عشتارتيفي كوم- الأب ألبير هشام - مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية/
وصل غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول
ساكو عصر اليوم، 25 أيلول، إلى بيروت في زيارة راعوية هي الأولى بعد تنصيبه
بطريركًا على الكنيسة الكلدانية. وكان باستقبال غبطته في صالة الشرف بمطار رفيق
الحريري الدولي، معالي وزير العمل اللبناني، السيد سليم جان جريصاتي، وسيادة
المطران ميشال قصارجي، راعي الأبرشية، بالإضافة إلى كهنة ومجلس الأبرشية. وأجرى
غبطته مؤتمرًا صحفيًا في صالة المطار، تكلّم فيه عن الدور الريادي للمسيحيين في الشرق
الأوسط وعن ضرورة تحدّي الظروف من أجل البقاء. ولدى استقباله في كاتدرائية الملاك
رافائيل بالحازمية، حضر الشيخ أمين الجميّل، رئيس الجمهورية اللبنانية السابق،
ليرحّب بحضور غبطته إلى لبنان.
وشكر غبطته في مستهل المؤتمر الصحفي لبنان على استقباله وعلى الخصوص
فخامة رئيس الجمهورية. وتمنى السلام له ولكلّ الشرق الأوسط: "هناك اليوم
صراعات في عدد من البلدان، ومع الأسف اقتتال بين المواطنين، وهو أمرٌ غير مبرر.
نفهم أن هناك مبدأ الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه، ولكن الاقتتال بين ابناء البلد الواحد
لا يمكن أن يُفهم... ولا يوجد حل للمشاكل إلا بالجلوس والحوار معًا، والتفاهم
بطريقة حضارية تليق بالانسان المخلوق على صورة الله ومثاله بحسب ما نؤمن نحن
المسيحيون ويؤمن أخوتنا المسلمون أيضًا. نحن المسيحيون جزءٌ لا يتجزأ من هذا
الشرق، إذ كان للمسيحيين دور ريادي في تاريخ الحضارة العربية والاسلامية وخصوصًا
في التاريخ الحديث، ولهم رغبة في البقاء والتواصل مع اخوتهم المسلمين في إداء
شهادة المحبة واشاعة السلام والاستقرار في هذه البلدان، حتى يشعر كل انسان أنه حر
ويعيش بعزّة وكرامة.
أتمنى أن نلتقي مع كل الاقطاب الروحية المسيحية والاسلامية، كما أحمل
همّ العراقيين ومسيحييهم وهمّ المواطنين الاخرين في سوريا ومصر ولبنان من أجل مستقبل
أفضل لأننا جميعًا إخوة".
وردًا على طلب من أحد الصحفيين بتوجيه رسالة لمسيحيي الشرق
"المعذبين"، قال غبطته: "أقول للمسيحيين أن لا يهاجروا، فالهجرة هي
انسحاب من الساحة وفقدان للهوية. في بلدان الانتشار مسيحييونا هم لاجئون ومهاجرون،
بينما هنا لهم هوية وتاريخ وأرض. لذلك عليهم أن يتحلوا بالصبر، فالامور لا تبقى
كما هي. هناك في
الافق أمل بأن نعمل مع بعضنا البعض، مع كل المواطنين المسيحيين المتواجدين في العراق
في سبيل عيش مشترك اقوى".
وسأل أحد الصحفيين عن علاقة الكنيسة الكلدانية بالاشورية، خصوصًا بعد
أن أرسل البطريرك ساكو مؤخرًا رسالة إلى قداسة البطريرك دنخا يدعوه فيها إلى الوحدة،
بالإضافة إلى زيارة غبطته إلى الكنيسة الاشورية ضمن زيارته الراعوية الحالية لأبرشية
بيروت، وأجاب غبطته: "نحن تاريخنا واحد وكنيستنا واحدة وشعبنا واحد، وعلى
الرغم من حصول انقسام بيننا، هناك رغبة في الوحدة. وإذا بقينا كنائس معزولة عن بعضها البعض، ككنائس طائفية او مناطقية،
فلا مستقبل لنا في هذا الشرق. يجب أن يكون لنا موقف سياسي وخطاب مسيحي، ووحدة الكنيسة
مهمة جدًا في هذا الجانب. ونحتاج إلى الجرأة والشجاعة لنعيد اللحمة بيننا".
وجوابًا على سؤال عن سبب تهجير المسيحين، قال البطريرك ساكو:
"هناك اجندة ومخطط لشرق اوسط جديد، لتقسيمه إلى اقسام عرقية وطائفية. وهناك
نمو تطرف اسلامي، وهذا ليس لصالحنا. أتمنى ألاّ يتم اقتتال مذهبي، خاصّةً أن هذا
ينسحب على المسيحيين والاقليات الاخرى. كما علينا أن نعمل كل شيء من أجل بقاء
مؤمنينا. أنا راعي، ونحن لسنا أمراء بل خدّام ونوظف كل امكانياتنا لهذا الهدف".
كما أكّد غبطة البطريرك على أهمية التعامل مع المسيحيين لا على أساس
العدد، بل على القدرة والكفاءة، وعلى جميع المكونات ان تشترك في كل مرافق الدولة. ورئيس
الجمهورية في كل دولة هو صمام أمان يُشرك المواطنين في كل مرافق الدولة.
وبعد المؤتمر الصحفي، انطلق الجميع إلى كاتدرائية الملاك رافائيل
بالحازمية، حيث استقبله مؤمنو الأبرشية بالهتافات والأناشيد، وألقى راعي الأبرشية
كلمةً رحّب فيها بحضور البطريرك ساكو، كما ألقى غبطته كلمة أكّد فيها على دور
المسيحين في لبنان وعلى رسالته ورسالة الكنيسة كخادمة لهذا الشعب. واستقبل غبطته
في صالة المطرانية الكلدانية المجاورة للكاتدرائية جميع الضيوف الذين أتوا ليرحبوا
بغبطته.