قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 1353 | مشاركات: 0 | 2017-02-19 09:39:31 |

حلب تقف على قدميها من جديد

 

عشتار تيفي كوم - ابونا/

ها نحن في ثاني أكبر مدينة سورية، نجول وسط البيوت والشوارع المدمّرة. المشهد مؤلم للغاية، لكنه لا يمنع من تمييز بعض الأسباب التي تحمل على الرجاء. فالحياة تزهر، حتى تحت الأنقاض. أنقاض. وبيوت وشوارع مدمّرة على مدى كيلومترات طويلة. إنها المرحلة الأشد ألماً من جولتنا في سوريا، والتي تتطلب جهداً مضاعفاً لضبط المشاعر.

أهلاً وسهلاً بكم في حلب! تبدو اللوحة التي تنذر بالدخول إلى عاصمة الشمال القديمة، وكأنّها فكاهة. إن العلامات التي خلّفتها المعركة الدمويّة التي أدت، قبل عدّة أسابيع، إلى طرد قوّات المعارضة من حلب، لا تزال هي الجرح الأكثر وضوحاً في جسد هذه المدينة الكبيرة. ولكن حتى الحرب، لم تنجح في تدمير الإنسان. لقد وجدت وجوه السكان في حلب من جديد الإبتسامة، وبدأت المركبات بالتحرّك من جديد. شرع بعض التجار أيضاً بممارسة نشاطهم، وفي الليل، تلوح من بعيد الأنوار المنبعثة من نوافذ بيوت سكان حلب المضاءة. حركة السير تغلق من جديد المدينة، وزمامير السيارات ترفع صوتها كما في أي مدينة عربية تحترم تقاليدها.

ولكن، يكفي أن يميل المرء بطرفه قليلاً، كي يملأ عينيه بصور المباني التي أُفرِغَت من جراء سقوط القنابل والصواريخ عليها؛ والأطفال الذين يلعبون بمخلفات البيوت المدمّرة؛ والمسنين الذين يبحثون وسط الفضلات عما يأكلونه؛ والجنود المنهكين الجائعين، ينظرون بحسرة إلى ما تبقّى من "باريس الشرق الأوسط". والماء كالكهرباء ينقطعان ثم يعودان باستمرار. إن هذا كلّه يكسر الصمت المخنوق، الذي سادنا ونحن نتلمس طريقنا وسط بقايا شوارع الأحياء التي مررنا بها. من يعلم كم من الوقت يحتاج الأهالي لإعادة إعمار مدينتهم... من يعلم قدر العمل الذي يجب القيام به للتخفيف من ألم من فقدوا نسائهم وأولادهم وبيوتهم وأقاربهم الأعزاء عليهم.

حتى الأموات لم يعرفوا السلام وسط هذه الحرب. رافقنا كاهن رعيّة اللاتين، الأب ابراهيم الصبّاغ، إلى المقبرة، حيث أرانا قبوراً لأشخاص أجسادهم مكشوفة تماماً. وأوضح لنا قائلاً: "لحسن الحظ، لم تحدث أية أعمال تدنيس في المقابر، لكن كثيراً من اللصوص جاؤوا يسرقون ما ألبس به الأهالي أجساد موتاهم ساعة الدّفن."

في هذه المقبرة المدمّرة، يعمل شاب سوري، اسمه طارق، على اعادة طلاء الكنيسة التي دمّرتها القنابل. توجّهنا معه، يرافقنا أيضاً المهندس طوني، سيراً على الأقدام، لزيارة بعض البيوت التي دمّرتها القنابل وقد تمّت إعادة ترميمها بفضل المشروع الذي تدعمه جمعية الأرض المقدسة (pro Terra Sancta). يبدو الهدف من هذا المشروع طموحاً إلى الغاية، إذ يتطلّع إلى تمكين 29 عائلة من العودة للسكن في بيوتها، "وبهذا يتم تشجيع من هربوا من البلاد للعودة إليها".

يتم العمل باستمرار في رعية القديس فرنسيس. لا يزال بامكان الأشخاص الذين ليست لديهم الإمكانيات الكافية، الحصول على الماء الصالح للشرب من الأبيار. تنطلق في كل دقيقة عدّة حافلات محملة بالماء لتوزيعه خارج حدود حيّ العزيزية. أما يوم الخميس، فهو مخصّص لتوزيع الحزم الغذائية. وفي المركز المخصص للإستقبال، التقينا ببشير، وهو طفل له من العمر خمسة أعوام. اختفى والده في مكان ما ووالدته لا تعمل. أملُها الوحيد في البقاء مع ابنها على قيد الحياة، هي تلك المساعدات التي تزوّدهما بها الرعيّة أسبوعيّاً. بشير هو طفل خجول، لكنه يبتسم عندما يرانا. ومثله الكثيرون ينتظرون دورهم في الصالة. تعطى لكلّ شخص حسنة يستخدمها لشراء ما يحتاج إليه من الغذاء والدواء. ولكن قبل ذلك، يدعو الأب ابراهيم الجميع إلى المحافظة على لحظة من الصمت يصلّون خلالها من أجل عطية السلام التي تنتظرها سوريا منذ سنوات. فالخبز مهم، لكنّه ليس كل شيء.

في مشفى القديس لويس، التقينا بالطفلة جودي مع أمّها. لجودي من العمر 11 عامًا، وقد أصيبت بشظيتي قنبلة أصابتا رأسها وألحقتا ضرراً بالدماغ. أغلب الظنّ أنها لن تخرج من الغيبوبة العميقة التي ترقد فيها. تفتح ثم تغلق أجفانها. أمها، وهي مسلمة، تنظر إلى أيقونة العذراء المعلّقة على الحائط. وعندما يرسم ابراهيم اشارة الصليب على جبين الطفلة الصغيرة الناصع البياض، تلتفت الأم مبتسمة لطفلتها. فأهلاً وسهلاً بكم في حلب، حيث الأمل والألم متلازمان ويصعب الفصل بينهما، لكن الحياة قد عادت. أخيرًا، ولكن بعد زمن متأخر، بعد زمن متأخر جدًا.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6474 ثانية