تخلی القاعدة عن داعش هل ينذر بقدوم جيل جديد من الارهابيين أکثر تطرفا وعنفا ؟

عشتار تيفي كوم- ارنا /

 الخطاب الملفت للنظر الذي القاه زعيم تنظيم القاعدة الارهابي (ايمن الظواهري) ضد تنظيم داعش الارهابي بقيادة (ابو بكر البغدادي) علي مشارف انطلاق العمليات المصيرية في الموصل و حلب ، التي يؤكد الخبراء بانها ستكون نهاية داعش، واحتمال ظهور جيل جديد من الارهابيين التكفيريين في المنطقة والعالم .

الامر المسلم به والذي يتفق عليه المختصون بشؤون الارهاب، هو ان نمط عمليات تنظيم القاعدة الارهابي بدأ يتغير في عهد الاردني ابو مصعب الزرقاوي قائد تيار (التوحيد والجهاد) آنذاك، عندما كان السعودي (اسامه بن لادن) زعيما للقاعدة و قد اعطي الجواز الشرعي للزرقاوي كخليفته في العراق في 2004 ولكن الزرقاوي قام بتغيير نمط العمليات الارهابية التي كان تستهدف القوات الامريكية الي ذلك الوقت و تم تحويلها الي قتل الاهالي الابرياء تحت ذريعة اختلاف الانتماء الديني في العراق.
بن لادن وبعد اعطائه الشرعية لجرائم ابو مصعب الزرقاوي في العراق، قد انتهي دوره من رأي الامريكان وقد تم قتله في باكستان بعملية عسكرية مشكوك في امرها وتم رمي جثته في البحر، وبهذه الطريقة تكون القضية قد انتهت وتم محو جميع آثارها، ومنذ ذلك الحين تزعم المصري أيمن الظواهري تنظيم القاعدة الارهابي .
الظواهري وبعنوان الوريث لاسامه بن لادن اعطي المجوز الشرعي الثاني للجيل المسلح الجديد من نسل هذا التنظيم، هذا الجيل التكفيري الاكثر عنفا من سابقه، هو هذا الذي يعرف اليوم باسم (داعش) و في 18 آب / اغسطس 2014 اسمي ابو بكر البغدادي بعنوان (امير المؤمنين) ، و بعدها اعلان البغدادي عن التنظيم الارهابي 'داعش' وتشكيل الدولة الاسلامية في العراق والشام، وبهذه الطريقة شهدت المنطقة الاعلان عن ولادة الجيل المتطرف الجديد والاكثر عنفا من سابقه .
الان وبعد ان اصبح قطار تنظيم داعش الارهابي يقترب من محطته النهائية، اتخذ ايمن الظواهري موقفا من هذا التنظيم الارهابي، علي الرغم من ان الظواهري كان قبل هذا التاريخ بوقت قصير وقف في الخلافات التي اندلعت بين داعش وجبهة النصرة (احدى فروع القاعدة في سوريا) الي جانب جبهة النصرة، الا ان مااظهره في يوم الاثنين الماضي 22 / آب / اغسطس 2016 يعطي مؤشرا واضحا علي ان شرعية داعش بدأت في الافول حتي في محيط شركائه من المتطرفين، وهذا الامر دفع المختصين بشؤون الارهاب للاعتقاد بان موقف الظواهري الجديد هو تمهيد لظهور جيل جديد من الارهابيين .
وهناك تكهنات بان هذا الجيل الجديد سيكون اشد عنفا واكثر تطرفا من التنظيمات السابقة مثل التوحيد والجهاد بقيادة ابو مصعب الزرقاوي وشورى المجاهدين بقيادة ابو ايوب المصري، والدولة الاسلامية في العراق بقيادة ابو عمر البغدادي، واخيرا داعش بقيادة ابو بكر البغدادي،
الامر الذي لم يحضى بالاهتمام اللازم من قبل المختصين هو التغيير الجديد في جبهة النصرة احد فروع القاعدة والتي يتزعمها (ابو محمد الجوراني) وانضمام الاخير الي صفوف المعارضة السورية التي يأخذ شرعيتها من دعم الأمريكي لها، وقطع ارتباطه بالقاعدة وفتحه لجبهة جديدة اسماها (جبهة فتح الشام) وعلي هذا الاساس يخشي بعض المختصون من ظهور مجاميع ارهابية تكفيرية جديدة تكون اكثر عنفا، بل ويفسرون التغيير الحاصل في جبهة النصرة بمجيئ مجاميع ارهابية تكفيرية اشد تطرفا وعنفا تحت غطاء الشرعية الدولية وبحماية دولية امريكية واموال سعودية، وسيعمل هؤلاء بخطة جديدة وتحت غطاء المعارضة، وبعنوان مجاميع معارضة منضبطة .
