عشتار تيفي كوم - رووداو/
كشف راعي كنيسة الاتحاد المسيحي بمدينة ديرك (المالكية) القس نعيم يوسف، أن 60% من المسيحيين هاجروا من سوريا، خاصة بعد أحداث 2011، معرباً عن تخوفهم من "الدولة الدينية".
وقال يوسف، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، إن "عدد المسيحيين في سوريا تراجع بشكل خاص منذ بداية الأزمة السورية 2011، لكن الهجرة بدأت قبل ذلك بكثير، كما الحال في الثمانينات".
"500 عائلة مسيحية في ديرك"
وأضاف أن عدد المسيحيين في مدينة ديرك عام 2011 كان حوالي 1200 عائلة مسيحية، لكنه انخفض إلى 500-550 عائلة في الوقت الحالي، وفق قوله.
وبيّن أن "حوالي 60% من المسيحيين في سوريا هاجروا خارج البلاد"، لافتاً إلى أن "هجرة جيل الشباب في العائلات المتبقية داخل البلد".
وذكر أن من أسباب الهجرة أن "المواطن المسيحي دائماً يبحث عن الأمان وبقعة سلام ليعيش فيها، حتى لو اضطر لترك أرض أجداده والذهاب للغربة"، مردفاً أن "الثقافة الإنجيلية لا تشجع المسيحي على الحرب وحمل السلاح إلا في ظل سلطة الدولة والقانون".
كما لفت إلى أن "التجنيد الإلزامي في ظل الحرب، سبب آخر لهجرة الشبان"، موضحاً أن "الذي كان يذهب إلى الجيش فهو مشروع شهيد".
وتابع: "المسيحي ضعيف التمسك بالأرض، لذلك هو قادر أن يتعايش في أي منطقة ويتكيف في ظل الثقافة الغربية، لذا هو يفضل الهجرة، إلى جانب الوضع الاقتصادي والمعيشي".
"الدولة الدينية تُخيفنا"
بخصوص رؤيته لسوريا الجديدة بعد الأسد، ذكر أن "هناك هواجس ومخاوف في ظل الدولة التي ليس لها ملامح حتى الآن"، مشيراً إلى شعورهم بالخوف "مثل باقي المكونات".
وأردف: "هناك وعود وكلام طيّب من السيد أحمد الشرع لكن على أرض الواقع يوجد تفرّط، والتوجه نحو الدولة الدينية، وهذا طبعاً يخيفنا كثيراً".
وعلل تخوفهم "لأنه في ظل الدولة الدينية هناك مؤمنون وكفرة، ولا يوجد مواطنون متساوون أمام القانون".
راعي كنيسة الاتحاد المسيحي بمدينة ديرك، قال: "هناك حكومة مؤقتة كما يعِدون من قبل القيادة الجديدة، لذا نتمنى خيراً في ظل هذه الحكومة المؤقتة إذا كانت كاملة الصلاحية وتستطيع أن تتخذ قرارات نحو الأفضل".
وأكمل حديثه: "الشعارات الدينية في الجيش والأمن الحالي الذي هو من لون واحد، لا تطمئننا نحن كمسيحيين، ولهذا السبب نتمنى أن يكون التوجه الجديد في الحكومة المؤقتة نحو دولة مدنية علمانية تحترم المساواة بين جميع الأطياف بغض النظر عن انتمائه الديني والعرقي والثقافي".
"توجّه الكورد يطمئننا"
بخصوص التعايش في مناطق شمال وشرق سوريا، علق بالقول: "نعيش في هذه المنطقة الجغرافية، من جميع المكونات، بتآلف ومحبة وسلام، في ظل الإدارة الذاتية، لأن توجهها علماني ومدني غير ديني ونحن دائما نتخوف من التيارات السياسية الإسلامية، كونها مهما حاولت أن تلمع صورتها، لا يمكن أن تكون عادلة
أمام الآخرين الذين ليسوا من لونهم أو انتمائهم".
القس نعيم يوسف، رأى أن "توجه الكورد، علماني ومدني وقومي أكثر مما هو تعصب ديني، وهذا ما يطمئننا، ونحن في ظل الإدارة (الذاتية) لدينا كافة الحقوق وهناك مشاركة من كل المكونات في هذه الإدارة".
وأكد عدم تخوفهم "أبداً" من الكورد، مشيداً بالتعايش السلمي بين الكورد والمسيحيين، قائلاً: "نحن عائلة واحدة ولنا أصدقاء وحتى في كنيستنا نستقبل الكثير من الكورد الذين يأتون إلينا ويسمعون رسالة المسيح، وكأننا شعب واحد".
وشدد على أنه "لا يوجد تعصب ديني على الإطلاق، في هذه المنطقة الجغرافية، وهذا الذي يحفظ المنطقة"، مبيناً أن "التعصب هو الذي يؤدي إلى الدمار والهلاك".
ولفت إلى أن "كل فرد حر في انتمائه الثقافي والفكري والديني"، مشيراً إلى أن الكورد "منفتحون ومتقبلون".
دستور مواطنة
وذكر أن مطلبهم كأقليات في سوريا أن "يكون هناك دستور يضمن حقوق الجميع بعيداً كل البعد عن الدولة الدينية. فنحن شركاء ويجب ألا يوضع فيتو على مسيحي في ترشيحه لمنصب معين، حتى في رئاسة الدولة".
ودعا إلى أن الدستور السوري الجديد "دستور المواطنة الكاملة لكل شخص موجود في البلاد، ويضمن حقوق القوميات أيضاً السريانية والأرمنية والكوردية، بحيث يكون لديهم كامل الحقوق في ظل هذه الدولة".