بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 763 | مشاركات: 0 | 2021-07-24 10:10:50 |

مُتَلاّزِمَة ستوكهولم تُبيّد المَسيحيين في العراق ….ج1

بشار جرجيس حبش

 

الجزء الأول … متلازمة ستوكهولم …

من المفترض أن يكون المتخصصين بعلم النفس والدارسين له على دراية كاملة وإطلاع تام على حالة مَرَضِية نفسية يطلق عليها مُسَمى متلازمة ستوكهولم وأسباب الإصابة بها وأعراضها والمعاناة التي تسببها للإنسان وتداعياتها الخطيرة على شخصية الإنسان والمجتمع. ورغم أن هذه المتلازمة قد تمت ملاحظتها وتشخيصها ودراستها قبل سنوات قليلة نتيجة متابعة ومراقبة وتحليل لتصرفات وأقوال بعض الرهائن المختطفين بعد تعرضهم لعملية إرهابية من قبل عصابة إجرامية قامت بالسطو على بنك في ستوكهولم ونتيجة حظهم العاثر تم إحتجازهم لعدة أيام عانوا خلالها من الإرهاب الجسدي والضغط النفسي الشديد والرعب المستمر. وبعد تحريرهم من براثن العصابة الإجرامية وخلال التحقيقات معهم إنذهل المُحَقِقون وإستغربوا جدا من أقوال وسلوك هؤلاء الأشخاص حيث إكتشف المحققون أن المخطوفين قد أظهروا تعاطفا كبيرا جدا وداعمين لسلوك وتفكير أفراد العصابة الإجرامية، بل أن البعض منهم تعاون مع المجرمين خلال فترة الإختطاف والحجز وهنا تكمن الخطورة الكبيرة لمتلازمة ستوكهولم. وهي أن الضحية يصبح مجرماً بحق نفسه وبحق المجتمع.... لذلك فإن هذه الأعراض الغريبة نوعا ما على المحققين جذبت إنتباه علماء النفس لدراسة هذه الظاهرة التي طرأت على فكر وسلوك الإنسان بعد تعرضه لظروف القهر والإرهاب لعدة أيام فقط....

ومن هنا كانت البداية لدراسة وتشخيص هذه الحالة التي أطلقوا عليها فيما بعد متلازمة ستوكهولم بسبب الحادث الإرهابي الذي وقع في عام 1973 أي قبل سنوات قليلة في أحد بنوك مدينة ستوكهولم السويدية لكن بداية الدراسة والتشخيص لهذه المتلازمة في هذا التأريخ وما بعده لا يعني مطلقا عدم وجودها قبله بمئات السنيين وربما أكثر من ذلك...لذلك فإن من المؤكد أن المتلازمة قد أصابت أناس آخرين وكثيرين لكن لم ينتبه اليها أحد ليهتم بدراستها وكشف أسبابها وتشخيصها لوضع الحلول لها..

