إضاءة الكاتدرائيات والكنائس الكاثوليكية بلون الدم تضامناً مع المسيحيين المضطهدين في يوم الأربعاء الأحمر      تحت رعاية المرصد الآشوري .. نورشوبينغ تستقبل أول معرض مشرقي للكتاب في نهاية شهر نوفمبر      اللجنة المنظمة لمهرجان "عنكاوا كريسمس" تلتقي محافظ أربيل      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل صاحب القداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس      احياء المجلس الراعوي لأبرشية بغداد      الكاتب لورنس نادر مخو يزور قناة عشتار الفضائية في دهوك      رسالة من اساقفة الكنيسة في عنكاوا- اربيل بخصوص التعداد السكاني      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القائم بأعمال القنصل العام لجمهورية أرمينيا في أربيل      قداسة البطريرك افرام الثاني يبارك العيد الستين لتأسيس فوج مار أفرام السرياني البطريركي الكشفي بدمشق      البطريركية الكلدانية تدعو الى مشاركة كثيفة في التعداد العام لسكان العراق      بعد ماكدونالدز.. الجزر يتسبب بوفاة واحدة وعشرات الإصابات بأميركا      مسؤول في حكومة إقليم كوردستان يختبر أول نظام "ستارلينك" للإنترنت في أربيل      بسبب قضية "مكافحة الاحتكار".. غوغل قد تُجبر على بيع "كروم"      التخطيط الاتحادية: عملية التعداد ستستمر لحين إكمال بيانات جميع الأسر في كافة المحافظات      القاعدة الأميركية في بولندا.. روسيا تلوح بـ"تحرك خطير"      بالفيديو.. لقاء يجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم      الفاتيكان يبسّط الطقوس الجنائزية للبابوات.. طقوس بسيطة لراعٍ متواضع      أصداء فوز العراق على عمان لا تزال متواصلة.. هل الأمور أصبحت بيده؟      البابا فرنسيس: المحبة تضاعف المواهب، وتجعل موهبة الفرد موهبة الجميع      إنفيديا تساعد جوجل في تصميم معالجات الحوسبة الكمية
| مشاهدات : 1790 | مشاركات: 0 | 2014-12-24 12:32:41 |

عشية العيد... كلمة صريحة لمناسبة الاعياد و العام الجديد

الدكتور منير عيسى

اخوتي الاعزاء , يامن جمعتني بكم لقاءات وامسيات  ثقافية و ندوات , بكلمة واحدة  يا من جمعتني بكم  سنين طويلة  و عشرة عمر  ونضال  وعمل  مشترك من  اجل القضية ..

 لمناسبة العام  الجديد   2015  اشد على اياديكم جميعا دون ترك او استثناء لاحد  فيكم , و اتمنى لكم  و لعوائلكم ولاهلكم في الوطن وفي بلاد الغربة , المزيد من النجاح  و التقدم ,  و للشعب و الوطن ,   الاستقرار و العز  و الكرامة واتمنى كذلك النجاح  لكل  الوطنيين المخلصين وعلى راسهم الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي يحاول اصلاح ما أفسده الاخرين ,  و لايزالون يفسدون. 

  تحياتي للمناضلين الصادقين الواقفين والصامدين  خلف متاريس الشجاعة و الحقيقة و ثقافة الحوار و قول الصراحة بلا خوف , من الذين تربوا في عوائلهم على القيم والاخلاق السليمة و الايجابية و رضعوا مع حليب امهاتهم , افكار المحبة و التعاون  و التسامح و المساعدة  و الاخلاص , والايمان الحقيقي  بالقيم  الدينية او الاجتماعية او السياسية  اولئك  الذين لم يصدأوا  و لم تزنجرهم  الغربة  بأمراضها  و عقدها.

تحياتي للاخوة الذين  استفادوا من حياتهم في اوروبا  وفي  دول  المهجر و الخارج , لتطوير شخصياتهم وثقافاتهم وعلاقاتهم مع المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه , من الذين  يبتعدون و ينأون  بأنفسهم  عن النميمة  والتعجرف و التكبر, والاعتقاد , بامتلاكهم الحقائق المطلقة  لهذا العالم ,  كما يفعل ثوار المقاهي والحانات  في النقاشات السفسطائية العقيمة و التي لا تغني و لا تسمن , حينما يعتاشون على تاريخهم الماضي و  على دوغماوية التفكير الذي  شبوا عليه.  

