قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 1328 | مشاركات: 0 | 2017-08-15 10:02:09 |

الإبداع في صناعة الإرهاب ... أمريكا و داعش ... الجزء الرابع و الأخير

بشار جرجيس حبش

 

 في الجزء الثالث كتبنا عن معارك داعش الصورية بإختصار شديد و دور أَمريكا في رسم الخارطة الجغرافية لتمدد داعش و تَحَكُمَها بكل الأَطراف المُحيطة والمُجاورة للأَراضي التي إحتلها داعش و أسس عليها ... و هذا ليس بغريب أَو مُخجِل للإِدارة الأَمريكية التي أَصبحت تَتَفاخر  في أنها ساهمت و بشكل كبير في صناعة منظمة القاعدة الإرهابية في أفغانستان  و دعمها و تمويلها من أَصدقاء لها أنعم الله عليهم بنفط وفير و غباء كثير فحكموا الشعوب و إنتقموا منها ... بل أَن أمريكا تَتَباهى و على رؤوس الأَشهاد أَنها بذلك أَلحقت الهَزيمة بالقوات الروسية في أفغانستان ( حرب الوكالة ) ... لذلك يُمكن القول أَن منظمة القاعدة الإرهابية كانت بداية صناعة الإرهاب العقائدي في عصرنا الحالي و بالتأكيد فقد تم دراسة و تحليل ردود الأفعال للمجتمعات و مدى تفاعلها و مواقفها و كيفية تهيئتها لإحتضان الإرهاب المستند على العقيدة و نتائج هذه الدراسات بالتأكيد كانت مُشجعة جدا لبداية الإنطلاق نحو إستغلال الأفكار  المُتخَمَة بها الشريعة الإسلامية و بحسب تفسيرات المسلمين قبل غيرهم بما يمكنها من الإستناد عليها لتأسيس المنظمات الإرهابية العقائدية ...

و الأمر الغريب جداً وهو ما تم توثيقه وقد ظهر جلياً و بدون أي مجال للشك فيه هو أَن ما سبق بدايات منظمة القاعدة كان هناك نشاط على الأرض بنشر التعاليم الإسلامية الوهابية و الإخوانية و السلفية التي تعتبر  العمق الستراتيجي للمجاهدين ,,,,!!!! ومصدر حقيقي و أساسي لأمداد المنظمات بالمقاتلين الى الدرجة التي كانت ترافقها حملات إعلامية داعمة لها من أنظمة سياسية كانت تُصنف في خانة الدكتاتورية العلمانية و التي كانت على الأقل تَغُض البصر عن التنامي الواضح للفكر الإسلامي المتطرف في ربوعها و إنجذاب الشباب خاصة نحو هذه الأفكار لأسباب عديدة قد تكون منها تفشي الأمية والتخلف و البطالة و الكَبت الإجتماعي و مثال على تنامي الأفكار الإسلامية و الخطاب التحريضي يمكن أن نورد إختصاراً بعض الأمثلة مع مراعاة الفترة الزمنية لها (  نشاط الحركة الوهابية و تمكنها في السعودية والتحرك نحو العالم الغربي.. تأسيس ولاية الفقيه في إيران ...... توسع القاعدة الجماهيرية للإخوان المسلمين و السلفيين  في مصر ... أحداث الجزائر و مزاحمة الأحزاب الإسلامية غيرها في عالم السياسة... حركة طالبان في أفغانستان.... إنطلاق  منظمة حماس في فلسطين ... تأسيس حزب الله و حركة أمل في لبنان ... الصعود الإسلامي في السودان ... صعود حزب العدالة و التنمية في تركيا ... حملة إيمانية في العراق ..و غيرها الكثير ) و كأن هذه الانظمة العلمانية لا تعلم أن الإسلام السياسي هو أَلّدُ أعدائها و هو الذي يُفتي و يُشرعن الإرهاب ضدها و يحارب الأفكار العلمانية في عمق أفكاره و لكنه لا يمانع في أن يكون بوقاً للدكتاتورية حتى يُحَقِقَ أهدافه.... بل و كأن أمريكا لا تعلم أن الإسلامين هم أشد الأعداء لها و يتوقون لإزالتها مع إسرائيل عن وجه البسيطة.