عدم تعليق ايمن الظواهري علي انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة في سوريا، بالوقت الذي شن فيه هجوما كبيرا وشديد اللهجة علي داعش وصل الي حد وصفهم بالمرتبطين بحزب البعث المنحل والمؤسسات والاجهزة الامنية الصدامية، واصفا ابو بكر البغدادي وانصاره (بأيتام صدام) .
احد المواقع الخبرية العراقية ذكر في اشارة لما قاله الظواهري ووصفه ارتباط داعش بحزب البعث المنحل، وذكره ابو بكر البغدادي زعيم عصابات داعش الارهابية في العراق باسمه الصريح وهو (ابراهيم البدري)، وتاكيده علي ان قيادات داعش هم جميعهم من اعضاء سابقون في حزب البعث العراقي المنحل .
وذكر موقع الجالية العراقية الخبري، ان اهم القيادات البعثية الداعشية التي تدير هذا التنظيم هم :
- ابو بكر البغدادي، واسمه الحقيقي (ابراهيم البدري) ويكنا سابقا (ابو دعاء)، والذي كان يمارس نشاطاته في الجامعات العراقية في زمن النظام البعثي السابق، وبعدها صار امام جماعة جامع احمد بن حنبل في سامراء، وبعد ذلك اختير لامامة احد الجوامع في بغداد، وتم القاء القبض عليه واعتقاله من قبل القوات الامريكية في كانون الثاني 2014 لمدة 3 سنوات وبعد اطلاق سراحه قام بتشكيل مجموعة مسلحة اسماها (جيش اهل السنة) وانضم الي القاعدة وصار يعرف بالرجل الثالث في اطار التنظيمات الارهابية المسلحة في العراق، ليخلف ابو عمر البغدادي بعد قتله ويصبح زعيما لهذه التنظيمات .
-ابو أيمن العراقي، ضابط مخابرات سابق في القوة الجوية العراقية في عهد نظام صدام، تم اعتقاله من قبل القوات الامريكية في 2007 وسجن لمدة 3 سنوات، وهو الان عضو المجلس العسكري في تنظيم داعش .
-ابو احمد العلواني، واسمه الاصلي وليد جاسم العلواني وهو من اعضاء الجيش العراقي السابق، وهو الان عضو المجلس العسكري لداعش .
-ابو عبدالرحمن البيلاوي، واسمه عدنان اسماعيل نجم وكنيته السابقة ابو اسامه البيلاوي وهو من اهالي الخالدية في الانبار، وتم اعتقاله من قبل القوات الامريكية في 26 كانون الثاني 2005، وهو احد منتسبي الجيش في عهد نظام صدام، وايضا هو الان عضوا في المجلس العسكري لداعش .
-حجي بكر، واسمه الاصلي سمير عبد محمد الخليفاوي وهو احد ضباط الجيش في النظام البعثي السابق ومسؤول ملف التسلح في العراق، كان سجينا في معتقل بوكا في البصرة وبعد اطلاق سراحه التحق بالقاعدة، وهو الان احد اهم القيادات في داعش
-ابو فاطمة الجحشي، اسمه الحقيقي نعمه عبد نايف الجبوري، وكان مسؤولا عن العمليات الارهابية في جنوب العراق، ثم انيطت به مسؤولية ادارة العمليات الارهابية في كركوك وشمال العراق .
الملفت للنظر هو ان من يطلع على هذه القائمة يجد ان جميع هؤلاء كانوا من المعتقلين بيد القوات الامريكية والبريطانية في العراق وجميع هؤلاء - بشكل مقصود او غير مقصود - كانوا سجناء في معتقل بوكا في البصرة وفي 2011 وخلال عملية تحويل الملف الامني للقوات العراقية وخروج القوات الاجنبية من العراق، تم بشكل عجيب اطلاق سراح هؤلاء ليلتحقوا بالمنظمات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة، ويكونوا النواة والقاعدة الاصلية والاجرامية للتنظيم الارهابي المتطرف الجديد داعش .
الاعتقاد السائد هو ان سكوت ايمن الظواهري علي قطع جبهة النصرة ارتباطها مع القاعده وهجومه علي داعش هو مفتاح لولادة جيل جديد من المتطرفين التكفيريين ربما يكون اكثر عنفا، ونهاية دور داعش في المنطقة، وعلي ما يبدو ان هذا الامر يحظي باتفاق دولي معلن .
وهذه التحولات هي مازالت في طور الاعداد في الوقت الذي مازالت فيه جملة من الحلقات المفقود والمتعلقة بالفترة الزمنية الممتدة من 2003 الي 2011 والتي تتعلق بولادة داعش ودور امريكا وبريطانيا والنظام السعودي في ولادة هذا التنظيم المتطرف، سرا لم يفصح عنه بعد .