كثيرة هي الكتابات والاناشيد والقصائد التي يكتبها الكتاب من اجل معالجة الماساة التي يفرضها الواقع علينا ولكن بدون امل؟ ما هو المطلوب من الكاتب ان يفعله بالكلمات والقصائد في هذا الواقع المفروض علينا، اين هي القصائد والقصص والمسرحيات والروايات والكتابات الاخرى التي توثقها من اجل الدراسة وايصال النداء الى كل مفكري العالم لايقاظهم من غفوتهم التي مرت عليها مئات السنوات والى اليوم،،،،
الم يكن الامريكان والانكليز والفرنسيين والروس ايضا شاهد اثبات على مجاذر التي حدثت امام اعينهم؟
ماذا فعلوا سوى فتح الطرق لدخولهم في شؤون هذه الدول بحجة الدفاع مسيحي تركيا وايران؟
هل استطاع كتابنا ان يكتبوا نصا يوثق هذه الماساة من التشرد والتشتت والقتل والتهجير في نص يتطلع عليه الاخرون كما فعل الكتاب الارمن في قصائدهم ورواياتهم مثل رواية ( قافلة الموت) للكاتبة ربيكا ملكيان............
نعم هناك عشرات من النصوص الابداعية عن الألم والتشرد الذي اوثقه بعض من الكتاب في هذا المضمار والتي مع الاسف لم تصل الى المستوى الابداعي لرسم صورة او لوحة لتشرد الفرد والامة من ارضه التاريخية الى وادي الموت....
وعليه يتطلب تشكيل جبهة ثقافية لجمع ما كتبه الادباء والكتاب من اجل توثيق بعضها التي تشخص الماساة والتشرد منذ مسيرة الموت من هكاري الى اورميا ومنها الى بعقوبة والى سوريا ودول العالم في روسيا وامريكا وغيرها من دول العالم..
واليوم تقع المسؤولية على الكتاب الذين عاشوا هذا التشرد من الموصل وسهل نينوى ومنهم الروائي هيثم بردى والكاتب النشط سعيد شامايا مسرحيا والشعراء شاكر سيفو وزهير بردى ووعد الله ايلينا وكريم اينا وبهنام عطا لله وغيهم وهم الذين عانوا من التشرد واستطاعوا ان يعبروا عن الاحداث التي مرت عليهم وشردتهم الى اماكن اخرى وتركوا بيوتهم ومكتباتهم وعوائلهم واصدقائهم وذكرياتهم خلف ظهورهم وتشردوا كالقطيع بدون راع حكيم.
الم يفكر السادة الكتاب ما هي الاسباب التي تتكرر منذ عام الى اعوام..
في كل يوم نقرأ عشرات من الكتابات التي تثرثر عن التسميات والكنائس والاحزاب الطائفية وعن التراث وغيرها ولكن مع الاسف لم تستطع تشخيص دقيق عن الاحداث وتوحيد الامة والخطاب الثقافي والسياسي الواحد لتعريف العالم باننا كنا امة واحدة لاتفرقنا الاحزاب ولا الطائفية المقيته بل تدعوا الى توحيدنا لكي نكون كما كنا في السابق ذات امة موحدة لها تاريخ واحد وتراث خدم الانسانية وما زالت لوحات مكتبة اشور بانيبال زادا للمعرفة والبحث والترجمة تتحدث عن تاريخنا وحضارتنا التي يحاول البعض تشويها ولكنها تبقى شاخصة امام العالم بان تلك الامة العظيمة لا تنجب الا هذه الامة التي فرقتها الكنيسة والطائفية والاحزاب القبلية والتي تكاثرت ولم تفكر يوما بان تتوحد لقيادة الامة الى شاطيء السلام...
الان واكثر من الامس قد وعت شعوب العالم بحرية وحقوق القوميات الصغيرة واقيمت المؤتمرات عن حقوق الانسان وشخصت الاسباب التي تعيشها هذه الشعوب تحت رحمة الحكومات القومية العنصرية والطائفية والاسلام السياسي الذين يحاولون تمزيق نسيج الشعوب التي عاشت الاف السنين مع بعضاها البعض بالمحبة لبناء دولهم من اجل العيش بسلام وامان، ولكن الخريف العربي الذي استفاد من الثغرات في بعض الدول الضعيفة والطائفية استطاع ان يبني اعشاشه ويستفاد من التهميش الذي عاشته بعض المكونات القومية والوطنية وترفع رؤوسها للتخريب وتدمير بلدها الذي لم يستطع تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية والسياسية لهم
واستطاعت دعوة الدول الاجنبية للدخول وتحويل المشاكل الى حروب بعضها ببعض ليستفاد الاجنبي ويخسر المواطن ويتشرد من بلداته ويكون تحت رحمة الخوف والتشرد في وطنه الام، ان ما يعيشه الشعب العراقي والسوري من التدخلات الاجنبية وعصابات المجرمة من دواعش وغيرها
ويدفع شعبنا الاشوري فيهما الثمن من دماءه وارضه وممتلكاته ويتشرد نحو اصقاع العالم يطلب الامان من الدول التي هي السبب الاول والاخير من تشرده وهي الحكومات الطائفية في العراق وسوريا ودول الاجنبية بتدخلها من اجل مصالحها فقط وليس في مصلحة شعبي العراق وسوريا....
واليوم تمر مائة عام من المجاذر والتشريد والتهجير من منطقة الى الاخرى ،ماذا فعلت قيادتنا السياسية والكنائسية وكتابنا من اجل انقاذ الاحفاد من ضريبة الاجداد في التشرد والهجرة؟
هل استطاعت ان ترسم خارطة الطريق لانقاذ امتنا من هذا الوضع المؤسف الذي نعيشه، هل اعادت النظر بالطريقة التي يمكن تصحيحه الى الخلاص وتشكيل الطريق الجديد والممر الامن الى مستقبل الامة في اراصيه التاريخية؟
واخيرا ايقظ الاتحاد الاوروبي الحلم لهؤلاء المشردين بايجاد الملاذ الامن وتحت الحماية الدولية في سهل نينوى من المسيحيين واليزيدين وغيرهم وتحقيقها يتطلب الجهود الكبيرة من السياسيين والكنيسة وما زال صدى لكلمة مار ساكو في الامم المتحدة صداه يتنقل عبر الاثير والامم حول الموضوع..هل تحركت جحافلنا في كل المحافل الدولية من اجل دفعها الى امام لتحقيق الاستقرار لابناء امتنا مع جيراننا العرب والاكراد والتركمان واليزيدين والشبك بوطن امن وتشكيل حكومة مدنية بمشاركة الجميع فيها ليستبد الامان والسلام للشعوب التي احترقت بنيران الطائفيين ....
ان تشكيل جبهة سياسية واحدة وثقافية ايضا سوف يعزز المسيرة لشعبنا في ارض الاجداد هو الافضل من التشرد الى دول العالم
20/4/2015..