عشتارتيفي كوم-وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء/
قال بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو إن "القلق قائم ومستمر في المدينة"، وفي "بغداد بشكل خاص على ضوء استمرار التفجيرات في هذه الفترة السابقة للإنتخابات" البرلمانية التي من المقرر أن تجري نهاية الشهر الجاري
وأضاف البطريرك ساكو في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء الجمعة أنه "على الرغم من كل ما يحدث إلا أن الناس تواصل الحضور إلى الكنائس"، وقد "قمنا خلال هذا الأسبوع بتقديم مساعدات للأسر لتشعر الناس بقرب الكنيسة منها وتفكيرها المستمر بها، تماما كقرب المسيح من هذه الشريحة من المجتمع"، أي "الطبقة الوسطى والفقيرة، فهي الوحيدة التي بقيت" في البلاد
وأوضح رأس الكنيسة الكلدانية أن "التفجيرات التي تعم أنحاء البلاد والعاصمة بشكل خاص، مسيسة من جانب قوى تسعى إلى خلق بلبلة، فضلا عن الصراع على السلطة أيضا"، مبينا أن "الحل الأنجع للمشكلة يتمثل بقيام حكومة قوية تمتلك قوة أمنية كفوءة تحافظ بالمقام الأول على الحدود، مكونة من عناصر جيش وشرطة يمتلكون مهارة تدريبية ومهنية جيدة، على ألا يكونوا طائفيين أو فئويين، يحملون الولاء لحزبهم أو لمن منحهم الوظيفة، بل للوطن وللناس" بشكل عام
وقال إن "رجال الأمن يقومون بعملهم على أية حال"، ورأى أن "الحل يكمن بأن تكون الجهات الأمنية فوق كل اعتبار، وأن تحمي الوطن وحسب"، كما أعرب عن "الأمل بأن تتمكن الحكومة المقبلة من توفير فرص عمل لكل الشباب، فالبطالة متفشية بشكل كبير في البلاد"، إلى جانب "عدم هدر المال العام بل يكرّس لمشاريع تنموية واستثمارات تتيح فرص العمل للناس وتجعلها تلمس شيئا واقعيا مما يسهم بعودة الأمان"، أما إن "بقيت الحدود مفتوحة والفساد منتشراً في كل نواحي الحياة"، فضلا عن "المحاصصة والإنتماء، فلن يحصل أي شيء" في البلاد
أما من ناحية العلاقات مع الحكومة، فقد قال البطريرك ساكو "إننا نمتلك علاقات جيدة وتواصل مع الجميع، سواء أكانت الحكومة المركزية في بغداد أم حكومة إقليم كردستان"، وكذلك "مع المرجعيات الدينية السنية والشيعية وهو أمر نحرص عليه كثيرا"، فنحن "نستثمر مبادرات كتلك التي أقدمنا عليها مؤخرا حين حملنا مساعدات لألف عائلة في الفلوجة والرمادي"، لقد "كان للأمر وقعا كبيرا للغاية"، حيث "قلنا لهم، أنتم اخوتنا، ونحن لا نفكر بأنكم مسلمون أو سنّة أو شيعة، بل بأنكم عراقيون وبشر مثلنا"، أما "مسألة الدين وأسلوب التعبير عن الأيمان، فيبقى أمرا يجمعنا ولا يفرقنا"، وفق ذكره
ونوه البطريرك الكاثوليكي بأن "هناك ظاهرة انتشرت مؤخرا، تتمثل بملل الناس من التشتت والدمار الذي يختفي تحت عباءة الدين، والدين منه براء"، مما "أدى يقود إلى بوادر انفتاح وتقدير بين أتباع الديانات المختلفة" في البلاد
وذكر البطريرك الكلداني بأنه قام "أمس في قداس خميس الفصح بغسل أرجل اثني عشر شخصا من ضيوف بيت للمساكين، يستقبل منذ عام ألفين أكثر من خمسين شخصا كانوا مشردين في شوارع العاصمة، بين مسيحيين ومسلمين وصابئة"، ثم "اقتسمنا طعام الغداء معا للشعور بمحبة الرب التي تجمعنا وتغمرنا في زمن الفصح هذا"، إنها "علامات بسيطة ومتواضعة لكنها تبعث أملا كبيرا" هنا في العراق
وشدد البطريرك ساكو على أن "التحضيرات لعيد الفصح تجري بجدية تامة في كل كنائسنا، وقد جهزنا قداديس تبدأ في وقت متأخر نسبيا"، أي "عند الساعة الثامنة أو التاسعة مساء"، وقد "أعددنا كراساً بالطقوس أيضا، لتتمكن الناس من الصلاة والمشاركة دون أن تشعر بأنها مجرد متفرج"، على حد تعبير.