الثقافة السريانية تلجأ للإدعاء العام في دهوك بعد تعدي شركة سيارات على موقع أثري آشوري      رئيس "السرياني العالمي" مهنئاً بتشكيل الحكومة: للإسراع في تطبيق القرارات الدولية      بيان ختامي لورشة عمل "رؤية سورية جديدة على ضوء التنوع"      غبطة البطريرك ساكو يدعو جميع الكنائس الكلدانية إلى صيام الباعوثا من اجل السلام      قداسة البطريرك مار أوا الثالث يستقبل نيافة المطران هوفنان ديرديريان و نيافة المطران كيغام خاشاريان/ كاليفورنيا      مديرية آثار دهوك ترفع دعوى قضائية ضد شركة "لكزس" بسبب التعدّي على منطقةٍ جروانة الأثرية الآشورية بناحية شيخان      اتحاد الادباء السريان يوقع المجموعة الشعرية ( العرس المدمى )      شهران على التغيير في سوريا… المسيحيّون ينتظرون تنفيذ الوعود      وفد أحزاب شعبنا القومية يواصل لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن      د. جيمس حسدو هيدو: قائمقامية العمادية تقرر إيقاف بناء المنازل المتجاوزة حديثاً عن أراضي قرية "ميزي" وتُبلغ الناحية بازالتها فوراً      البطريرك الراعي في قداس مار مارون: يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي      منع متظاهرين من دخول أربيل والداخلية تؤكد: لن نسمح بأي محاولة لزعزعة الاستقرار      رئاسة الجمهورية ترفع دعوى قضائية ضد السوداني وطيف سامي في المحكمة الاتحادية      ريبين سولاقا لاعباً في نادي أربيل      بعد أكثر من 20 عاماً.. دواء جديد يمثل "علامة فارقة" في تخفيف الألم      ليس تايسون أو محمد علي كلاي.. دراسة بحثية تكشف من هو صاحب أسرع لكمة على وجه الأرض      أسطورة الأرجنتين: رونالدو أفضل من ميسي.. والعالم يحتاج أمثاله      ترامب "جاد" بشأن جعل كندا الولاية الأميركية رقم 51      رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للصلاة والتأمل ضد الاتجار بالبشر      بسبب عدم الالتزام بالإرشادات البيئية.. اغلاق مصفاتين للنفط بالعاصمة اربيل
| مشاهدات : 485 | مشاركات: 0 | 2025-02-09 10:12:12 |

جدل عراقي بلا حدود!

جاسم الشمري

 

الجَدَل هو النقاش، والمحاجَّة، ويقال إنّ الأوامر العسكريَّة لاَ تَقْبَل الجَدَل، أيّ غير قابلة للأَخذ والرّدّ، وتَجادل المجتمعون: تخاصموا!

والجدل لا علاقة له بالحوارات الموضوعيّة، وهو متغلغل في كلّ ما يُحيط بالإنسان من القضايا السياسيّة والدينيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والرياضيّة وغيرها!

ومن أبرز سمات الجدل هي العصبية القائمة على نُصرة المواقف والآراء الشخصيّة والحزبيّة والعشائريّة ولو كانت بعيدة عن الصواب، وهذه النقاشات "الناريّة" تتحوّل، تدريجيّا، إلى حلبات مصارعة، فرديّة وجماعيّة، بعيدا عن العقل والمنطق!أعلى النموذج

والعراقيّون، كغيرهم من الناس، خاضوا في أوحال الجدل، وقد اختلفت رؤيتهم، قبل العام 2003 وبعده، على الكثير من القضايا الجوهريّة والثانويّة، وللأسف فإنّ غالبيّة جدالاتهم سقيمة، ولأجل الجدال فقط!

وأخطر الأنواع بينهم هي الجدالات الدينيّة، وبالذات حينما يُجادل المُجادِل بما يجهل من أحكام دقيقة، وبعضها يتعلّق بالتكفير والخروج من الدين!

والجدل الدينيّ بين غالبيّة العراقيّين مستمرّ حول قضايا وقعت قبل أكثر من 1400 سنة، وتتعلّق بالأجيال الإسلاميّة الأولى، ولهذا فَهُم في تناحر واضح وكأنّهم، بذواتهم، شاركوا في حيثيّات تلك الأحداث!

وحتّى الجهلة وصلوا لمرحلة الجرأة على الإفتاء والتكفير، وهذا أكبر دليل على الجهل المطبق، وبخصوص التخوّف من الفتوى قال ابن الصلاح: في كتابه "أدب المفتي والمستفتي (1/74)"، "هَابَ الفتيا أكابِر العلماء العاملين وأفاضل السابقين، والخالفين، وكان أحدهم لا تمنعه شهرته بالأمانة، مِن أنّ يدفع بالجواب، أو يقول: لا أدري، أو يؤخّر الجواب إلى حين يدري"!

فكيف بمَنْ لا يعرف أبجديّات اللغة العربيّة والدين والتاريخ؟

والجدل العراقيّ الآخر البارز هو جدل السياسيّين، الحاليّين والسابقين، فيما بينهم، وبالذّات في الإعلام، والبرامج الحواريّة، ومنصّة أكس!

