قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 945 | مشاركات: 0 | 2016-04-27 09:34:37 |

الطائفية القائمة بالعراق سادية المنهج والممارسة.... فإلى أين المسير؟

د. كاظم حبيب

 

 

على امتداد نشوء الحركات الإسلامية السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى امتداد الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية حتى الآن، تميزت بكونها تعتمد على أحد المذاهب في الإسلام، سواء أكانت شيعية، أم سنية، بواحد من مذاهبها الأربعة، على حسب البلد بأكثريته المسلمة السنية. وهذه الأحزاب التي قامت على أساس مذهبي، تميزت في الوقت ذاته بالطائفية السياسية، أي مارست التمييز إزاء أتباع المذاهب الأخرى، سواء أكانت في الحكم أم خارجه، لم تعترف يومياً بهوية المواطنة المتساوية والمشتركة، حتى حين تُجبر على تثبيت ذلك في دساتيرها الأساسية. فالممارسة تختلف تماماً عما هو مسطر لديها على الورق.

يمكن أن يتابع الباحث الفارق في ما بين هذه الأحزاب أو حكوماتها في مدى شدة ممارستها التمييز إزاء أتباع المذاهب الأخرى في الإسلام، إضافة إلى مدى ممارستها للتمييز الفعلي ازاء أتباع الديانات الأخرى. وليس هناك من بلد لم يعانِ من هذا الواقع المّر، إذ يشمل الدول ذات الأكثرية المسلمة والمتعددة المذاهب أو الديانات من غير الدول العربية أيضاً. والتمييز نجده في سياسات وممارسات الدول بسلطاتها الثلاث ومؤسساتها المختلفة، ونجده أيضاً بين الأحزاب القائمة وكذلك لدى الأفراد. ويمكن هنا ذكر السعودية وإيران وتركيا وسوريا والعراق ومصر ولبنان والسودان والأردن...الخ.

والعراق يعتبر واحداً من أكثر الدول ممارسة للتمييز إزاء اتباع الديانات الأخرى من غير المسلمين، وكذلك إزاء أتباع المذاهب الأخرى. وهي ممارسة تقوم بها سلطات الدولة الثلاث، وأحزابها وقواها السياسية الحاكمة، ومنظماتها، وتنظيماتها الميليشياوية الطائفية المسلحة، وكذلك انتشار ذلك في أوساط المجتمع.   

والطائفية القائمة بالعراق ذات منهج وممارسة تتسمان بعقلية التمييز وروح الانتقام في التعامل اليومي والسادية الجامحة والرغبة الشديدة في إقصاء الآخر. ومناهج الأحزاب الإسلامية السياسية تقوم على هذا الأساس في الواقع اليومي، وهي بالتالي تتنكر فعلياً لهوية المواطنة الحرة والمتساوية والشراكة بالوطن، حتى وأن لم تقلها، فهي تمارسها يومياً. وفي هذا انتهاك صارخ للائحة وشرعة حقوق الإنسان. ومثل هذه الممارسة لا تقود العراق إلى التمزق والتبعثر والصراع حسب، بل وإلى النزاعات الدموية التي ينبغي التصدي لها وإفشالها. وغالباً ما يتعكز الطائفيون بالعراق بالسلوك الطائفي للنظام السابق، وكأن أبناء السنة مسؤولون عن الحاكم السني الطائفي أولاً، وكأن الخطأ لا بد أن يقابل بالخطأ ايضاً، ليدمر البلاد وشعبها. فالطاغية صدام حسين لم يمثل السنة ابداً، والخطأ لا يقابل بالخطأ، بل بإزالة آثار ذلك الخطأ، من خلال الممارسة الإنسانية الصادقة في ما بين أتباع الديانات والمذاهب والقوميات، والابتعاد التام عن ممارسة التمييز وكل السياسات التي تقود إلى الموت والخراب والدمار والتدهور الحضاري.

