مريض مصاب بفيروس نيباه يتم نقله إلى وحدة العناية المركزة في جناح عزل بولاية كيرلا بالهند. 20 يوليو 2024 - Reuters
عشتارتيفي كوم- الشرق/
تمكَّن باحثون من كلية الطب بجامعة "هارفارد" وكلية الطب بجامعة "بوسطن" في الولايات المتحدة من رسم خريطة مكون حيوي لفيروس نيباه "القاتل"، بحسب دراسة نُشرت في دورية "سيل" (Cell).
ينتقل فيروس نيباه عبر الخفافيش، وقد تسبب في تفشي المرض بين البشر بشكل سنوي تقريباً منذ اكتشافه عام 1999.
وقال الباحثون إن هذه الخطوة تقربهم لتطوير علاجات ضرورية لمواجهة هذا الفيروس. وحتى الآن، لا توجد لقاحات للوقاية من "نيباه"، أو التخفيف من حدته، كما لا توجد علاجات فعّالة سوى الرعاية الداعمة.
فيروس نيباه
ينتقل فيروس نيباه من الخفافيش إلى الخنازير والبشر، كما يمكن أن ينتقل عبر الطعام الملوّث، أو مباشرة من شخص لآخر عبر الرذاذ الناتج عن السعال.
وصنَّفت منظمة الصحة العالمية الفيروس كمرض ذي أولوية، ويتطلب البحث العاجل لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج.
وأشار الباحثون إلى أن الفيروس يمتلك القدرة على التسبب في جائحة، حيث يمكن أن ينتقل عبر الرذاذ والإفرازات التنفسية، وهناك أدلة تشير إلى أن بعض المصابين الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة قد ينقلون الفيروس أيضاً.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى أمراض تنفسية حادة والتهاب الدماغ، مما يسبب اضطرابات عصبية مدمرة وقد يؤدي إلى الوفاة.
وتشير التقديرات إلى أن الفيروس يودي بحياة ما بين 40% إلى 75% من المصابين، مقارنة بفيروس "إيبولا" الذي يقتل بين 25 إلى 90% من المصابين في تفشيات سابقة.
في هذه الدراسة، ركَّز الباحثون على جزء من آلية الفيروس، يُعرف بـ"مجمع البوليميراز الفيروسي"، وهو مجموعة من البروتينات التي يستخدمها الفيروس لنسخ مادته الجينية والانتشار.
وقدَّمت الدراسة صورة ثلاثية الأبعاد مفصَّلة لـ"بوليميراز" الفيروس وميزاته الأساسية، مما يسلط الضوء على كيفية تضاعف الفيروس داخل المضيفين.
"تأثير كبير"
وأكد الباحثون أن هذه الخطوة الأولى نحو فهم آلية الفيروس تُعتبر حاسمة، مع ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية عمل البوليميراز.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، راشيل فيرنز، الباحثة في جامعة "بوسطن"، إن فهم كيفية تنظيم البوليميراز لتفعيل وتعطيل الأنشطة الإنزيمية اللازمة لتكاثر الفيروس "سيكون له تأثير كبير".
وساهمت الدراسة في توفير قاعدة معلومات يمكن استخدامها في تصميم العلاجات، حيث يمكن أن يساعد الفهم الجديد للبوليميراز في تحديد خصائصه الوظيفية التي يمكن استهدافها بالأدوية.
وذكر الباحثون أنهم استخدموا المجهر الإلكتروني فائق التبريد لدراسة بنية البوليميراز، كما أجروا طفرات لدراسة كيفية تأثيرها على وظيفة البوليميراز.
وقال الباحثون إنهم يأملون في أن تشجع هذه النتائج على إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الفيروس المميت.