رئيس الجمعية الآشورية الخيرية لـ (الزمان): مناطق المسيحيين المحرّرة تقرر تقديم المعونات للراغبين بالعودة

عشتار تيفي كوم - الزمان/

الموصل  – سامر الياس سعيد

قال رئيس الجمعية الاشورية الخيرية ان اولويات المنظمات الانسانية العاملة تقديم المساعدات  للراغبين بالعودة لمناطقهم المحررة الواقعة بمناطق سهل نينوى  واضاف اشور سركون في حوار لـ(الزمان) ان اهالي مدينة الموصل من المسيحيين فضلا عن الاهالي ممن يستحيل عودتهم لمناطقهم لاسباب من بينها تدمير منازلهم حرموا من المساعدات لان الدعم الخارجي  الخاص بالمنظمات محدد بتاهيل دور العوائل في مناطق سهل نينوى وتاهيلها بغية تشجيع اصحابها من اجل عودتهم الى تلك الدور واستئناف حياتهم التي كانت قبل سيطرة تنظيم داعش عليها  وفيما يلي نص اللقاء :

{مع الصور التي باتت تبرز في عودة الكثير من المسيحيين  لمناطقهم واستهلالهم لاعمال التاهيل والاعمار لتلك المنازل التي تركها اصحابها قبل ثلاثة اعوام بسبب سيطرة داعش عليها ، كيف تجدون هذه الصور وماهو تقييمكم لها ؟

-بالتاكيد لابد من الاشارة  الى ان محنة النزوح لم تنته بصورة كاملة فبالرغم من تحرير مناطق توجد ابناء شعبنا  الا ان اكثر من نصف العوائل المهجرة مازالت  تعيش محنتها لسبب او لاخر لذلك فوضع النازحين مازال غير مستقر خصوصا مع الاعتراف من قبل الجهات الدولية وحتى االاقرار عبر  المنفذ البرلماني بان مناطق سهل نينوى عدت منطقة منكوبة  فضلا عما تعيشه هذه المنطقة من غياب الاستقرار السياسي فيها بسبب الصراعات التي تكتنفها  وكل هذه المؤشرات باتت تنعكس سلبا على عودة الاهالي لا بل البطء الذي يشوب هذه العملية ونامل زيادة وتيرة العودة  مع الاخذ بنظر الاعتبار ان شعبنا مازال يطالب بالضمانات والثقة التي تمنح له من عدم تكرار سيناريو ما حدث في صيف عام 2014 فهذا الامر برايي اهم الاولويات التي يتوجب النظر اليها في ملف العودة. { وما هو الدور الذي تلعبه  الجمعية الاشورية الخيرية  في هذا الاطار من خلال العمل على تشجيع الاهالي للعودة لمناطقهم ؟

-مثلما هو معروف فالجمعية تعتمد على الدعم المقدم من الجهات الخارجية  التي تنقسم لقسمين  اولها الدعم المقدم من منظمات شعبنا  المغتربة في الخارج  فيما القسم الاخر مقدم من قبل منظمات وكنائس اجنبية  توجد في امريكا واستراليا فضلا عن بعض الدول الاوربية  وبعد تحرير مناطق شعبنا التي تزامنت مع عمليات تحرير محافظة نينوى والتي جرت في خريف العام الماضي  استهلت الجمعية  عملها بزيارة تلك المناطق بوفد يضم كوادر متخصصة  للاطلاع على حجم الدمار والاضرار التي تعرضت لها وخلصنا لاستنتاج بشان نسبة الدمار التي تبدو اكبر من نسب الدمار التي تعرضت لها باقي المناطق الاخرى وهذا ما يدفعنا لوجهة نظر محددة بكم الحقد الذي يكنه تنظيم داعش لابناء شعبنا  وقد اعددنا التقارير والدراسات الخاصة  بتلك المناطق  لارسالها للجهات الداعمة بالاضافة الى قيامي بزيارة لتلك المؤسسات من اجل الحصول على الدعم المطلوب  حيث اثمرت جهودنا على مجموعة من  المبادرات الانسانية اذكر منها  قيامنا بحملة لتنظيف  تللسقف بالتعاون مع اتحاد الطلبة  والشبيبة الكلدو اشوري حيث رعت تلك المبادرة  مؤسسة icrc الامريكية وبالتعاون مع مجلس اغاثة  مسيحيي العراق والمجلس القومي الاشوري حيث اسهمت تلك الحملة بازالة مخلفات الدمار الذي تعرضت له تلك المنطقة كما قمنا بتوزيع سلات غذائية  للعائدين من اهالي القرية  تم تمويلها من قبل منظمة ساين اوف هوب الالمانية كما تمت صيانة شبكات الماء في المنطقة بعد تعرضها للاعمال العسكرية ووزعت ايضا اثاث منزلية  لاكثر من 40 عائلة من العوائل العائدة للمنطقة.