لقد أكد رئيس الوزراء العراقي بأنه "مستعد على الموت في تصديه للطائفية"، أي إنه غير طائفي. ولكن، ها هو يقترب من عامه الثاني في السلطة والطائفية والفساد في تفاقم مستمرين، وعلى يد ذات الحزب الذي ينتمي إليه ويحتل فيه موقعاً قيادياً، ونفس التحالف الطائفي الذي ينتسب إليه والذي كرس الطائفية بالبلاد. فأين هي مصداقية قول رئيس الوزراء إنه مستعد للموت في مواجهة الطائفية؟ ليست هناك مصداقية الادعاء بأنه مستعد على الموت في مواجهة الطائفية!! الأعمال هي الأساس ولي الأقوال!

إن التقارير الكثيرة التي لم تصدر عن منظمات وأحزاب بعثية أو إسلامية سنية، بل عن جهات مستقلة حقاً، وعن منظمات مجتمع مدني مستقلة، وعن أحزاب وطنية لا تعترف بكل أشكال التمييز، تؤكد كلها على الدور المشين للميلشيات الطائفية الشيعية المسلحة وقادتها في المحافظات ذات الأكثرية السنية، وفي مجموع العراق. وكنموذج على ذلك نورد محافظة ديالى بشكل خاص، ولكن لا يتسثنى من هذا السلوك الشائن والسادي واللصوصي الذي يعاني منه سكان المحافظات الأخرى ذات الأكثرية السنية أو أبناء السنة في المحافظات ذات الأكثرية الشيعية. وعلينا أن نتذكر ما عاناه المسيحيون والمندائيون من ملاحقات وتهديدات وتشريد وقتل وتهجير وسيطرة على دور السكن والمحلات التجارية خلال الفترة الواقعة بين 2004-2008، وما بعدها أيضاً، على أيدي المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة. ومشاركة المليشيات الطائفية السنية المسلحة في المواجهة وممارسة الطرفين للقتل على الهوية الدينية والمذهبية. إن النظام السياسي القائم بالعراق نظام سياسي طائفي مسخ، يستند في استمرار وجوده ونشاطه إلى المحاصصة الطائفية. وهي المصيبة الكبرى التي وضعت العراق في هذا الموقع المشين. وإزالة الطائفية تتطلب وحدة الشعب ووعيه بما هو عليه الآن ودور أبنائه وبناته المخلصين الذين يدركون عمق المستنقع الذي وضعوا الطائفيون العراق فيه، والذي يمكن أن يغوص ف هذا المستنقع أكثر فأكثر.

إن وحدة الشعب العراقي بكرده وعربة وكلدانه-آشورييه-سريانه وتركمانه، وأتباع كل الديانات والمذاهب، هو الطريق الوحيد للخلاص مما هو فيه الآن، للخلاص من الطائفية المقيتة وقادتها المناهضين للهوية الوطنية ومبدأ المواطنة، الخلاص من القتل المستمر أو التهديد بالقتل أو تجريف البساتين والحقول أو السيطرة على دور سكن الناس وممارسة التطهير العرقي، كما يجري اليوم في محافظة ديالى، حيث توجد المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة لعصائب الحق وبدر وحزب الله وغيرها. إنها مأساة العراق ومهزلته الراهنة.

في الوقت الذي يكافح الشعب ضد جرائم داعش، ترتكب جرائم باسم مناهضة داعش ضد قوى مناهضة لداعش في ديالى وفي غيرها. إن كسب المعركة ضد داعش، يستوجب كسب المعركة ضد الطائفية ومحاصصاتها المذلة للشعب العراقي، ضد الأحزاب الإسلامية السياسية التي تتشبث بالطائفية منهجاً لها وممارسة فعلية. إنها سوف لن تنتصر، ولكن لكي تنكسر وتختفي، ستقود إلى موت الكثير من الناس، وإلى خراب وبؤس وفاقة البلاد وشعبها.                    










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6165 ثانية