قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي
| مشاهدات : 11622 | مشاركات: 0 | 2011-08-21 14:04:29 |

ألبدع والهرطقات في القرون الأولى للمسيحية

نافع شابو البرواري

الجزء ألأول

قد يصدِّق بعض الناس كُلِّ ما يقرأوون أو ما يسمعون, ولكن للأسف ليس كُلِّ ما يُطبع أو ينادي به صحيحا, وليس كًلِّ من أدَّعى النبوة هو نبي صادق أو من أدعى بتعليم هو تعليم صحيح, وعلى المسيحيين أن يكونوا لهم أيمان راسخ قائم على صخرة المسيح وفي نفس الوقت يجب أن لا يكونوا سذَّج بل يجب أن يكونوا حكماء مستعدين للأجابة على كُلِّ أسئلة الآخرين عن سبب الرجاء والأيمان الذي فيهم.

على المؤمن المسيحي أيضا أن يتحقق من كُلِّ رسالة (أو عقيدة) تصل الى مسامعه حتى لو قيل له انّها من عند الله. فلو كانت الرسالة من الله حقا فستتفق تماما مع تعاليم الرب يسوع المسيح وسرِّ تجسّده كما يقول البشير يوحنا "أيُّها ألأحباء لا تصدِّقوا كُلِّ روح , بل أمتحنوا ألأرواح لتروا هل هي من الله؟, لأنّ كثيرا من ألأنبياء الكذَابين جاؤوا الى العالم. وأنتم تعرفون روح الله بهذا: كُلِّ روحِ يعترف بيسوع المسيح أنّه جاء في الجسد يكون من الله , وكُل روح لا يعترف بيسوع لايكون من الله , بل يكون روح المسيح الدجال الذي سمعتم أنّه سيجيءُ , وهو ألآن في العالم"1يوحنا 4:1,2,3".

يقول أحد الواعظين: انَّ لم ننظر الى الوراء(الماضي) فلن نستطيع أن ننظر الى ألأمام (المستقبل), واذا لم تكون لنا خطط للمستقبل فلن نستطيع أن نواجه الحياة في المستقبل....حكمة اليوم تختلف عن حكمة الأمس , اليوم نحن في بحرٌ من التغييرات كالأمواج التي تقودنا يمينا وشمالا, فالذي ليس له مرسات"يسوع المسيح", قد يفقد توازنه في خضم هذه الحياة ".

نعم هكذا علينا أن نلقي الضوء على ماضي المسيحية "تاريخ الكنيسة" لنعرف ماذا  كانت تواجهه, الكنيسة الجامعة الرسولية, من الهرطقات والبدع والنبوات الكاذبة الشائعة منذُ القرون الأولى لأنتشار المسيحية, لكي نستطيع أن نواجه اليوم الكم الهائل من الهرطقات والبدع في عصرنا الحالي, والتي ستستمر وستنموا وتكبر في المستقبل , مثل الزوان وسط الحنطة"راجع متى 13". غايتنا من دراسة طبيعة تعاليم هذه البدع, هي لكي ننبه المؤمنين ونكشف لهم زيف وظلال تعاليم هذه البدع (كما كان يفعل ابائنا في الأيمان ممن سبقونا) , حتى لا نقع في شباك وفخاخ الشيطان الذي ما برح يخترع الطرق والأساليب الجهنمية لأيقاع الناس, وخاصة المؤمنين, في شباكه ويحاول بكل  أسلحته الخبيثة , ضرب الكنيسة من الداخل لأنّه يعرف تماما أنَّ المملكة, وعندما تنقسم  من الداخل, تسقط.

أحيانا كثيرة يقع ألأنسان فريسة الشيطان عندما يجذبه معلّمين أو أنبياء كذبة, ظاهرهم ناس محترمين وقادرين على ألأقناع ,  ولكن من الداخل قد يكونوا ذئاب مفترسة, فعلينا أن نكون حكماء حتّى لا نقع في فخ هؤلاء المعلمين الكذبة, وذلك  بأن نفحص تعاليمهم في ضوء الكتاب المقدس"راجع غلاطية1:17"2كو11:4". يصف الرسول بولص هؤلاء ب" المضللين".

