يحتفي اليوم المشهد الثقافي السرياني و الوطني معاً بصدور العدد 23 من مجلة الكاتب السرياني بعد غيابها القسري عن الساحة الثقافية العراقية لعقدين من الزمن بسبب نهج فرض الفكر الواحد والحزب الواحد و التضييق الجائر الذي تعرضت له الثقافة والمثقف العراقي بشكل عام والمثقف السرياني والثقافة السريانية بشكل خاص في عهد النظام البائد الذي عمل بشكل مبرمج ومنهجي على تشويه و تحريف هذه الثقافة النهرينية الاصيلة، إن بشرى استئناف صدور الكاتب السرياني اليوم يجسد إرادة التضامن الواعي في الوسط الثقافي الوطني، في الوقت الذي تتعرض فيه الثقافة و ومؤسساتها الوطنية الحرة ومنذ عام 2003 الى محاولات شرسة لفرض هيمنة المؤسسات الرسمية الحكومية عليها والتعمد بحرمانها من استحقاقاتها المادية في محاولة لفرض الوصاية عليها من قبل أشباه المثقفين و مرتزقتها لتركيعها ولتقزيم دور المثقف في تنوير المجتمع و حرمانه من ادواته في صنع الجمال وألابداع.
حقا انها لفرحة عميقة ان يتزامن صدور الكاتب السرياني مع الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية الباسلة بكافة تشكيلاتها و فصائلها الوطنية و هي تحرر ارض الوطن الطاهر من براثن صانعي الشر و التوحش، ومنها تحرير المدن والبلدات التاريخية في نينوى وسَهلها الفسيح، الذي يقطنه ومنذ قدِم التاريخ الشعب السرياني النهريني الاصيل، الذي يستمد أصالته من مشارب ثقافته المتجذرة بأعماق الميثولوجيا البابلية الاشورية ومن قبلها الاكدية والسومرية وانجازاتها الحضارية.
مما لاشك فيه ان انتعاش وتعافي الثقافة السريانية وهي تداوي جراحاتها ببلسم المثقف العراقي سيُثري تنوع المشهد الثقافي الوطني ويعمق من أنسَنته و إبداعه، و يجسد اروع قصص في التلاحم والتضامن في وطن يمزقه التشتت بسبب لوثة الطائفية و المحاصصة المقيتة وطاعون الفساد.
وإن المكتب السرياني في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، بتبنيه مشروع استئناف وإدامة صدور مجلة الكاتب السرياني، يسجل صفحة جديدة مشرقة في سفره الوطني و مسيرته الثقافية رغم كل التحديات، هكذا يصنع المثقف العضوي قيم التعايش المشترك و السلام والمواطنة.
من المؤكد ان المثقف السرياني ومنه الشاعر والكاتب والباحث المهجر سيتجاوز جراحاته و عذاباته و انكساراته ليسطر بيراعه قصائد وقصصا وحكايات بطهر الخبز العراقي وعذوبة نهريه دجلة والفرات وحلاوة تمره وحنان ترابه الممزوج بحنان الامهات الثكالى وبسفر حضاراته المشرقة.
أذ نعلن اليوم بأن المجلة ستبقى منبرا للفكر النير الابداعي وهي تستقبل على صفحاتها نتاجات و مشاركات الادباء والكتاب، راجين ان تكون المساهمات بمستوى رقي المجلة ونهجها الوطني بخصوصيتها السريانية.
ونحن نحتفي اليوم بهذا الاصدار الاصيل لابد من استذكار بوفاء وبفخر جهود كل الذين ساهموا في اصدار هذه المجلة عام 1984 من رئيس و هيئة التحرير و الاداريين والكتاب والداعمين و بفخر نذكر منهم افرام جرجيس الخوري , منصور روئيل زكريا , زيا نمرود كانون , ميخائيل مروكل , بنيامين حداد , ايشو القس عوديشو , بنيامين يوسف , يونان صليوا , ابرم شبيرا , يونان هوزايا , شموئيل ايرميا , بولص شليطا ملكو، والقائمة تطول .
هكذا و رغم كل التحديات ستبقى مسيرة الكاتب السرياني سفراً يرفل بألق الحاضر و اشراقة المستقبل.
rawand-gorgis61@hotmail.com
بولص شليطا | اتحاد الادباء العراقيين | 2017-01-25 01:49:54 تحياتي,وتهنئتي بصدور العدد الجديد من مجلتنا الفصلية السنوية )الكاتب السرياني(ܣܦܪܐ ܣܘܪܝܝܐ) والعدد الاخير الذي صدر كان العدد ٣٢لعام ٢٠٠٢ والمفروض العدد الجديد ياخذ الرقم ٣٣ لعام ٢٠١٧ وسبب توقفها كان التغيير الذي حدث عام ٢٠٠٣ والاتحاد العام لم يكن يرغب في اصدارها بسبب المال؟ والان ربما استطاع الاتحاد باعادة اصدارها اسوة بمجلات الاتحاد الاديب العراقي والاديب الكردي والاديب التركماني والاديب السرياني،نتمنى لمكتبنا واتحادنا العمل على اصدار مؤلفات الادباء، باستمرار لرفد مكتبنا بالكتب والمؤلفات لاغناء مكتبتنا بهاCEG8G |