© Photo / Unsplash/ Ricky Kharawala
عشتارتيفي كوم- وكالة سبوتنك/
كشفت دراسة جديدة أن الفئران تحاول إنعاش رفاقها الفاقدين للوعي، ما يشير إلى أن ميلنا الطبيعي لمساعدة الآخرين في أوقات الحاجة هو سمة متجذرة لدى الثديات.
وقال موقع "ساينس أليرت" العلمي، إن الباحثين لاحظوا لدى الفئران أيضًا نشاطًا في جزء من الدماغ مسؤول عن الوظائف اللاإرادية، إلى جانب زيادة في الإشارات الهرمونية، والتي بدت دافعة للقيام بنشاط شبيه بالإسعافات الأولية.
وبينما تتضمن "الإسعافات الأولية" لدى القوارض عضًا أكثر مما هو معتاد لدى البشر، وجد عالم الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا، وينجيان صن وزملاؤه، أن تقنية سحب اللسان التي تستخدمها الفئران ساعدت فعليًا في توسيع مجاري الهواء لرفيقها الفاقد للوعي، ما سمح له بالتعافي بشكل أسرع، كما حددت الدراسات دائرة عصبية تربط سحب اللسان بالاستيقاظ السريع لدى الفئران المخدرة.
وتم توثيق عملية إنقاذ مماثلة، منذ فترة طويلة، لدى الثدييات ذات الأدمغة الأكبر مثل الدلافين والفيلة، كما أنه من المعروف عن الفئران أنها تساعد أقرانها عندما تكون محاصرة، لكن سلوكيات "الإسعافات الأولية" لم تُدرس بتفصيل لدى الثدييات الأصغر حجمًا من قبل.
ولفت الباحثون إلى أنه لا يمكن الجزم بأن الفئران المساعدة تنوي تقديم المساعدة بشكل واعٍ، لكن استمرار محاولات الإنقاذ على مدى 5 أيام يشير إلى أن هذه التصرفات ليست بمجرد دافع الفضول.
ووجد الباحثون كذلك أن الفئران كانت أكثر ميلًا لمحاولة إنعاش رفاقها المألوفين مقارنة بالفئران الغريبة، ويرى عالم الأعصاب في جامعة توليدو، جيمس بوركيت، أن "تحيز الفئران لمن يألفونهم يخبرنا أن الحيوان يأخذ في الاعتبار هوية الحيوان عند تشكيل استجابته".
وفي سلسلة تجاربهم، قدم صن وفريقه، لفئران محتجزة رفاقًا ميتين أو فاقدين للوعي أو غير قادرين على الحركة، بعضهم كان مألوفًا للفأر المساعد، وبعض آخر غرباء تمامًا، وفي 50% من الحالات، قام الفأر الواعي بسحب لسان رفيقه غير المستجيب، ما سمح له بالتعافي والمشي مرة أخرى قبل الفئران، التي تُركت دون مساعدة.
وقال عالم الفسيولوجيا في جامعة جنوب كاليفورنيا لي تشانغ: "تبدأ الفئران بالشم، ثم الاستمالة، ثم التفاعل الجسدي المكثف، حيث يفتحون فم الحيوان ويخرجون لسانه"، وفي 80% من الحالات، أزال الفأر المنقذ جسمًا وضعه العلماء في فم الفأر المخدر، بينما تجاهلوا الأجسام الموضوعة في المستقيم أو الأعضاء التناسلية.
وحدد صن وفريقه زيادة في هرمون الأوكسيتوسين، وهو هرمون الترابط الاجتماعي، في النواة المجاورة للبطين في دماغ الفئران المساعدة، ومن المعروف أن هذه المناطق الدماغية تشارك في سلوكيات الرعاية.
وخلص عالما الأعصاب ويليام شيران، وزوي دونالدسون، في تعليق على الدراسات الجديدة، إلى أن "هذه النتائج تضيف إلى الأدلة التي تشير إلى أن الدافع لمساعدة الآخرين في حالات الضيق الشديد يشترك فيه العديد من أنواع الثديات".