طبيعي جدا ، ما يحدث داخل مجتمع كنيستنا الكلدانية ،
فالتجاذبات التي تحدث ما هي الا نتيجة لثورة الاصلاحات التي بدأها غبطة أبينا
البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، حين اعلن ثلاثيته الشهيرة حال تسنمه السدة
البطريركية (اصالة - وحدة - تجدد) وكان شعاره الذي دخل به عملية تصحيح المسار .
فمع كل تغيير ، مهما كان نوعه هناك معترضين ، ومن لهم
وجهة نظر مع أو ضد ، لكننا تعلمنا ان كل شيء يصبح ثقيلاً عندما نتحدث عن التغيير.
كيف يمكن الانتقال من وضع مستقر بني عبر سنين إلى وضع آخر دون الخوف من المرور
بفترة عدم استقرار. والوضع المستقر هنا الذي نقصده مع الأسف كان مبنيا على (
أخطاء) وهو الذي كان سبب الحراك السلبي الذي حدث ويحدث ، وكان هو ايضا الدافع
الأساسي وراء التغيير.
هنا لابد أن اسال ،ماذا يفعل الانسان كي يتخلص من
وضع (نائم) تعشعش فيه مختلف السلبيات ، ويحس بأنه لا يمكن أن يستمر ؟ هل يستطيع
هذا الانسان أن يصحح هذا الوضع؟ وهل يمكن القفز نحو الأمام، نحو التجدد، نحو محو
الأخطاء ؟ اعتقد شخصيا ان ابينا البطريرك ، فكر ملياً قبل أن يعلن انه سيقفز فوق
كل الأمور المعشعشة ، ثم اتخذ قراره !
لقد بقيت كنيستنا طوال عقود مضت تسبح فوق بحيرة من
السلبية ، بسبب عدم كشف الخلل الذي ظل ملازما لبعض مفاصل العمل الرعوي ، حتى ان
بعض ( المعشعشين) كان يلومنا لو اخذنا حدث ما داخل الكنيسة تشوبه السلبية، لو
أخذناه في الاعلام ، وكان مثل هذا اللوم يلاك على ألسنة بعض الخائفين (لا تنشروا
غسيلنا أمام غيرنا) حتى وصلنا إلى أن يقوم البعض بالتظاهر واعمال الشغب و( السباب)
داخل الكنيسة
، أو قيام
البعض من الكهنة والرهبان بما قاموا به من تصرف فردي بترك مقرات عملهم الرعوي دون
استئذان ،أو انفراد بعض الرؤساء بأبرشياتهم وكأنها جمهوريات أو امبراطوريات خاصة.
لقد أصبحت الكنيسة الكلدانية خلال العقود القليلة الماضية
كالجسد المشلول لا يستطيع الحراك تجاه أي حدث ، وبات بعض الرؤساء يعيشون بلا تأثير
على مجريات الحياة الروحية للمؤمنين ، وباتت الكثير من الكنائس مهمشة في بلدانها ،
فراحت ( ما تسمى كنائس ) أخرى تستغل الوهن في جسدها لتهاجم أبنائها وتحتويهم ،
وتحتضنهم بشتى الطرق ليصيروا من أتباعها بشكل أو بآخر .. واذا اردت اعطاء أمثلة (
من كندا) لطال المقال .من منا نحن الكلدان الذين كنا نمطر العالم بعلومنا وآدابنا
يرضى أن يعيش في الهامش ، وهل منا من يرضى أن يكتفي العيش داخل شقوق الجدران دون
أن يعيش في العلن!
ان ثورة التغيير، التي بدأها غبطة أبينا البطريرك ، كانت
القشة التي قصمت ظهر العديد من المعشعشين الذين عاشوا في ( بحبوحة الغلط) سنينا ..
ولابد لمثل هؤلاء ومن يدور في فلكهم، ومن كان يمسح لحاهم ويستر عوراتهم ، أن يرغي
ويزبد ، ويفتعل الأزمات .. لكن على ثورة التغيير التي اشتعلت نارها أن لا تهدأ أو
تخبو حتى تأتي على جميع الزؤان الذي يعيش بين حبات الحنطة ..
وانت غبطة أبينا البطريرك ، لا تفت في عضدك ، كلمة هوجاء
هنا ، أو مقال دنيء هناك ..ولا تلتفت للوراء أبدا ، فالشمس لا يمكن أن تحجب بغربال
، وستصل بسفينة الكنيسة الكلدانية لشاطئ السلام ان آجلا أو عاجلا.