على مواجهة التحديات التي تنامت ضد إيمان الشعب و خطفت الكثير من المؤمنين الى ما تسمى ( كنائس كتابية على منهاج الرسل )....!!!! و التي بدورها إستغلت هذه الثغرة بذكاء كبير و تخطيط مُمَنهج و سليم لتحقيق مأربها الخبيثة و خدمتها بذلك الظروف القاهرة للشعب المسيحي و المعاناة التي أَلَمت به و حاجته الماسه الى المساعدة المادية و حتى المعنوية التي أفتقدوها في كنيستهم التي كان الأولى بها أن تستحدث برامج الإرشاد الروحي والتواصل مع العوائل بشكل مستمر للوقوف على مشاكلها الإيمانية و معاناتها الروحية التي أثقلت كاهلها ربما أكثر من معاناة التهجير ....
و السبب في ذلك هو الإهتمام في جوانب ثانوية أخرى و الإهمال الواضح للجانب الروحي الذي هو الأساس في رسالتهم و خدمتهم التي نذروا أنفسهم له و التغاضي عن دوره و تأثيره في بناء العلاقة بين الشعب والكنيسة لذا كان لهذا الإهمال أبلغ الأثر السلبي على العلاقة بينهم و بين الكثير من أبناء الشعب...الى الدرجة التي زرعت الشكوك في النفوس مما سَهل المهمة للآخرين في إقتحام كنيسة الرب....
و دليل إهمال قادة الكنيسة للجانب الروحي هو أن شعبنا المسيحي لم يشهد لهم خلال فترة التهجير قداس مشترك في عيد الميلاد أو عيد القيامة ( إلا قداس واحد ربما .... خلال ثلاث سنوات تهجير قَسري ....!!!!!! ) و لم يشهد الشعب المسيحي لهم مسيرة مشتركة لعيد السعانين ترفع فيها كل الأيادي بعيدا عن الطائفية أغصان الزيتون متحدين القتل و التهجير ويرتلون معا ترتيلة واحدة تُعبر عن الوحدة المسيحية و لم نشهد طقوس دفة الصليب يشترك فيها كل المسيحيين و يتضرعون الى المصلوب بقلوب موحدة و محبة خالصة ..... إن الشعب المسيحي لا يفرح باللقاءات و الإجتماعات و تبادل الإبتسامات و القُبلات أمام الكاميرات بقدر ما يفرح بأن تتشابك الأيادي أمام مذبح الرب بمحبة صادقة خالصة ....
لقد كان المفروض بهم وهم الحكماء أن يمنحوا الشعب المهجر قَسرَاً الكثير من جرعات الأمل من خلال تحدي افكارهم العنصرية و رغباتهم بالتسلط و بدء مرحلة الإتحاد و نبذ التسميات الطائفية التي يَمقُتَها الشعب المسيحي و لكن يتمسك بها رجال الكنسية لأنها بالنسبة لهم تمثل كراسي سلطة و صولجان جاه......
أن أعداءنا وَحَدونا قتلاً بسيف الذبح و خنجر الخيانة و لم يوحدنا قادة كنيستنا بعيد القيامة .........
في الجزء الثالث نكتب في الجانب السياسي ....
عذراً للإطالة .....
بعيدا عن بغديدا 19 تشرين الثاني 2017