 تحياتي  للذين يبتعدون  عن الاستخفاف بعمل الاخرين  و عن  اقصاء وتهميش ابناء جلدتهم  تحياتي للاخوة  الذين لم يفترس اللؤم نفوسهم من الداخل  , ولم  تتشوه ارواحهم   بصفات الحسد و النرجسية و التحريض على محاربة المخالفين  بالرأي  والتنكيل بهم ومحاولة عزلهم والتحريض عليهم وتلفيق الاتهامات والاكاذيب ضدهم  تحياتي  لاولئك   الذين  لم يصابوا بازدواجية  الشخصية والتصرف , ممن اعتادوا  ممارسة الخبث وألتامر على الناس  خلف  الكواليس , و ممن لوثهم  فايروس الانانية  و اصبح دأبهم  تشويه الاخرين  و قلب  الحقائق   بسبب  عقد  التربية  العائلية  و الحرمان  بالصغر,   و الشعور  بالدونية و النقص.

 اخوتي الاعزاء , ابنا ء وطني العراق , والذي سيرجع عظيما كما كان بتعاون كل المخلصين ..

 لو تعودنا  في بلداننا الشرقية  والعربية على  ثقافة الحوار و احترام الرأي  الاخر و الاصغاء لنبض الشارع   ونهر الحياة المتدفق ابدا الى الامام ,  سواء كنا نمثل  ,  انظمة  سياسية , او احزاب سياسية ,  او معارضات  سياسية ,  او نخب  مثقفة ,  او غير  ذلك من تجمعات مختلفة , أو منظمات المجتمع المدني , اقول لو تعودنا على ثقافة الحوار و الاستماع للاخر , لما وصلت اوطاننا العربية  الى ما هي عليه اليوم من  خراب و حروب و دماء , ولما ضيعنا  العمر بأكمله  و ضيعنا  الوقت  والثروات  والطاقات , واستنفذناها  في التخريب  و الصراعات  التي لها  اول , وليس لها  اخر ,  وقادنا ذلك الى الفشل في تحقيق احلامنا بتغيير مجتمعاتنا نحو الافضل لتعيش في القرن الحادي والعشرين ,  و  بزمن هذا القرن  بمنطقه وبعلمه وبطريقة  تفكيره.  

فها هي الدول والشعوب الكثيرة واحيانا الفقيرة في مختلف قارات العالم  , بافريقيا و امريكا اللاتينية و اسيا ,  شعوب  و اوطان لا  تملك من عوامل القوة  , كالتي نملكها نحن العرب  , شعوب لا تملك  التاريخ   الحضاري الذي نملكه  و  لا تملك  الديانات و لا  تملك الاحزاب و لا تملك الثروات  و لا تملك  النفط و لا تملك الموقع الجغرافي الاستراتيجي  و لاتملك التحالفات مع الدول  القوية في العالم , و لا تملك علاقات مع الاحلاف  العسكرية العملاقة   و لا مع التجمعات  الاقتصادية الدولية , كما  لدينا  نحن العرب من هذه العلاقات و المقومات والثروات  و عوامل  القوة ..  