إذن كان هناك من أَجبر هذه الأنظمة و وضعها رغما عنها في موقف العاجز عن محاربة هذه الحركات المتشددة بحجة حقوق الانسان و الديمقراطية و إطلاق الحريات ( بريطانيا كانت الوجهة الاولى لرجالات هذه الحركات ... و بالتأكيد أن بريطانيا تنفذ ما تُوَكِله لها أمريكا ) ... أو هناك من أوحى لها أن الإسلام هو الحل و هو الحامي لعروشها و هو الحصن الذي تتحصن به من شعوبها المقهورة و تحافظ على حكمها من خلال مَنحها شرعية المراجع الدينية بفتاوي شيوخ السلاطين و  سَوّق القَطيع حيثما يريد الحاكم و بالتأكيد أن أمريكا كانت مطمئنة أن هذا التنامي لن يتسبب لها بأي أذى يستحق الإهتمام بل هو مجرد خطابات و معارك في القنوات الإعلامية هنا و هناك ...و هو تنامي مُسيطر عليه من قبلها بشكل دائم و من قبل الحكام الى حين......

إن الشريعة الاسلامية المُتخمة بآيات قرآنية و أحاديث نبوية و روايات السلف الصالح التي تشجع على الإرهاب و القتل بحسب تفسيرات الشيوخ والأئمة و الدعاة المسلمين الذين مَكَنوا الولايات المتحدة الامريكية لأن تبني مفردات إبداعها في صناعة الارهاب من خلال إستخدام الشريعة و الفقه الإسلامي الذي تتوق اليه الشعوب الإسلامية بما يخدم مصالحها و أهدافها الستراتيجية البعيدة المدى . و ذلك بإن إستغلت و بكل بساطة هذه الأفكار بذكاء و إحترافية و عملت على إنمائها في المجتمعات الإسلامية بوسائل عدة و ظهر ذلك جليا من خلال غَض البصر عن إنتشارها و إحتلالها حيزاً كبيراً في حياة الشعوب و طريقة تفكيرهم و توجهاتهم و هي بذلك إنما كانت تخطط لإستغلال هذه الأفكار حينما يحين الوقت الملائم لها بما يخدم حروبها المستقبلية و مصالحها .... أيضا كان تسترها على الفضائع التي أرتكبت بحق الشعوب المستضعفة المسالمة التي جعلت منها الطُعم الذي ألقته لغول الإرهاب لأن يتمدد و يطغى بشكل يظهره على حقيقته مما يولد رعب عالمي حقيقي من تنامي هذا الفكر الارهابي حينها تبدأ أمريكا بمحاربة هذا الفكر و تدميره بطريقتها التي وضعتها وفق مخططاتها الستراتيجية .... بموافقة و دعم أُممي و بمباركة شعبية و أنظمة سياسية و مرجعيات دينية إسلامية تتحكم بها أمريكا عن طريق أطراف أخرى

إن الإبداع الحقيقي الأمريكي في صناعة داعش يكمن في أن داعش يستمد شرعيته و قوته من الشريعة الاسلامية و بالتالي جَعَل هذا الامر أن المسلمين يواجهون مُعضِلة حقيقية هي أقرب الى الكارثة ،فهم غير قادرين على مواجه داعش و محاربته لأن المؤيديين و المصفقين له ممن يتسلحون بالشريعة هم بالملايين و هم إنما بذلك سوف يحاربون الشريعة.... وهم كذلك غير قادرين على الطعن بأفكاره و نَبذ و إستنكار أعماله و التبرئ من مَنهَجِه و فِقهه لأنهم إن فعلوا ذلك فإنهم بذلك ينقضوا ما جاء بالشريعة التي يستند عليها و هي ذات الشريعة التي يؤمنون بها و بذلك يحكمون عليها بالتدمير و لا هم قادرين على تكفيره لأنهم غير قادرين على تقديم إسلام مغاير لما يقدمه داعش و يرفع رايته .....إذن أمريكا جعلت المسلمين يعيشون معضلة حقيقة لا يمكن أيجاد حل لها إلا بما ترغب به أمريكا ........!!!!!!!!

