بعد ان غادر الكلب القطيع ضناً منه ان احواله ستتغير الى الافضل، وان تكون سلالته افضل من ما كانت عليه ايام كان مع ابناء عمومته الذئاب، مر زمن طويل واذ ذات يوم وهو عائد من نوبة حراسة القطيع، شاهد ابن عمه الذئب العجوز، فالقى التحية عليه ولكن قال الذئب معاتبا اياه:
يا ابن العم كيف وجدت بني البشر الذين تركتنا من اجلهم؟
اجابه الكلب: عندما يحتقرون انسانا منهم ينادوه بالكلب.
فساله الذئب: هل اكلت ابنائهم؟
اجابه: بالطبع لا.
الذئب مستفسرا: هل غدرت بهم؟
اجابه الكلب: بالطبع لا لاني لست بغدار.
الذئب: هل منعتهم وقطيعهم من هجماتي الفتاكة عليهم؟
مجيبا مطوطئ الراس: بالتاكيد وتلك هي مهمتي.
الذئب: حسنا وماذا يسمون الشجاع الفتاك؟
الكلب: يسمونه ذئبا كمديح له ولشجاعته.
الذئب متهكما: الم ننصحك يا ابن العم منذ البداية ان تبقى ذئبا معنا، فانا فتكت باطفالهم ومواشيهم وانقضضت عليهم مرات عدة وهم يصفون ابطالهم بالذئب، فعليك ان تتعلم ان بني البشر يعبدون جلادهم والفاتك بهم ويهينون من يكون وفيا لهم ناعتيه بالكلب.
وهذه طباع بعض البشر تجاه الخونة والغادرين بهم ومديحهم لهم كالذئاب ونكران الجميل لمن يدافع عنهم بالحق والوفاء ونعتهم بالجبناء والكلاب.
الصحفي \ ماجد بيداري