دأبت تنظيماتنا ومؤسساتنا القومية والاجتماعية والخيرية وابناء شعبنا الكلداني
السرياني الاشوري في الوطن والمهجر سنويا في السنوات الماضية الاحتفال بالعيد
القومي لشعبنا وامتنا رأس السنة البابلية الاشورية اكيتو بأعتباره اعظم واقدم
الاعياد القومية والوطنية والدينية في بلاد ما بين النهرين بل وفي العالم
حيث يسبق الاعياد القومية الصينية والفارسية والتركية والذي يصادف في الاول
من نيسان من كل عام وذلك بتنظيم مراسم وكرنفالات ومسيرات احتفالية جماهيرية بفرح
وبفخر واعتزاز احتفاءا بهذا العيد القومي التاريخي المجيد والذي كان اجدادنا
العظام تحتفل به على مدى اثني عشر يوماً في طقوس مهيبة ورائعة احتفاء
بتجدد الطبيعة وبدأ حياة جديدة وعام جديد
وكانت تنظيماتنا ومؤسساتنا القومية بمسيراتها السنوية في الوطن تحتفي بأكيتو حيث
تضاء شموع الفرح في البيوت وتنثر الزهور في كل مكان وتنشد الأغاني والأهازيج
القومية والوطنية والتراثية ويكتسي ابناء شعبنا الحلي والملابس القومية
والفلكلورية والتراثية لإحياء احتفالات اكيتو وللتواصل بين الماضي والحاضر فأكيتو
هو الشريان الحيوي الذي يربطنا بجذورنا الاولى في أرضنا الخالدة ما بين
النهرين والذي يرمز ضمن معانيه ودلالاته إلى تجدد الحياة والممتد بجذوره إلى عمق
تاريخ شعبنا في الوطن عيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية اهم مناسبة قومية
عظيمة لدى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر لما تحمله من مدلولات
ومضامين قومية ووطنية وتاريخية وحضارية وتراثية وانسانية تؤكد على أصالة شعبنا على
أرض النهرين الخالدة
تنظيماتنا ومؤسساتنا وشعبنا يحتفي بأكيتو كتقليد سنوي للتعبير عن الانتماء القومي
والتاريخي والحضاري والوجداني لأبناء سومر واكد وبابل وآشور لأرضهم ووطنهم
فاحتفالات أكيتو تحمل كل المعاني والمدلولات الوطنية والقومية والسياسية
والإنسانية لشعبنا في التعبير عن هويته ووجوده وإصراره على العيش بتآخي ومحبة إلى
جانب أشقائه وشركائه من كل مكونات العراق وعودة العيد القومي اكيتو لهذه السنة
(اكيتو 6765) عودة حزينة ومؤلمة (عيد بأي حال عدت ياعيد) لتزامنه مع استمرار سيطرة
تنظيم داعش الارهابي على ارض بلداتنا التاريخية في سهل نينوى والظروف الاقتصادية
والنفسية والانسانية المؤلمة والمأساوية والصعبة والمعقدة التي يعيشها ابناء شعبنا
المهجرين قسرا الى الاقليم وبعض اجزاء الوطن بشكل خاص وكل المهجرين من المكونات
الاخرى من الشعب العراقي بشكل عام وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - اغلب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي المهجر قسرا من الموصل
وبلداته في سهل نينوى من قبل عصابات داعش يستقبل عيدنا القومي اكيتو هذه السنة
2015 وهم بأسوء حال وفي حزن عميق ويسكنون ويعيشون موزعين على قاعات الكنائس والخيم
والكرفانات وقاعات بعض الجمعيات وابنية بعض الاندية الرياضية وبعض المدارس وهياكل
بعض الابنية قيد الانشاء وغيرها في اقليم كوردستان وبعض المحافظات العراقية بشكل
غير لائق بهم كشعب اصيل واصحاب الارض والدار وبعيدا عن كنائسهم واديرتهم ومساكنهم
وارضهم واعمالهم في الموصل وبلدات سهل نينوى تاركين ورائهم اعز ما يملكون ولم يبقى
لهم الا الماضي والذكريات الجميلة التي لا يمكن نسيانها ابدا
حيث اصبحوا مشردين ومهجرين رغما عنهم ينتقلون من مكان لاخر في ظروف مناخية
وانسانية واجتماعية قاسية في ظل غياب اي دور فعال ومهم للحكومة العراقية في
ايوائهم ودعمهم ماليا ونفسيا وانسانيا وصحيا وتعليميا وضعف وخلل واضح في تدابير
منظمات الاغاثة الدولية والمجتمع الدولي وقلة الموارد المالية والمستلزمات
اللوجستية لدى حكومة اقليم كوردستان لان الاقليم استقبل اكثر من مليوني نازح من
سوريا والعراق (نينوى - الانبار - صلاح الدين - ديالى - كركوك - بغداد) وغيرها
وفشل احزابنا وممثلينا العشرة في برلماني العراقي والاقليم في التعاطي مع ازمة
نازحي شعبنا
2 - اغلب ابناء شعبنا المهجر قسرا تعب واصيب بالاحباط وخيبة الامل وفقدان الثقة
بالمستقبل المجهول ويفكر بالهجرة خارج الوطن ولم يعد يشعر بطعم العيد القومي لان
الفرح غادرهم منذ تهجيرهم من ارضهم ومساكنهم واعمالهم ويطلقون الاهات والحصرة وهم
يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء بعد ان جردوهم اوغاد داعش من كل شيء حتى بات
مهاجرا ونازحا وأين في وطنه !! وهل هناك أصعب من اللجوء والنزوح في الوطن ؟ شعبنا
المهجر قسرا من الموصل وبلدات سهل نينوى يعيش واقعا مريرا ومؤلما ويبلغ تعداده
اكثر من 150 الف انسان مهجر أصبحوا مجرد أرقام في السجلات الخاصة بالنازحين
بانتظار العودة بكرامة وكبرياء الى منازلهم وارضهم واعمالهم سالمين لكن متى ؟ وكيف
؟ خاصة ونزيف الهجرة للخارج بين صفوف ابناء شعبنا اصبح يهدد مستقبلنا ووجودنا
القومي والديني والتاريخي في الوطن بشكل مخيف وخطير وغير مسبوق
3 - ازاء ما تقدم وتضامنا مع المهجرين قسرا من ابناء شعبنا في الوطن بشكل خاص
والمهجرين قسرا من كل مكونات الشعب العراقي بشكل عام اقترح على تنظيماتنا
ومؤسساتنا وابناء شعبنا في الوطن والمهجر بألغاء احتفالات ومسيرات اكيتو القومية
لهذه السنة ومهما كان حجمها صغرت أم كبرت لان الاحتفال الحقيقي بأكيتو وبكل
الاعياد حتى الدينية منها لن يكون لها اي طعم وقيمة الا بتحرير كافة بلداتنا
وارضنا التاريخية في سهل نينوى من دنس داعش الارهابي وعودة كريمة وامنة لشعبنا
اليها معززا مكرما وساعتها يكون لنا عيد حقيقي نحتفل به مجتمعين في ارضنا
التاريخية وكلنا ننتظر ذلك اليوم المجيد بلهفة لذلك علينا جميعا اليوم الوقوف مع
المهجرين والنازحين من ابناء شعبنا في الوطن ماديا ومعنويا ونفسيا وانسانيا وقوميا
ودينيا للتخفيف عن معاناتهم وهمومهم لان اجواء الفرح والعيد مغيب عنهم تماما لان
جروحهم ومأساتهم عميقة تحول دون الاحتفال بالعيد عيد بأي حال عدت ياعيد
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com