مؤتمر التحالف وتهميش كوردستان

يعيش في اقليم كوردستان مايقارب الخمسة ملايين كوردي وكوردستاني ومعهم يعيش اكثر من مليونين نازح عراقي وعدد كبير من النازحين السوريين وتعمل البيشمركة على حماية خط يمتد مسافة 1050 كيلو متر من داعش داخل العراق، وكان لها الفضل الاول في الانتصارات التي تحققت على هذا التنظيم الجرم منذ اليوم الاول من احتلال العراق من قبل داعش، وقدمت من التضحيات اعداد كبيرة من الشهداء كما قدمت حكومة الاقليم ملايين الدولارات لأيواء الملايين من النازحين العراقيين وكان دورالبيشمركة فتاكا ضد الارهاب الداعشي عندما كان ابناء القوات المسلحة العراقية يهربون ( بالدشاديش )، كما استطاعت كوردستان بحكمة السيد الرئيس مسعود بارزاني ان تحول انظار العالم الذي كان بصورة مباشرة او غير مباشرة يدعم داعش بحجة ان المكون السني العربي في العراق مضطهد، وجعلته يقف ضد داعش ويشكل تحالفات لضربه والقضاء عليه ، وكل هذا كان بتوسل من الحكومة الاتحادية للاعتماد على البيشمركة في حماية بغداد وخصوصا المنطقة الخضراء ، وقد هرع اغلب اعضاء الحكومة والبرلمانيين في البداية لشراء البيوت والشقق في اربيل عاملين على التنسيق مع الحكومة في الاقليم لقبول هروبهم من داعش الارهابي الى الاقليم كونهم كانوا يعلمون بان حدود اقليم كوردستان قد صانتها البيشمركة ولم يستطيع الارهاب النظر اليها او التقرب منها.

كل هذا حصل في البداية وكان انهيار الجيش العراقي واضحا للجميع واليوم وبعد اكثر من سنتين من هذه الحرب الضروس واشتراك قوات شعبية شيعية من الوسط والجنوب بفتوى المرجعية، وتمكن الحكومة من اعادة هيكلة الجيش وظهوره بمظهر حامي الوطن ، بمساعدة اقليم كوردستان والتحالف الدولي نرى بان سياسة الحكومة الاتحادية تعود الى تهميش الاقليم ومحاولة ابعاده عن المحافل الدولية وبقرار من وزير خارجيتها الجعفري بتوجيه شوفيني عنصري من رئيس الوزراء العبادي الذي مازال اسيرا لحزبه وقائده المالكي وبخبث من بعض نواب نينوى امثال اللويزي الذي عمل ضد اهله في الموصل ومازال يعمل ، وكأن الاقليم خارج معادلة الحرب وهو يملك مئات الالاف من الابطال يحاربون داعش .

الى متى يتفهم العنصريين والشوفينيين من الحكومة الاتحادية بان لأقليم كوردستان حق وهو شريك اساسي في المعادلة السياسية العراقية  وليس تابع ، الى متى يفتهمون بان التهميش والاقصاء والتناسي للشريك يؤدي الى الخراب ويؤذي الشعبين الكوردستاني والعراقي ، الى متى يفهمون بان سياسات التهميش التي كانت تمارس في السابق ضد الكورد والكوردستانيين عفا عليها الزمن وعليهم تغيير نهجهم واسلوبهم في التعامل ...

الم يكن من الواجب عليهم في الاتحادية ان يعطوا الدور الاول للاقليم في الجلوس في مؤتمر التحالف الدولي الذي خصص للحرب ضد داعش، وهم يجلسوا في الخلف كونهم كانوا المسبب الاول في الظلم الذي حصل للمكون السني العربي وجميع المكونات الاخرى المضطهدة من الاخوة الايزديين والمسيحيين  في العراق.

 وكانت رسالة السيد الرئيس مسعود بارزاني خير موضح لتصرفات الاتحادية وهذا نصها :

((لقد قدم شعب كوردستان في الحرب ضد إرهابيي داعش، الكثير من التضحيات بشرياً وإقتصادياً، وإستطاعت قوات البيشمركة بتضحياتها تحطيم أسطورة داعش لتصبح القوة الرئيسية في مواجهة الإرهاب في المنطقة.

لكن وللأسف، لم يسمح وزير خارجية العراق بمشاركة وفد من إقليم كوردستان في مؤتمر دول التحالف ضد داعش الذي إنعقد في واشنطن، في حين أن إقليم كوردستان هو الطرف الأساس في الحرب ضد داعش، وللأسف أيضاً فإن الجهة المستضيفة للمؤتمر نفذت رغبة وزير خارجية العراق.

إنّ هذا المثال ومثله كثير من الأمثلة الأخرى تظهر بأنه من السهل ومن الممكن جداً إستسهال وتجاهل حقوق وتضحيات شعب كوردستان والتعامل معها بشكل غير لائق وربطها بقرارات ومزاجات الآخرين، إن هذا الأمر مرفوض برمته وغير قابل للقبول ولا يتناسب مع دور وموقع شعبنا، ولحل هذه المشكلة فإننا بحاجة ماسة إلى السيادة وعلينا أن نكون أصحاباً لقراراتنا.

وبعد كل هذه المآسي والتضحيات، نقف جميعاً اليوم أمام طريقين، إما أن نقبل بهذا الواقع وأن نقبل بأي قرار يتخذه الآخرون بدلاً عنَّا ويقرروا مصيرنا ومتى ما أرادوا إختلاق المشاكل لنا وأن نبقى تابعين وملحقين بهم، أو أن نتفق معاً على قرار مشترك وموحد وأن نخطو نحو الإستقلال، وبإذن الله وبالإعتماد على إرادة شعب كوردستان، سيظهر قريباً للجميع من يريد أن يبقى تابعاً ومن سيختار سيادة القرار))

ونحن كشعب كوردستان نطالب السيد الرئيس مسعود بارزاني والحكومة في اقليم كوردستان وجميع الاحزاب والافكار والتجمعات والمنظمات الجماهيرية والمكونات  ان يضعوا حدا لهذا التهميش والاقصاء باعلان الاستفتاء للاقليم للتخلص من الظلم الذي وقع علينا .