أقر قداسة البابا بينيديكت السادس عشر مؤخرا تقديس سبعة طوباويين في نهاية الكونسيستوار الذي من خلاله أعلن 22 كاردينالاً جديداً ، بينهم البطريرك الماروني بشارة الراعي . والقديسون السبعة الجدد هم ..بيدرو كالونغسود (1654-1672)، وهو أستاذ علماني في التعليم المسيحي، استشهد في الفيليبين، طوبه يوحنا بولس الثاني عام 2000: ولد في سيبو وتم قتله في غوام في أرخبيل مجموعة جزر المريانا؛ وكاتيري تيكاكويتا (1656-1680)، هنديّة علمانيّة من أميركا الشماليّة (الولايات المتحدة وكندا)، المسماة "زنبقة من الموهوك"، وقد توفيت بعد ثلاثة أعوام من معموديتها؛ يتم إجلالها في ضريح كهناواك وقام يوحنا بولس الثاني بإعلانها طوباويّة عام 1980؛ وجاك بيرتيو، كاهن يسوعي فرنسي، توفي في مدغشقر (1838-1896)، ولد في بولمينهاك وقتل في أميبياتيب: وهو يعتبر شهيد الإيمان والعفة، وقد طوبه بولس السادس يوم 17 أكتوبر 1965، خلال المجمع الفاتيكاني الثاني؛ وماريا أنا كوب (1838-1918)، راهبة ألمانيّة من الرهبانية الثالثة الفرنسيسكانية في سيراكوز (نيويورك)، ففي القرن الذي عاشت به بربرا كوب؛ عرفت بـ "الأم ماريانا لمولوكاي". ولدت في ألمانيا وتوفيت في مولوكاي (هاواي، الولايات المتحدة). هاجرت إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثالثة من عمرها فحصلت بعدها على الجنسيّة الأمريكيّة؛ بشرت المرضى في مولوكاي، وطوّبها بندكتس السادس عشر في 15 مايو 2005؛ وجوفاني باتيستا بيامارتا (1841-1913)، كاهن إيطاليّ، مؤسس جمعيات العائلة المقدسة في الناصرة ومؤسس خادمات الرب المتواضعات؛ قام يوحنا بولس الثاني بتطويبه عام 1997؛ وماريا ديل كارمن (1948-1911)، راهبة إسبانيّة معاصرة لماريا ساليس ي بارانغويراس، مؤسسة جماعة الراهبات التبشيرية للتعليم النسائي، عام 1998 طوبها يوحنا بولس الثاني. وأنّا شافر (1882-1925)، علمانيّة ألمانيّة، وبالتحديد صوفيّة من بافاريا؛ طوبها عام 1999 يوحنا يولس الثاني.
اننا اذ نقف اجلالا واحتراما للقديسين الجدد المذكورين ، نذكر كنيستنا الكلدانية بشهدائها المعاصرين الذين بذلوا ارواحهم فداء لكنيسة المسيح والإيمان المسيحي وراحوا ضحية العنف الذي شهده ويشهده العراق منذ نيسان 2003 .. وهم ( الشهداء المطران مار بولس فرج رحو والآب فادي كني وبقية شهداء الإيمان) ونتسائل : متى سيفتح ملف تطويب هؤلاء الشهداء ؟ ومتى ستتاح لكنيستنا ( الكلدانية ) الفرصة لتفكر بتطويب هؤلاء الشهداء ؟ ولماذا لا تحذو حذو شقيقتها الكنيسة السريانية الكاثوليكية التي فتحت ملف شهداء كنيسة سيدة النجاة ، والكنيسة المارونية الكاثوليكية التي طوبت على مدى السنوات القليلة الماضية أربعة من قديسي لبنان هم القديس شربل والقديسة رفقا والقديس نعمة الله الحرديني والقديس يعقوب الكبوشي. فبهذه التطويبات بات لبنان البلد العزيز على موعد دائم ومتواصل مع أعراس ( القداسة) ، ولنبقى نحن ابناء كنيسة المشرق العريقة نتسائل : لماذا لم يطوب أي شهيد مسيحي عراقي حتى الآن ؟ وكم من مزار يؤمه المؤمنون العراقيون للتبرك به والصلاة عند شفيعه ، لكن لا أحد يدرك بأن ليس هناك قديس عراقي واحد طوبته الكنيسة الكاثوليكية بطلب أو فتح ملف من الكنيسة الكلدانية.. لماذا ؟ مزارات عديدة تعج بها أرض العراق الغنية بالقداسة ( مارت شموني في كرمليس ودير السيدة والربان هرمزد في ألقوش ، ومار ميخائيل بأطراف الموصل والقديسة الشهيدة يزداندوخت في أرادن والربان بويا في قمة جبل سفين بشقلاوة .. وغيرها الكثير ). ولكن هؤلاء نحن الذين قدسناهم ( شعبيا) دون ان تتحرك كنائسنا !
ان القديس بمفهوم الكنيسة الكاثوليكية هو ( أكثر من تشبه بالسيد
المسيح ) وبمعنى أفضل ( بشهادته على الصليب )، لهذا فإننا نشهد أن أغلب القديسين
الذين طوبوا هم شهداء الكنيسة بالدرجة الأولى أي الذين سفكت دماءهم في سبيل
ايمانهم وتعلقهم بالسيد المسيح وتعاليمه الذين غفروا لقاتلهم، فالشهادة والغفران
هما أقنوما القداسة، فالشهيد إن لم يغفر لا يكون شهيداً، ولا قداسة دون غفران،
والقديس هو من تشبه بالمسيح المصلوب والغافر بصليبه.
ولهذا نرى بأن أول قديسي الكنيسة هو القديس إسطيفانوس الشهيد ، الذي
رجم في أورشليم حتى الموت ، وأعلن القديس الأول لأنه اول شهيد مسيحي قتل وغفر
لقاتليه مباشرة، تماماً كما فعل السيد المسيح على الصليب، وقد صرخ قبيل موته: يا
ابتاه لا تحسب لهم هذه الخطيئة. وما لم تفتح ( الكنيسة المحلية ) ملف شهدائها
الذين يسقطون من أجل المسيح وكنيسته ، فإن شهادتهم تضيع وتصبح طي النسيان ، كم
نتمنى على كنيستنا الكلدانية ( ان تنهض من غفوتها) وأن تتحرك لفتح ملفات شهدائنا
الذين قضوا دفاعا عن أيمانهم وسفكوا دمائهم العزيزة واستشهدوا من أجل المسيح
والكنيسة وشعبهم المؤمن وغفروا لقاتليهم .. أم يا ترى انهم لا يستحقون هذا التكريم
والتبجيل