اما في قرقوش (بغديدا ) فقد قامت جمعيتنا بحفر (6) ابار لتوفير الماء  سواء في مركز القضاء او في كرمليس كما ساهمنا  بالتنسيق مع اللجنة الكنسية للاعمار بالمساهمة  باعمار وتاهيل (10) منازل التي تندرج ضمن الفئة (c)حيث قامت كوادرنا بتاهيل تلك المنازل باجراء عمليات صبغها وتهيئة مستلزماتها واعدادها للسكن واود الاشارة هنا الى ان جمعيتنا كانت من اوائل المنظمات التي قامت بافتتاح مكتب لها في هذه المنطقة للمساهمة باعداد التقارير اليومية  عن حاجة المنطقة والاهالي بغية توفيرها وتنظيم شؤون توزيع مستلزمات المعيشة الضرورية سواء من خلال السلات الغذائية او المنظفات  ويضطلع بمسؤولية ادارة المكتب في قضاء الحمدانية السيد عماد دديزا  وفي ضوء هذا الامر قامت الجمــــــــــعية بتوزيع وجبـــــــــتين من السلات الغذائية شمــــــــــلت كل وجبة 300 عائلة  كانت الاولى مقدمة من الكنائس الانجيلية اللوثرية  في المانيــــــــا اما الوجبة الثانية فقدمت من منظمة السامري الصالح الامريكية ومقرها في اربيل  وبالاضافة لتلك الانشطة الانسانية فالجمعية مازالت مستمرة  بدعم برنامج العيادة المتنقلة لتوفير الخدمات الطبية سواء في تللسقف او في جولاتها  على القرى التابعة لمدينة دهوك.

كما استحصل مكتب الجمعية في بغديدا على دعم من قبل الـun من اجل دعم عيادة متنقلة متخصصة بعمليات الولادة ستقدم لمستشفى الحمدانية  كما  لم تكتف جمعيتنا بهذا الدور فحسب بل نتيجة لزيارتي للعاصمة الامريكية (واشنطن ) والمطالبة باستمرار  لدعم ابناء شعبنا  فقد تم الاتفاق مع عضو  الكونغرس السابق  فرانك ولف لغرض زيارته للعراق واطلاعه عن قرب للاوضاع التي يعيشها ابناء شعبنا المهجر  فضلا عن مناطق سهل نينوى المحررة  وكانت الجمعية مرافقة لعضو الكونغرس في زيارته التي تمت مطلع اب (اغسطس ) الماضي والتي تزامنت مع الذكرى الثالثة لماساة التهجير وكان برفقة السيد ولف ممثلين من منظمة بريطانية تعد الاولى  في شان حرية الاديان  وعضو اخر يعمل مستشار لوزير الخارجية البريطاني ونائب رئيس منظمة السامري الصالح  الامريكية  وقد توصل الوفد الزائر  الى ان منطقة سهل نينوى تحتاج الى  حماية وتامين افضل من اجل اعادة الثقة لاهالي المنطقة بغية اتخاذهم لقرار العودة واستئناف حياتهم من جديد في تلك المناطق  فضلا عن الحاجة المستمرة  لزيادة الدعم من اجل اعادة الاعمار لهذه المناطق  وعلى المدى البعيد هنالك حاجة  لترسيخ ثقافة العيش المشترك المبني على التعايش السلمي .