ولكن مع ذلك  ,  فتلك  الدول  تعتبر  دول ناجحة بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والحضارية والعلمية  لو حاولنا معرفة سر نجاحها  لشاهدنا بأنها ,  دول تمتلك الاخلاق الاجتماعية , لا تمارس التزييف والمواربة  والكذب واللف والدوران دول تمتلك  الوعي الحضاري , والاخلاص بالعمل ,  والتعليم السليم للاجيال , وتقدر قيمة الوقت والزمن , دول اساس تفكيرها هو  المنطق و العلم و القانون  , وتعمل لتامين كل الاحتياجات الاساسية للبشر , المادية و المعنوية والروحية والنفسية دول فيها من الحرية وحقوق الانسان والثقة بالنفس والقانون , ما يجعلها  تمنح اللجؤ السياسي للاصوليين الدينيين  المتطرفين  المضطهدين  في بلدانهم , وهم يعيشون في بلدان اللجوء كالامراء والملوك واحيانا افضل من المواطن الاصلي , وتعطيهم تلك البلدان امتيازات السكن والرواتب والمعيشة والرعاية الصحية والخدمات والامن والامان والكرامة , وتسمح لهم  بحرية التظاهر والتعبير عن الرأي و بناء دور العبادة واختيار الدين وممارسة طقوسه بكل حرية ,  وتعطيهم جوازات للسفر , وتوفر لهم  العيش الرغيد الذي لا يحلمون به في بلدانهم الاصلية , وتعطيهم امكانية  تاسيس احزاب ومنظمات مجتمع مدني  وتساعدهم بالتعليم والحصول على عمل  والاندماج بالمجتمع , وتمكنهم من التصريح  لوسائل الاعلام  ونقد سياسة تلك الدول عندما يختلفون معها.    

انها دول متحضرة تنظم حياتها على اساس سلطة القانون الواضحة وعدالة الدستور المقدسة  , فشعار القانون فوق الجميع , يجري تطبيقه بشكل عملي , وليس لغرض  الاستهلاك او  للضحك على الذقون كما يفعل حكامنا  العرب , و كما تفعل احزابنا  السياسية المختلفة الاسماء   والتي لا تختلف بالعقلية و الممارسة  , عن الحكام  الذين  تريد الاطاحة بهم , حيث  تدعي هذه الاحزاب  , بانها جاءت  لتغيير المجتمع و العالم  , و كذلك  تفعل معارضاتنا السياسية , و نخبنا المثقفة ,  و ياريت كان هؤلاء مجتمعين , يبدأون مشروع تغيير العالم  والمجتمعات ,  بتغيير انفسهم  , وطريقة تفكيرهم وتعاملهم  مع الاخرين  اولا , لتكون اكثر واقعية وعصرية , ويتركون مهمة تغيير المجتمع  لغيرهم ممن  يملكون المصداقية المطلوبة لذلك , ويمتلكون البرنامج  القابل  للتطبيق

كل هؤلاء مجتمعين  اي الحكام ,  والمعارضات ,  والاحزاب  , والنخب   هم  من ذات الطينة  و التفكير والممارسة العملية 

نعم  الحكام  و المعارضات و الاحزاب و النخب ...  يشتركون على ارض الواقع  بذات الممارسات  , مهما اختلفوا بالتهريج السياسي ونوع الايديولوجيا ونمط و نوعية النشاط , والجهة التي يعتمدون عليها  , و مهما  اختلفت الوانهم و اسمائهم و انتمائاتهم واطيافهم و طوائفهم و المدن والازمنة  التي ولدوا  فيها  , فهم  يشتركون بصفات موحدة حينما يتسلطون على الجماهير , لانهم ابناء نفس البيئة الاجتماعية  الجغرافية التاريخية المحددة بسقف زمني معين  , نفس  التخلف الاجتماعي يفرض تاثيره على الكل , وهذا يفسر سبب ماسينا  كعرب  , افرادا , واحزابا  , وانظمة , ودول  في القرن العشرين و القرن الحادي والعشرين 

 فها هي معارضاتنا السياسية , قبل ان تصل للسلطة , تملئ الدنيا ضجيجا بقيمها وافكارها ومبادئها  وكتبها المزركشة اخضر و احمر واسود و بني  ,  لكن ما ان تجلس على نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه الطاغية السابق و الذي اطاحت به هذه الاحزاب المعارضة , حتى يكتشف الشعب بعد حين , ان  ذلك الطاغية كان قديسا , قياسا  بهذه المعارضة التي تحكم اليوم , من ناحية الموقف من باقي الاديان والقوميات والطوائف والاقليات  , من ناحية القمع واشراك الجماهير بالحكم والاستماع للرأي الاخر ,  من ناحية احترام مبادي الديمقراطية والحقوق الاساسية للانسان  , ومن ناحية الفساد السياسي والمالي والاداري  و المحسوبية والمنسوبية  , ومن ناحية  الولاء  , و الطاعة  للدول الاقليمية والاجنبية

