مصدر الصورة، Getty Images
عشتارتيفي كوم- بي بي سي/
كانت صفقة انتقال نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي من نادي باريس سان جيرمان إلى صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، الأهم والأكثر ترقباً ضمن صفقات سوق الانتقالات في كرة القدم خلال عام 2024.
واتجهت بعد ذلك أنظار عشاق الملاعب نحو مراقبة الفرق المتوقع الذي سيحدثه قدوم مبابي إلى مدريد وغيابه عن باريس.
لكنّ مبابي أمضى النصف الأول من الموسم الأول له في مدريد، دون تحقيق المتوقّع من نجم عالمي يحمل رصيد إنجازات حافل في الدوري الفرنسي وفي بطولات كأس العالم والأمم الأوروبية، ما جعله في مرمى انتقادات الجمهور والصحافة.
ماذا يحتاج ريال مدريد حاليا للعودة إلى مستواه في الليغا؟
وفي آخر تصريح لمبابي على موقع ريال مدريد، قال النجم الفرنسي: "أستطيع تسجيل المزيد من الأهداف، وأعلم أنني أستطيع إعطاء المزيد".
فما الذي حققه مبابي حتى الآن مع ناديه المفضّل؟ ولماذا يواجه الانتقادات؟
فتى فرنسا المدلّل يغادر المنزل
كان عمره 19 عاماً عند ارتدائه القميص رقم 10 مع المنتخب الفرنسي، وساهم بفوز بلاده بكأس العالم عام 2018، وسجّل هدفاً حاسماً في المباراة النهائية حينها.
كما كان بطل عودة منتخبه في المباراة النهائية، لآخر نسخة من كأس العالم عام 2023 في قطر، واستطاع قيادة فريقه وتسجيل ثلاث أهداف في الشوط الثاني والأشواط الإضافية في هذه النسخة.
شكل مبابي تهديداً جدياً لمنتخب الأرجنتين الطامح بقوة لنيل لقبه الثالث بقيادة ميسي، حتى لحظات المباراة الأخيرة التي انتهت بخسارة فرنسا بضربات الترجيح.
ويتذكر المشاهدون جيداً مشهد إنحناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجلوسه أرضاً لمواساة مبابي بعد خسارة تلك المباراة، وخسارة لقب تلك النسخة من البطولة التي أُقيمت في قطر.
كما ظهر مبابي إلى جانب الرئيس الفرنسي في أكثر من مناسبة، إحداها حين كان يتحدث بودّ وثقة إلى ماكرون والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكانت دليلاً على المكانة التي يتمتع بيها النجم الشاب في فرنسا.
انتقل مبابي من نادي موناكو إلى نادي العاصمة بعد أن سطع نجمه في نادي الإمارة الفرنسية الصغيرة، وفي باريس، لعب إلى جانب نجوم كبار، من بينهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار.
وترك مبابي في رصيده قبل الانتقال إلى ريال مدريد، 255 هدفاً في 305 مباراة مع سان جيرمان، و46 هدفاً مع المنتخب الفرنسي في 77 مباراة.
من باريس إلى مدريد: تحقيق الحلم
لم يخف مبابي يوماً رغبته أمام الصحافة والجمهور باللعب في صفوف "الميرينغي"، وانتظر حتى صيف 2024 لتحقيق حلم طفولته.
تأخرت هذه الخطوة موسماً كاملاً بعد رفض نادي باريس سان جيرمان قرار مبابي المغادرة بعقد حرّ (مجاني) فور انتهاء عقده عام 2023، ووصل حينها الطرفان إلى تسوية تقضي ببقاء مبابي موسماً إضافياً في باريس.
وقال مبابي في حديث صحفي في منتصف ديسمبر/كانون الأول لبي إن سبورت، إنه لو لم يذهب إلى ريال مدريد، لبقي مع باريس سان جيرمان، مشيراً إلى أنه ذهب ليلعب مع أكبر نادي كرة قدم في
الليغا: البطولة الصعبة؟
لم يسجّل مبابي عدداً كبيراً من الأهداف، بالمقارنة مع ما سجّله قبل القدوم إلى إسبانيا، ولم يقدّم ما تعوّد الجمهور مشاهدته من أداء جعل من اللاعب الشاب نجم فرنسا الأول.
ورأى المحلّل الرياضي المصري أحمد عطا أنّ أداء كيليان جاء بأقلّ من المتوقع من لاعب يصنّف من بين نجوم العالم، خاصة وأنّ ريال مدريد سعى خلف التعاقد معه لسنوات طويلة.
لكنه أشار إلى ظهور تحسّن في مستواه مؤخراً، قد يسمح له بالعودة بقوة مع بداية النصف الثاني من الموسم.
وقال عطا إنّ المطلوب من لاعب بحجم مبابي هو أن يكون على المستوى المطلوب منه، وأن يكون نجم الفريق أو النجم الشريك إلى جانب فينيسيوس جونيور.
ولفت عطا، إلى أنّ مبابي لعب طويلاً في دوري مستواه أقلّ من الدوريات الكبرى الأخرى في أوروبا، حيث كان عدد المباريات عالية المستوى التي شارك فيها كيليان مع باريس قليلاً جداً.
وقال إنّ أداء كيليان يتحسّن تدريجياً، ورغم بطئ الوتيرة إلا أنّ ذلك قد يكون مؤشراً جيداً، وأضاف إنه من الطبيعي أن تكون بداية اللاعبين مع ناد جديد بطيئة ثمّ تتحسن الأمور لاحقاً.
هل يحتاج الريال مدريد إلى مبابي؟
في العام الماضي حقق ريال مدريد كل شيء تقريباً، إذ حمل لقب الدوري، واستعاد لقب دوري أبطال أوروبا، وأضاف كأس السوبر الأوروبية وكأس إسبانيا.
ويضمّ النادي الملكي كعادته أهم أسماء نجوم الكرة حالياً: الفرنسيان تشواميني وكامافينغا إلى جانب النجم البريطاني جود بيلينغهام، والبرازيليان الشهيران رودريغو وفنيسيوس جونيور.
وبذلك، فإن جميع لاعبي ريال مدريد تقريباً نجوم من الصفّ الأول، إذ لطالما واجه خصومه بتشكيلة لاعبين توصف بـ"المرعبة".
ومؤخراً، أراد الفريق الإسباني أن يجد بديلاً في مركز رأس الحربة، للفرنسي كريم بنزيما الذي أنهى مسيرته في إسبانيا وتوجه للعب في السعودية.
ويشير أحمد عطا إلى أن صفقة مبابي صُنعت لريال مدريد، فالنادي ورئيسه والنجم الفرنسي رغبوا جميعا في إتمامها.
لكنّ مبابي يفضّل أيضاً اللعب على الناحية اليسرى، حيث تعوّد بناء هجماته والانطلاق بسرعة مسجلاً أهمّ وأجمل أهدافه، ويقول عطا إن المدرب أنشيلوتي لا يساعد النجم الفرنسي كثيراً للعب في موقعه المفضّل، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتأثر لاعب بنتائج الفريق، موضحاً أن "بعض لاعبي ريال مدريد يحرجون مبابي من خلال أدائهم الجيّد مثل فينيسيوس جونيور".