و لأن أمريكا تتحكم بكل الأطراف في المنطقة و هذا لا خلاف فيه فإنها وزعت المكاسب و الغنائم و المصالح لكل الأطراف الفاعلة و المتعاونة معها كل بحسب إجتهاده و إخلاصه لها في مساندة خُطَطَها و أفكارها و هو الحاصل فعلا  في الوقت الحاضر ... ففي العراق كل القيادات السياسية و الاحزاب حققت مكاسب من وجود داعش في العراق بل وحتى الدول الأخرى حققت مكاسب على حساب الأقليات و الشعب العراقي و كذلك الحال في سوريا .. تركيا إستفادت إقتصاديا من خلال النفط العراقي و السوري رغم قلته و إيران وجدت لنفسها الحجة لتُحِكم قبضتها في العراق و سورية و تثير الأحقاد القديمة و السعودية وقطر تحاولان تدمر هذين البلدين بالذات لتحققا الموقع الذي يؤهلهما للتحكم بهما و تمرير سياسات تخدم توجهاتهما العقائدية و في ذات الوقت فإن أمريكا و على المدى الطويل أسست مشاريع حروب و نزاعات مستقبلية دينية و قومية ....

الأن أمريكا تَتَحَكَم باللعبة بإحترافية شديدة و ليس خافيا على أحد في أنها قد قررت القضاء على داعش كقوة عسكرية لان الحاجة من وجوده قد إنتفت و بذلك سوف تنتقل الى مرحلة جديدة هي توسيع الحروب الطائفية بعد أن تم تهيئة المناخ الفكري الطائفي و تهيئة الأرضية لتقسيم المقسم و الأهم تجاوز الخطوط الحمراء برغبة إسلامية عارمة في تنقية التراث الإسلامي بما يلائم الحضارة الأنسانية و يتوافق مع الرؤية الأمريكية و الغربية ......

الإبداع الأمريكي في صناعة الإرهاب الداعشي هي أنها جعلت الحياة تَدُب من جديد و بقوة في الأفكار الإرهابية و إستخدمت هذه الأفكار بما يخدم مصالحها و أهدافها ..... و في ذات الوقت فإنها و بشكل علني تحارب داعش بما يُحَصِنُها من توجيه الإتهام لها بأنها هي من صنعت و تحكمت و قادة هذه العصابة الإرهابية التي إستفادت منها كل الأطراف و بالتالي ممكن إتهام أي طرف بصناعتها إلا أمريكا لانها لم تكن موجودة قبل 1400 عام هجري و يتناسون أن داعش تأسس فقط قبل سنوات معدودة بأفكار عمرها 1400عام هجري ...

 أنه الإبداع الحقيقي أن تُحيّ أفكار عمرها 1400 عام و تسيطر عليها و تستخدمها برغبة معتنقيها بما يخدم مصالحك و يضر بعقيدتهم و مجتمعاتهم.....

و ما يزيد الطِّينَ بَلَّةًأن البعض من ضحايا السياسات الامريكية في صناعة الإرهاب هم أول المبادرين بالدفاع عنها و تبرئتها و يرون في أعترافهم بتفوق الفكر الامريكي بالتخطيط و التنفيذ و خلق الازمات التي تخدم مصالحها على تفكيرهم الضيق هو بمثابة إهانة لهم و فاتهم أن أمريكا فعلا متفوقة عليهم و قادرة على التلاعب بهم و إيهامهم بما تشاء و قتما تشاء لأن الجميع يدرك جيدا ان بداية الحروب الامريكية تبدأ نفسيا من خلال وسائل الاعلام لتزرع في النفوس ما تشاء و من ثم تبدأ بالتنفيذ و دائما تنجح خاصة إن كان الضحايا يبرؤون ساحة امريكا .... و يلقون الإتهامات كما توحي لهم أمريكا و يضنون أنهم بارعون في رؤية الحقائق و قرائتها .....      

العملية جداً جداً بسيطة أن إنسان ذكي يستغل إنسان غبي......بتوافق و رغبة عارمة من الطرفين .....

و ما دام الغباء مُتَمَكِن من العقول فليس صعباً على الذكاء من أن يُنتِج دواعش بمسميات أُخرى ...

فكر كما تفكر أمريكا عندما تريد القضاء على أعدائها حينها تراها بوضوح و انها المسبب لمعاناتك ......  

و ربما للحديث بقية في مواضيع أخرى  ..................

عُذراً للإطالة .......

 

بعيدا عن بغديدا 5 آب 2017  

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6263 ثانية