لقد ظهرت منذُ البداية شيع وبدع وهرطقات غريبة عن وحي الأنجيل والتقليد"الكنسي" والتعليم الرسولي " تلبس قناعا مسيحيا على سبيل التمويه, بينما الكنيسة الجامعة الرسولية  كانت تخرج دائما متجدّدة , بثياب جديدة وكأنَّ سلسلة هزائمها الظاهرة , وعزوفها عن السيادة ,الزمنية , لم تعمل الا على تطهيرها وتنسيقها , وتجديد نشاطها , وتحرُّرها , لأنَّ الكنيسة , كما يقول احد المؤمنين , هي  مانعة , صادة, طاردة , لكل ماهو غريب في جسدها المقدس , لأنّها تنظِّف نفسها بنفسها, وهي (أي الكنيسة) مبنية على صخرة المسيح  فلا تستطيع هذه البدع والهرطقات تشويه صورتها الحقيقيقة أو تغيير مسارها ,لأنَّ الحق نورٌ لن تستطيع قوة الظلام أدراكه.

كان على الكنيسة الأولى الناشئة أن تجابه وتواجه وتكشف حقيقة هذه البدع والهرطقات لتحافظ على ايمانها الصافي الذي نقله لنا تلاميذ المسيح والرسل الأولين, و كان على التلاميذ والرسل والمؤمنون الأولون أن يواجهوا العالمين:اليهود والفلسفات اليونانية والديانات الوثنية بفئاتها المختلفة.

 من أهم البدع والهرطقات التي ظهرت منذ القرن الأول الميلادي إثنتان هما:

أولا:المسيحيّون المتهوّدون(مصدرها اليهود).

ثانيا:الغنوصية(مصدرها الفلسفات اليوناية والديانات الوثنية).

ومن هاتين البدعتين خرجت أغلب البدع والهرطقات المعروفة في تاريخ الكنيسة ,  ولا زال تأثير هاتين البدعتين منتشرا حتى في عصرنا الحالي.

أولا : المسيحيّون المتهودّون:

"ونزل جماعةٌ من اليهوديّة وأخذوا يعلّمون ألأخوة, فيقولون:"لا خلاص لكم الاّ أذا أختَتَنتُم على شريعة موسى". فوقع بينهم وبين بولس وبرنابا خلافٌ وجدال شديد."أعمال15:1,2". حدث نزاع , منذ بداية القرن ألأول للمسيحية, بين المسيحيين من خلفية يهودية وبين الرسل والمسيحيين من خلفية وثنية, حول الأيمان بالمسيح كمخلص , فثار سؤال :هل يُطلب من المسيحيين من خلفية وثنية ,علاوة على ايمانهم بشخص يسوع المسيح, أن يُختتنوا ويمارسوا مطالب الشريعة اليهودية لينالوا الخلاص؟.

كان الرسول بولس وبرنابا وبقية رؤساء الكنيسة يعتقدون بأهميّة العهد القديم ,لكنه ليس شرطا ضروريا للخلاص. فالناموس لا يقدر أن يخلص انسانا, لكن ألأنسان يحتاج الى ألأيمان بيسوع المسيح حتى ينال الخلاص. بينما عارض  هذا الأعتقاد بعض المسيحيين من خلفية يهودية وخاصة بعض الذين كانوا على مذهب الفريسييّن ثم امنوا"راجع اعمال15:5 ".

بدعة المسيحيين المتهوّدين هي أول بدعة ظهرت في الكنيسة, ويعود تاريخها الى أيّام الرسل. فهؤلاء هم جماعة من اليهود عاشت في القرن ألأول المسيحي, وكانت تُبّشر بأنّ ألأيمان بالمسيح لايمنعها من ألأستمرار في ولائها للدين اليهودي وللشريعة الموسويّة. فأعتبار يوم السبت يوما مقدّسا , وضرورة الختان , وألأمتناع عن تناول ألأطعمة النجسة . جميعها كانت تشكل حجر ألأساس في أيمانها,  وبالتالي كانت هذه الجماعة تعتقد أنّ ناموس موسى هو ضروري للخلاص, حتى في قلب المسيحية. وهؤلاء المسيحيون ألمتهوّدون كانوا قد تحوّلوا الى الدين المسيحي لأعتقادهم بقرب مجيء المسيح المنتظر, وأنطلاقا من قول المسيح نفسه انّه لم يأتي لينقض شريعة موسى بل ليكمّلها . لذلك لم يُنعت تعليمهم هذا في البداية بالبدعة لأنَّ جميع المسيحيين في فلسطين كانوا يتمّمون ناموس موسى ويختتنون حسب العادة المرعيّة في ذلك الزمن.