 الحكام الجدد ,  اي  معارضة الامس , يستبدلون ولاء بولاء , على حساب المشروع الوطني الهادف للبناء والتنمية والتقدم , الذي من المفترض ان  يجتمع عليه الجميع ويتعاملون بشكل متساوي ومتكافئ مع كل دول العالم انطلاقا من المصلحة  الاستراتيجية  العليا  للوطن و الشعب و الدولة

 

اذن الخلل في مجتمعاتنا هو  خلل  بنيوي 

 لانها مجتمعات تقوم على الولاء  للطائفة و العشيرة , وليس للوطن و الدولة , مجتمعاتنا لا تعير الاهمية المطلوبة لمفهوم  المواطنة  والوطن  وسيادة  القانون  كما هو سائد بالدول الاخرى.   

ان مجتمعاتنا لا تصلحها  ولا تنفع معها  النظريات و الايديولوجيات وتاليف الكتب المنمقة والتنظيرات والمقالات , لان  تاريخ دولنا بالقرن العشرين شاهد على ذلك , حيث اثبتت التجارب لكل ذي عقل وعينين ,  بأنه في عالمنا العربي   الممارسة العملية في وادي , والتاليف والتنظير السياسي والفكري في وادي اخر بعيد عنه بضعة سنين  ضوئية , وهذا الامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع  ممن اشرنا اليهم , من انظمة سياسية ديكتاتورية حاكمة , ومعارضات لهذه الانظمة تسمي نفسها بالديمقراطية عندما تكون خارج السلطة , فهم يمارسون عمليا  هذا الامر , اما الكتب والمقالات والمبادئ والخطابات , التي يروجون لها في مجتمعاتنا, فهي مجرد وسيلة  للوصول لهدف  محدد هو السلطة والامتيازات و بعد ذلك لياتي الطوفان او  داعش .

  نعم السياسة في دولنا العربية  هي للتنظير الاجوف و للاستهلاك الشعبي الى حين الوصول للهدف المخفي من كل هذه الكتب والخزعبلات ,  اي تحقيق المصالح الشخصية من  سلطة وتسلط واموال  ومليارات وتحكم بمصير الملايين من البشر , وسرقة خزينة الدولة وموارد النفط التي من المفروض هي ملكنا جميعا نحن العراقيين , هذا ما فعله صدام  الديكتاتور السابق ومن سبقه ومن تلاه  , ولو كانت مشكلة الشعب هي مع  صدام وحزبه فقط   , لكنا الان نعيش في ربيع دائم بعد ازاحتهما  ,  لكننا اليوم  نعيش بالشتاء القارص في خيم النازحين و المهجرين من قراهم ومدنهم ومحافظاتهم بسبب الارهاب  بعد  ان فقدوا كل شي حتى وثائقهم الشخصية , لان  الاحزاب والسياسيين في العراق الجديد  تقمصوا شخصية صدام  وبقت نفس الممارسات  , يعني صدام تمت ازاحته ,  في حين بقى  الفكر الصدامي  , و بقت مدرسة صدام بالسياسة , وما تعنيه من ممارسات واخلاقيات  بقيت سارية المفعول  , ولهذا نستطيع القول بأن النظام السياسي بالعراق  لم يتغير بشكل حقيقي  عام2003 لم يتغير  بشكل عميق وجوهري يؤدي لمتغيرات نوعية بالبناء التحتي والفوقي للدولة  و لم يساهم  التغيير الذي حصل  في تطور المجتمع  و خاصة الاقتصاد الذي نخرته الشركات الوهمية والرشاوي والفساد ,  الذي تغير  فقط  هو اسم  الديكتاتور و اسم الحزب  ونوعية الخطاب الموجه  للجماهير , والطرف الذي نقدم له الولاء الخارجي  , اي بمعنى اخر , السراق و اللصوص فقط  هم الذين تغيروا  سابقا سرقوا البلد باسم القومية ..  والان يسرقون البلد  باسم الدين والديمقراطية وحقوق الانسان , حيث  يوظفون هذه الشعارات  بشكل ذكي لهذا الهدف معتمدين على الطائفية  لتقسيم  الشعب وابعاده عن المشاكل الاساسية , وللتغطية على السرقة والفساد ,  ولم يتغير شئ اخر عدا ذلك , هذا اذا لم نقل  باننا رجعنا الى الخلف من ناحية الامن والامان والخدمات  وهيبة الدولة , حيث تستعر الحروب الداخلية الاهلية اليوم , مقارنة بمرحلة صدام.   

