يبدو ان صرخة البطريرك مار لويس ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق و العالم التي أطلقها و دعى خلالها الى ضرورة الحفاظ على ممتلكات المسيحيين قد وصلت الى عنان السماء و لم تصل الى المنطقة الخضراء التي يتحصن فيها اصحاب القرار و النفوذ و من الواضح ان مسالة السطو و الاستلاء على العقارات و هدم الأديرة و الأماكن التراثية قد وصل لدرجة في غاية الخطورة مما حد بهذا التحرك السريع الذي لم يكن الاول من قبل البطريركية الكلدانية التي تحاول بشتى الطرق و الوسائل إنقاذ ما يمكن انقاذه وسط تعتم واضح و مقصود من قبل جهات نافذة على كل الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين و اخرها محاولة طمس الهوية الكلدانية عن طريق جريمة منظمة ساقتها و تشرف على تنفيذها جهات لها اليد الطولى بكل ما حدث و يحدث في العراق.
و لا يمكن تجاهل التقاعس الواضح من قبل اصحاب القرار في وقف و محاسبة المتورطين في جريمة الاعتداء و الاستلاء على املاك و عقارات المسيحيين و ما صرخة سيدنا البطريرك الاخيرة الا محاولة لردع هذة المحاولات و اعادة النظر في السياسات المتبعة من قبل مليشيات الأحزاب و العصابات المنظمة و العمل بجدية و حيادية لإعادة ما تم سرقته و يبدو ان هناك تجاهل و تقاعس بل و عدم التعامل مع هذه المحاولات و الصرخات بحجم خطورتها و أهميتها بالنسبة لنا من قبل الجهات النافذة و هذا ما يشجع و يسهل من مهمة هذه العصابات فيما يخص ترهيب و تخويف المسيحيين في ترك بيوتهم و ممتلكاتهم و هنا يكمن البيت القصيد ، و عليه ارى أنه من الضروري جدا أخذ صدى هذه الصرخة و المحاولة بأكثر من الجدية و عدم ترك البطريرك الشجاع وحيدا في ساحة المعركة و على كل احزاب و منظمات شعبنا الالتفاف حول البطريرك و العمل بيد واحدة لمواجهة و محاربة هذا المشروع المنظم من قبل جهات معروفة للجميع تهدف الى تهجير و افراغ العراق من سكانه الأصليين و بعكسه فان المجهول هو ما ينتظر مستقبلنا و اعتقد انه حان الوقت لكي نسلك الطرق الصحيحة و نطرق الأبواب المعنية و المؤثرة سعيا لإيجاد حلول جذرية و ملموسة على ارض الواقع تتناسب مع حجم الجريمة و معاقبة المتسببين بها بعد ان بات واضحا ان صوت و صرخات البطريرك لم تجدي نفعا و لم تهز ضمائر و عروش المتحكمين و المتسلطين و المؤتمنين على حياة و ممتلكات الشعب بل يبدو ان كل المحاولات السابقة قد مرت مرور الكرام امام اعين و أنظار المنتفعين اصحاب الاقنعة المزيفة ممن هم فعلا شركاء بكل الجرائم التي أدت الى ما اصابنا و مزق تاريخنا و تراثنا.
و من غير المعقول ان يستمر هذا الاستخفاف و الاستهتار بمشاعر المسيحيين دون رادع و عقاب خاصة و اذ ما علمنا ان معظم تلك الجرائم تمت و تتم بمعرفة و مباركة الجهات الأمنية و القضائية و عن طريق التحايل و التزوير المتفشي في كل دوائر الدولة و مؤسساتها و تحت تهديد السلاح في احيان اخرى .. و لطالما طرق ابينا البطريرك أبواب المرجعيات الدينية داعيا لصد ظلم هذه الجماعات و ردعها و وضع حد لاعتداءاتها دون ان يجد اذان صاغية و نيات صادقة لمحاربة تغولها و لا يمكن باي شكل من الأشكال ان يقلل هذا الصمت و التجاهل و الاستعلاء على مطالب و نداءات سيدنا البطريرك من عزيمته و اصراره لإعادة املاك و عقارات المسيحيين ووضع حد لكل هذه التجاوزات التي تهدد التعايش السلمي بين جميع اطياف الشعب العراقي ، و هو في نفس الوقت يؤكد باليقين ان الطبقة الحاكمة في العراق لا تؤمن بالحريات و لا تعترف بنظريات و فلسفات النظم الديمقراطية الحديثة بل هي طبقة تُمارس القوة لإخضاع الضعيف و استباحة أمواله و ممتلكاته .