لم يشعر هؤلاء المسيحيّون المتهوّدون بأنّهم ينضوون تحت لواء دين جديد , بل ظنّوا أنّهم يشاركون في حركة أخلاقية أصلاحية تدعو الى الطهارة والنقاء والترفع عن الذات. ولكن عندما أعلن الرسل في مجمع أورشليم أنَّ أتمام الناموس الموسوي ليس ضروريا للمسيحيين.".... فالروح القدس ونحنُ رأينا أن لا نحملكم من ألأثقال الاّ ما لابد منه.." (راجع قرار مجمع أورشليم في أعمال الرسل 15), لأنَّ الخلاص في الكنيسة المسيحية يتم بنعمة الرب يسوع المسيح وليس بهذا الناموس , رفض هؤلاء ألأمر , خصوصا عندما تصدّى لهم القديس بولس بقوّة وحزم حتى أستطاع , في النهاية , التغلُّب على هذا ألأتجاه القومي اليهودي نحو التهويد. كذلك تغيّر موقف القديس بطرس المؤيّد للتهويد وأصبح مواليا للقديس بولس المناهض له.

ووما لاشك فيه أنَّ الهزيمة التي مني بها اليهود حوالي سنة 60م, والشتات الذي تعرّضوا له سنة 70م واستمر لغاية القرن الثاني عشر, قد ساعد على ازدهار المسيحية وأنتشارها بين ألأمم كدين مستقل عن اليهودية تماما. وهكذا أصبحت ألدعوى التهويدية الساعية الى أحتواء المسيحية  ومنعها من الظهور كدين مستقل بدعة عرفتها المسيحية خلال تاريخها الطويل, وربَّما لغاية اليوم(1).

 لقد دخل الكثيرون من اليهود في المسيحية ومنذ البدايات ولكن بقوا متعصبّين لشريعتهم ولم يؤمنوا بالرب يسوع المسيح كمخلص للبشرية بل اعتبر الكثيرون من المسيحيين المتهودين , أن المسيح هو نبي حاله حال الأنبياء السابقين.

فعندما تجسَّد المسيح وعاش في هذه ألأرض ومات على الصليب ثم قام من بين ألأموات وصعد الى السماء. أصبحت حياته وأقواله وأعماله ومعجزاته وموته على الصليب وقيامته, حجر عثرة للكثيرين من هؤلاء المسيحيّون من خلفية يهودية, الذين كانوا ينتظرون المسيح ألآتي"مارن اثا". فالشعب اليهودي الذي كان ملمّا بقصص ألأنبياء والآباء الأولين لم يجد صعوبة في تصديق أنّ الله مازال يُعلن أرادته لهم, الاّ أنَّ العجيب والمدهش والذي لم تصدّقه عقولهم هو أن يعلن الله لهم ذاته ويكلّمهم بابنه يسوع المسيح الذي هو تمام  (كمال) وقمة أعلانات الله.

لقد انقسم اليهود الى فئات. الفئة الأولى رفضت ألأيمان نهائيا وقاومت المسيحية في كُلِّ مكان وهذا ما دوّنه البشير لوقا في  سفر أعمال الرسل"راجع أعمال الرسل الأصحاحات 5,23,24, ".

الفئة الثانية  آمنت بيسوع المسيح  ربا ومخلصا . وهذه الفئة من المؤمنين حملت بشرى الخلاص الى العالم أجمع انطلاقا من اورشليم"راجع أعمال الرسل2".

والفئة الثالثة آمنت بالمسيحية واليهودية في ان واحد وسُميّوا بالمسيحيين المتهودين , وهم بدورهم أنشقوا الى قسمين رئيسيين على الأقل منهم : ألأبيونية(او ألأبيونييّون) والناصريين أو (النصارى كما يسمّون في العربية).

وسنتكلم , انشاء الله , في الجزء الثاني من مقالتنا عن  البدعة ألأبيونية.

(1)ألأب جورج رحمة –الكنيسة الكاثوليكية والبدع

 لمن يريد متابعة الموضوع عليه مراجعة المقدمة في الموقع أدناه

http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=3028

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6551 ثانية