  ما أن تدخل  الامتيازات والسلطة  و المصلحة المادية للسياسيين بالامر  , حتى يرمي كل هؤلاء ,  تلك المبادئ  والكتب والقيم  والنظريات في صناديق القمامة , كما فعل الكثير من ازلام نظام  صدام السابق ,  حينما غيروا ملابسهم وخطاباتهم والزيتوني بامور اخرى لاتخفى على احد ,  واصبحوا يزايدون على الاخرين بالدين و الوطنية  , وهم نفسهم الذين كانوا مستشارين للديكتاتور ويقودون فرق الاعدامات  ضد ابناء الشعب  , الان  دخلوا الى صفوف الاحزاب الدينية  الحاكمة اليوم  , لهذا ترى شوارع مدننا مليئة  باكوام الزبالة , قسم قليل  من هذه الزبالة  هي مخلفات الاكل والشرب ,  و لكن  القسم الاكبر هو عبارة عن , مؤلفات المنظرين و كتب و قيم السياسيين  واخلاق الحزبيين  ومقالات الانتهازيين , رموها بالمزابل  بعد ان اصبحوا مدراء  و وزراء  و مسؤولين وقادة  مدنيين وعسكريين وامنيين وحكوميين  في النظام السياسي الانتهازي القمعي  الجديد. 

 نعم  كلهم مجتمعين هم  مسؤولين عن نكباتنا وأنتكاساتنا والامنا  , كلهم ونعني بهم   ,الانظمة , و المعارضات , و النخب  والاحزاب .. يضاف الى ذلك  مصالح الدول الكبرى والاقليمية , التي تتقاطع احيانا وتتوازى احيانا اخرى  , تتعاون احيانا و تتصارع احيانا  مع بعضها ,  موظفة في هذا الصراع كل امكاناتها الاعلامية والسياسية والاقتصادية واللوجستية في العالم.  

 ان هذه الدول الكبرى والاقليمية  , تريدنا ان نكون  ذيولا  لها و باستمرار ,  لا تريد لنا ان نعيش كما نريد نحن لانفسنا , فنكون دولة قوية نفطية عصرية يحسب لها الف حساب في كل الميادين.   

نعم الدول الكبرى والاقليمية كانت ايضا وراء مصائبنا  , وازدواجية مواقفها  الانتهازية  و غير المبدئية  , منطلقة من مصالحها الانانية , حيث اعتادت على تحريك  الامور من خلف الستار , دعما لشركاتها النفطية والاقطاعيين والديكتاتوريين في الماضي بالخمسينات والستينات , واليوم بقدرة قادر تقف  هذه الدول مع الاحزاب الثورية لبناء مجتمع الديمقراطية وحقوق الانسان , ولكنها كالعاهرة الحرباء المتلونة , فهي بنفس الوقت تدعم  حكومة العراق وتدعم الارهابيين , وتوظف كل المتغيرات التي حصلت على طول الخط  , لصالحها فقط ,  دون النظر لمصلحة الاخرين ,  لهذا  فهذه الدول الكبرى والاقليمية  مسؤولة ايضا عن نكباتنا وأنتكاساتنا و الامنا , لانها تدعم الانظمة والحكومات احيانا  , وتدعم الارهاب في احيان  كثيرة اخرى , هذا الارهاب الذي يسعى لتحطيم  دولنا  وصولا لتوازان الفوضى الخلاقة , سيئة الصيت , عندما يصب ذلك الامر في مصلحة الدول الكبرى ,انطلاقا من مواقف غير اخلاقية وغير مبدأية على اعتبار ان الدول الكبرى لاتملك اصدقاء دائميين بل تملك مصالح دائمة  

