العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش      تعرض الأسقف مار ماري عمانوئيل للطعن داخل كنيسة في استراليا      كنيسة ماريوسف تحتفل برسامة شمامسة وشماسات من أبناء خورنتها / الشيخان      المدير العام للدراسة السريانية يقدم التهاني لمعالي وزير التربية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين      عقوبات أميركية جديدة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل      “نيدو” و”سيريلاك” لهما طعم آخر بالبلدان الفقيرة! تقرير يتهم “نستله” بالتمييز بين أطفال العالم      سان جيرمان يعبر برشلونة إلى نصف نهائي أبطال أوروبا      سفير الاتحاد الأوروبي: زيارة نيجيرفان بارزاني الأخيرة الى بغداد مهمة      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الاثنين      5 سنوات على حريق كاتدرائية نوتردام، و90% نسبة إنجاز عملية الترميم
| مشاهدات : 836 | مشاركات: 0 | 2021-10-25 09:17:38 |

نظرية من أول هَدَّة

بهنام شابا شمني

 

في الفترة الاخيرة انجزت مهمتين من ضمن الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن . اولاهما الحصول على البطاقة الوطنية . وثانيهما الحصول على اللقاح ضد فيروس كوفيد ١٩ . وتم لي ذلك بالاستناد الى نظرية (من أول هدَّة) .

ووفقا لنفس النظرية كنت قد حصلت سابقا على اجازة السوق وجواز السفر وما شابه ، لانه في العراق كل شيء ان لم تلحقه في بدايته يستصعب عليك الحصول عليه او ربما قد لا تحصل عليه نهائيا .

والمقصود هنا بأول هدة . اي الوهلة الاولى ، او كما نقول بالعامية من بدايتها ، وبالمصري من أولها .

لانه في عراقنا العظيم ، كلما استعجلت في انجاز مهمة ما تخص علاقتك بالدولة منذ المباشرة بتقديمها ، تضمن سرعة انجازها وضمان الحصول عليها . لان التأخير والانتظار لن يخدمك ، بل يزيد من تعقيد انجازها . لان دائما الجهات المختصة بدلا من ان تقوم بتبسيط الامور وتسهيلها على المواطن بالتعرف على المعوقات خلال فترة العمل السابقة ، نجد ان هذه الجهات تزيدها تعقيدا بالممارسات البيروقراطية المستحدثة ، وهذا ما يساعد على ظهور طرف ثالث لا علاقة له بالخدمة ، ولكن وجوده يصبح ضروريا لتسهيل مهمة المواطن وهي الوساطة ما بينه اي بين المواطن  والعاملين في الدائرة . وقد يكون هذا شخصا محترما تربطه علاقة باحد العاملين في الدائرة ، او ان يستعين المواطن بشخص ينوب عنه في مراجعاته للدوائر الحكومية يتولى انجاز المهمة مقابل ثمن يتم الاتفاق عليه مسبقا وهو الذي يطلق عليه ب (المُعَقب) الذي تطور عمله واصبح يتعامل ليس بالعملة المحلية وانما بالدولار .

وربما يجازف المواطن ويصر على انجاز المهمة بنفسه رغم كل التعقيدات والمعرقلات التي يتفنن الموظفون في اختلاقها والوقوف في طوابير الانتظار الطويلة امام شباك صغير (لا يظهر من خلفه غير وجه الموظف) وتحت اشعة الشمس المحرقة في الصيف والبرودة والامطار في الشتاء ، وفي كل مرة يطل عليك شخص اما بملابس عسكرية او مدنية في خاصرته سلاح لينتهر الواقفين في الطابور ربما يصفهم بالهمج والرعاع لانهم لا يعرفون الالتزام بالنظام ، لتجده وقد ادخل معه شخصا حضر لتوه الى المكان قاصدا نفس الخدمة التي يقف الاخرون في الطابور لانجازها ، وبعد وقت قصير يخرج هذا الشخص مزهوا والابتسامة العريضة تملأ وجهه لانه انجز مهمته دون تعب ولا انتظار ، وجميع من في الطابور ينظرون اليه ويندبون حظهم الذي لم يسعفهم في وجود شخص على معرفة به يعمل في نفس المكان .

وعلى مقربة من المكان شخص يقطع المسافة امام الطابور جيئة وذهابا ، يختفي برهة ليخرج بعد حين من مدخل الدائرة الخلفي وبيده مجموعة من الملفات هي معاملات يسلمها الى اشخاص ينتظرونه في الخارج ، يبدو من تعامله انه سمسار يسهل من مهمة المواطنين في انجاز معاملاتهم بالاتفاق مع العاملين في الدائرة مقابل ثمن تذهب نسبة منه اليه والنسبة الاكبر تعود الى المتعاملين معهم . 

وهذه النظرية لا تنطبق على الخدمات التي تقدمها الدولة فقط ، وانما تسري على جميع ما يخص الدولة وقوانينها وقراراتها .

خذ مثلا الدستور ، تجد في مواده كا ما يضمن حقوق كل اللذين شاركوا في كتابته وجاءت وفقا لما ارادوه ، بينما  هناك شرائح في المجتمع العراقي تجد نفسها مغبونة فيه او تشوب مواده اخطاء كثيرة ، لانه لم يكن هناك من يمثلها في لجنة كتابته او هُمِشت عمدا واصبح من الصعب تغييره الان رغم مطالباتهم الكثيرة بذلك .

وكذا الامر في حقل التوظيف ، فهناك الكثيرين ممن يبحثون عنه الان ولن يجدوه ،  بينما كان في متناول يدهم في وقته ، بعد ان اصبح اغلبه محصورا في المتنفذين في السلطة من الاحزاب والشخصيات ، وللمقربين من اصحاب القرار حتى على مستوى الدائرة ، وتُركت فسحة صغيرة تكاد لا تذكر يتنافس عليها عامة الشعب .

واحيانا تصدر الدولة قوانين او قرارات ما ان يسمع المواطن بها حتى يجد انها قد اصبحت غير نافذة المفعول ، وقد فاته الاستفادة من امتيازاتها ، وكانها أُصدِرت لخدمة شريحة معينة فقط وهو الحاصل فعلا .

والعدوى قد انتقلت ايضا الى المؤسسات والمنظمات والجهات غير الحكومية . فتجد قرارات وخدمات تصدرها او تقدمها هذه الجهات الى المستهدفين في انشطتها لتجد انها تشمل بها مجموعة معينة دون اخرى رغم احقية الجميع بها ، فتنتظر دورك ولا يأتي.

اذن ايها القاريء العزيز ، ان كنت تعيش في العراق فلا تفوت الفرصة ان سنحت لك وتنتظر حتى تتجلى الامور امامك وتتضح فوقتها سيصعب عليك الحصول عليها .

العراق بلد التقلبات والمفاجآت ، والاوضاع والقرارات والقوانين فيه تتغير بين لحظة واخرى ، وما تحصل عليه اليوم ربما لا تحصل عليه غدا . 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5947 ثانية