وحينما نسمع كلام الساسة الذين قرّروا توجيه النقد المباشر لسياسيّين آخرين يتسارع للذهن بعض التساؤلات، ومنها: لماذا لم ينتقدونهم حينما كانوا داخل العمليّة السياسيّة، ولماذا يكون النقد بالتلميح وليس بالتصريح، ولماذا لا تُقدّم شكاوى عبر القنوات "القانونيّة الوطنيّة"، رغم أنّ غالبيّتها ستُقْبَر في طريق العدالة، لكنّ هذه الخطوات أفضل من مجرّد النقد والكلام غير المثمر؟

وهنالك منذ عدّة أشهر "موضة" جديدة في الإعلام العراقيّ بكافّة أشكاله تتمثّل بالكلام عن تغيير مرتقب، لدرجة أنّ أحدهم قال بمجرّد دخول الرئيس ترامب للبيت الأبيض ستكون "ساعة الصفر للتغيير"، وبدأ يتحدّث عن خطّة تفصيليّة، وتبيّن لاحقا بأنّها مجرّد هواء في شبك!

والتغيير الخارجيّ، البعيد عن السواعد الشعبيّة، لا يحقّق أمنيات الشعوب المظلومة، وسنعود "لنفس الطاس ولنفس الحمّام"، كما يقول المثل الشعبيّ!

والجدل العراقيّ الأخطر الآخر يتمثّل بمناحرات بعض الشخصيّات المعارضة في الخارج، وآخرها، قبل عشرة أيّام، حيث أتُّهِم أحد أكبر الشخصيّات المعارضة في واشنطن، من قبل معارض آخر، بأنّه ليس عراقيّا، وبأنّه ضابط في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وغيرها من الاتّهامات، وكأنّ الجدل والمناحرات ولدت وترعرعت في أرض العراق!

وممّا يدخل في الجدل هي النقاشات والأفكار والمشاريع السياسيّة الخياليّة، البعيدة عن الواقع، وهذه دلائل مخيفة على عدم فهم الواقع، ومعلوم بأنّه لا يمكن للمشاريع الوهميّة أن يُكتب لها النجاح!

وكذلك صرنا نرى ثلّة من الشباب تعشق الجدل، وبمجرّد أن انتمى أحدهم لأيّ حزب سياسيّ، أو التقط أحدهم صورة مع أيّ مسؤول، حتّى لو كان من المتّهمين بالإرهاب والفساد، يَتصوّر نفسه صار قياديا ويتكلّم بضمير (نحن) وينشر فعّالياته الشخصيّة العاديّة بصيغ التعظيم: " زرنا، والتقينا، وسافرنا، وحضرنا، وهكذا"، وهؤلاء مساكين ضحايا "النفخ السياسيّ الفارغ" وبالمحصّلة سينفجرون على أنفسهم دون تحقيق أيّ مكسب حقيقيّ للوطن والناس!

وغالبيّة الجدل العراقيّ يفتقر للضوابط الموضوعيّة والأخلاقيّة وخصوصا في مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي أسمّيها: مواقع التناحر الاجتماعيّ، والغاية الأبرز من جدالهم هي الاثارة والحصول على ردود الأفعال والاعجابات العبثيّة!

ومن بين الجدالات المجتمعيّة الواضحة قضايا الاتّهامات المستمرّة بالإرهاب والخيانة لأطراف داخليّة وخارجيّة، والسرقات الكبرى لكبار المسؤولين، والأفعال الجدليّة، وآخرها ما فعله قبل أسبوع، بعض عناصر الأمن، حيث ظهروا وهم يدوسون العلم السوريّ "الجديد" إلى جانب العلمين "الإسرائيليّ" والأمريكيّ ببغداد!

وهنالك قضايا أخرى نسمع بها في الطروحات والكتابات والخطابات الدينيّة والرسميّة ولكنّها هشّة في الميدان وأبرزها العدالة الاجتماعيّة وحقوق الإنسان، والتعلّق بالقيم النبيلة وغيرها!

وآخر صور الجدل العراقيّ تمثّل بالجدل القانونيّ عبر إصدار المحكمة الاتّحاديّة، الثلاثاء الماضي، أمراً ولائيّاً بإيقاف تنفيذ قوانين العفوّ العامّ، والأحوال الشخصيّة، وإعادة العقارات!

وهذا يعني أنّ البرلمان في واد والمحكمة الاتّحاديّة في واد آخر!

وأكثريّة هذه الجدالات مقصودة ومدعومة من بعض السياسيّين، عبر جيوشهم الإلكترونيّة العلنيّة والسرّيّة، لإشغال الناس عن الواقع المضطرب!

وبعيدا عن الجدالات المركّبة فإنّ النقاشات الرصينة هي واحدة من أدوات التلاقح الفكريّ الإنسانيّ، ولهذا يفترض العمل على تنقية حوارات العراقيّين من الجدالات المريضة، والسعي لجعلها نقاشات رصينة ونبيلة، وقائمة على الاحترام والتقدير للمخالف، وبعيدة عن الطعن والاتّهامات الشخصيّة!

وهكذا يُمكن تهذيب الجدل بطرق إنسانيّة راقية ليرتقي إلى مصافّ النقاشات المثّمرة وليكون وسيلة للتبادل الفكريّ، وأداة قوّيّة لتطوير الإنسان والمجتمع والدولة!

 

جاسم الشمري

@dr_jasemj67










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4168 ثانية