نحن الشرقيين , نخدع  بعضنا  و نخدع  جماهيرنا  ونبيع الكلام و النظريات  والافكار والايديولوجيات  في  سوق  النخاسة اما بقية  الشعوب و الدول المتحضرة  فهي تعمل   باخلاص , ومصداقية , وبتخطيط و ذكاء و شفافية  لبناء اوطانها في هذا العالم المتغير ,  وكمثال للمقارنة نقول , رئيس احدى الدول المعادية لنا , ضايق سكرتيرته الشخصية  بالمكتب وتحارش بها , اشتكت السكرتيرة للقضاء ثم تم القبض على رئيس الجمهورية  المعني و حوكم  لهذا السبب وقدم استقالته و سجنوه بعد ذلك , في حين ان رئيس الجمهورية  في عالمنا العربي  لايترك كرسي الحكم  الا في حالة الاغتيال  او الوفاة.   

 اما رئيس الوزراء السابق  في العراق  فهو مدلل جدا ولا يطاله السجن ولا المحاكمة مهما فهل , فبعد ان يسرق هو وحاشيته  , ميزانية الدولة واموال النفط  لثمان سنوات متتالية , و يتسبب باحتلال ثلث مساحة العراق من قبل الارهابيين , الذين لم يتحارشوا فقط ,  بل اغتصبوا الاف العراقيات , وانتحر بسبب  ذلك المئات منهن نتيجة العار الذي لحق بهن كما يعتقدن , والارهابيين  ينشرون  اليوم  الرعب و الخراب في ارجاء الوطن  نتيجة سياسات رئيس الوزراء السابق  المدلل  الذي لم  يستمع   لاحد.

 ان الواجب الوطني اليوم , يقتضي  محاسبة هكذا رئيس للوزراء , ومحاكمته علنا امام الجماهير  , كما كان يفعل المهداوي في محكمة الشعب   بنهاية الخمسينات  , حينما كان  يحاكم  المسؤولين والسياسيين من العهد الملكي  , والذين   يمكن اليوم أعتبارهم  ملائكة  اذا تمت  مقارنتهم  , بالسياسيين والمسؤولين  الجمهوريين   لهذه الايام , الذين قادوا العراق الى الهزيمة والخراب العام ,  و ارجعوا  البلد الى العصور الوسطى  و الغزوات  وسبي  النساء و الغنائم

 ان جريمة رئيس الوزراء السابق   و التي بسببها هجر ونزح الملايين من مدنهم وقراهم وقتل واغتصب الاف منهم , و كما لم يحصل على مدار الف عام  من تاريخ العراق , هذه الجريمة  ترقى الى مصاف جرائم الابادة الجماعية وهو مسؤول عنها  و لكن الغريب  و العجيب , والذي لا يتماشى مع المنطق الانساني و العقل السليم والقانون ,  ان رئيس الوزراء السابق   , بقى مدلل رغم انف الجميع  و لا يحاكم ,  بل يتجول  بالمحافظات ويلقي الخطابات , ويقدم النصائح والمشورة بالاجتماعات , دونما ان يطلبها احد منه  والانكى  من  هذا  و ذاك  ان  تجري  مكافئته  على   جرائمه  بحق  العراقيين  ,  بتعيينه  نائبا   لرئيس  الجمهورية وكأن العراق  خالي  من  الكفاءات  و الطاقات.

  

 سؤالنا الاخير

هل سيملك المالكي  الشجاعة الادبية  مساء هذا اليوم , للنظر في عيون الاطفال النازحين  الذين يجلسون تحت شجرة عيد الميلاد  في الخيم الباردة  , بعيدا عن منازلهم , الاطفال الذين اغتصبت واختطفت  امهاتهم واخواتهم الباكرات من  قبل  الارهابيين وما هي الكلمات والجمل والعبارات التي سيقولها  لهم , هذا القائد العام السابق للقوات المسلحة العراقية المكلفة بحماية الشعب و الوطن.  

 

تحياتي واحترامي و تقديري  لكم جميعا  ايها العراقيون  دونما  استثناء  لاحد

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6470 ثانية