{ وهل ستكتفي الجمعية  بدعم الاهالي عن طريق تاهيل منازلهم ام هنالك جهود لاعادة المباني والمؤسسات كالمدارس مثلا عن طريق تاهيلها ؟

-كنا في اول المطاف نسعى من اجل تهيئة المدارس واستحصلنا شبه دعم في هذا الموضوع خصوصا بالتنسيق مع اعضاء جمعيتنا في الولايات المتحدة  لكن قرار  منظمة undp الخاص بدعم المدارس جعلنا نكتفي بمهمة توفير المستلزمات الدراسية والقرطاسية لابنائنا التلاميذ مع بداية العام الدراسي الذي سينطلق قريبا ..

{ كل هذا الحديث تخصص بشان تشجيع الاهالي على العودة لمناطقهم المحررة ماذا بشان النازحين الاخرين  الذين يصعب عليهم العودة  سواء الذين نزحوا من مدينة الموصل او الذين تضررت دورهم في مناطق سهل نينوى بشكل كامل؟

– المفروض ان تلتفت الجهات الداعمة لامر هذه الشريحة  وبقدر تعلق الامر بجمعيتنا فانها ماضية بابقاء المخيم الكرفاني الذي انشاته للنازحين في قرية شيوز (سيجي ) بالاضافة  لديمومة  عمل العيادة المتنقلة بتوفير خدماتها الطبية للنازحين في مناطق نزوحهم  لكن مع التركيز  في الوقت الحاضر على  اعادة المهجرين لمناطقهم  والاستمرار بالبرنامج الانساني المخصص للعوائل التي يتعذر عليها العودة لمناطقها في الوقت الحاضر.

{ وماذا بشان مبادراتكم الانسانية التي تشمل القرى التابعة لمدينة دهوك من خلال مد شبكات الماء وتوفير المولدات الكهربائية ؟

-بالطبع فهذا الامر مستمر ويتلخص بالاعتماد على الطلبات التي تردنا عن طريق مخاتيرتلك القرى  وقد شهدت الاونة الاخيرة قيام الجمعية  بترميم مدرسة في سرسنك حيث تم ذلك بتمويل من الجمعية الاشورية الخيرية في استراليا  كما تم ترميم مدرسة في قرية باختمي حيث مولت هذا المشروع جمعيتنا في نيوزيلاند ..

{هل لك ان تحدثنا عن مشاركتك الاخيرة في منتدى الشعوب الاصيلة والذي اقيم بمقر الامم المتحدة في نيويورك ؟

-لايخفى على احد ان شعبنا يعد من الشعوب الاصيلة في العراق  ومرارا طالبنا بان يتم الاشارة الى هذا الامر وعدم تحديده بالاعلام فحسب  عن طريق تصريحات المسؤولين  فمثلما هو معروف فان الاعلان العالمي لحقوق الشعوب الاصيلة  صدر في عام 2007 وتضمن مثل نظيره الاعلان العالمي لحقوق الانسان على بنود تنظم  المحافظة على حقوق تلك المكونات ولاسيما بتقريــــــــرها لحق المصير وحق التعليم باللغة الام وحق السيطرة على  الاراضي وموارد المياه وهي حقوق يفتقر لها شعبنا بعد سيطرة الاكثرية الغالبة على  مقـــــــــاليد الحكم  وقد شاركت بنسخة المنتدى الـ16 مرتديا زينا القومي.

 وكان محور  المنتدى لهذا العام هو بحث تطوير عمل المنتدى ليكون اكثر فعالية  بشان اســـترداد الشعوب الاصيلة  لحقوقها  وهذا يعد محفلا دوليا يـــــــــوفر الفرصة لكل شعب  في العالم  لابراز ثـــــقافاته  وخلصت التوصيات لهذا العام  لان يكون الاعلان العالمي  للشعوب الاصــــــيلة  اكثر الزما للدول المنضوية للامم المتحدة  لاستجابة الشعوب الاصيلة لحقوقها في مناطق استقرارها.