وحيث أنها أصابت مجموعة قليلة من الأشخاص بعد أن تعرضوا لنفس ظروف القهر و الإرهاب و ذات المعاناة و الضغوط النفسية ولنفس الفترة القصيرة حيث تم إحتجاز الرهائن لمدة 6 أيام فقط فإنه من الممكن جدا أن تصيب مجموعات كبيرة من البشر في ذات المجتمع إن تعرضوا جميعا لنفس الضغوط النفسية و إن مورست ضدهم اساليب الإعتداء الجسدي و القهر والإذلال و الإرهاب الفكري لفترة زمنية طويلة و لذلك فإن من الممكن جدا أن تصيب مجتمع بأغلبيته العظمى و حتى شعب بأغلبيته العظمى أكرر بأغلبيته العظمى إن إستمرت عليه ذات الضغوط النفسية وأساليب الإعتداء والإرهاب و القهر والإذلال لعشرات بل و لمئات السنين و بشكل مستمر…وهذا ما أثبته علم النفس في تفسيره لمتلازمة ستوكهولم و يوضح بشكل جلي أن تعاطف الضحايا المُستَعبَديّن مع مُستعبديهم إنما هو نتيجة الخوف المسيطر عليهم و الذي يسلب إرادتهم و يصادر قرارهم الشخصي و بالتالي يصبح الهدف بالنسبة لهم هو فقط الحفاظ على حياتهم و التعايش مع مُستَعبديهم و طبقاً لعلم النفس التطويري الذي يفسر تعاطف وإرتباط المخطوف مع الخاطف فإن المخطوف يبحث له عن وسائل تمنحه نوعا من السلامة الجسدية والأمان الحياتي و الإستمرار في حالته رغم أنه يكون فيها مسلوب الإرادة و لا قدرة له على المواجهة فإنه يعتقد واهماً أن أفضل الوسائل له هو أن يتعاطف مع الخاطف و يتوافق معه ويرتبط به رغما عنه بما يمكنه من التعايش مع الخاطف للحفاظ على حياته حتى وإن كان على حساب حريته وكرامته ومستقبله وعلى صعيد المجتمع كذلك يفسر علم النفس التطويري آثار متلازمة ستوكهولم على المجتمعات والشعوب التي تكون خاضعة تحت حكم الأنظمة القمعية و الدكتاتورية والشمولية التي لا تملك شرعية السلطة من أغلبية الشعب، حينها تلجئ الى الوسائل القمعية والإرهابية من أجل تشكيل قوة ضغط نفسية على أفراد المجتمع ولمدة طويلة. لبناء علاقة بين السلطة و المجتمع يكون أساسها الخوف من النظام فيصبح المجتمع مع هذه العلاقة مجرد ضحية للنظام حتى يصل الى مرحلة يعتاد الشعب فيها على القمع والذل لدرجه تجعله يخشى من التغيير حتى وإن كان للأفضل بل ويدافع عن النظام القمعى ويختلق له محاسن وإنجازات يخدع نفسه بها لذلك فإن الشعب الذي يتعرض لأساليب القمع و الإرهاب بكل أشكاله و صوره و لمئات السنين فإنه بالتأكيد سوف يصاب بمتلازمة ستوكهولم وهنا قد يعترض البعض على أن الأمر لا يخرج عن كونه مجرد إفتراض لا يمكن أخذه بنظر الإعتبار أو الإستناد عليه و بالتالي لا يكون معبراً عن الحقيقة على أرض الواقع ، و لكن ما لا خلاف فيه إن الإفتراض هو محاولة قراءة سطور لم تكتب بعد و أحداث لم تقع....

 لكن بالإعتماد على قراءة الماضي والتَبَصر في الحاضر بتجرد تام وبعيد عن العاطفة التي بسببها دائما تُحَرف الحقائق. وحتى يكون الإفتراض ممكن الإستناد عليه بهدف الكشف عن الحقائق فإنه يجب أن يستند على وقائع وأدلة وبراهين، فإن كانت الوقائع موثقة تأريخيا ومثبتة ولا خلاف عليها ولا يمكن نكرانها والبراهين منظورة وواضحة حينها يكون هذا الإفتراض ممكنا جدا لأن يوصلنا الى الحقيقة التي يجب البحث فيها ودراستها وإن كانت هذه الحقيقة قد حصلت وثبتت على أفراد أو مجاميع صغيرة أو مجتمعات كبيرة تحت مسمى متلازمة ستوكهولم فهذا ما يساعد على التَيَقن أن هذه الحالة ممكن أن تُصيب شعبا بأكمله.. ومن الممكن جدا أن تصبح جزءاً من شخصيه أفراده وقِيَمَهِم وأخلاقهم وحينها يتحاشى خجلا أن يعتبرها حالة نفسية سلبية تتمكن منه وتؤثر فيه…وهنا لابد وأن يلجئ الى البحث عن تبريرات يخدع بها نفسه متحاشيا الإعتراف بالحقيقة التي تخجله. حينها من الممكن جداً أن يورثها لأجياله من بعده على إنها حالة طبيعية وشخصية سليمة…ومثلما الإنسان يورث لأجياله صفاته الجسدية من خلال الجينات الوراثية فإن التربية والتنشئة البيتية والمعايشة المجتمعية ممكن أن تنقل القيم والأخلاق ويكون لها دور كبير في شخصية الإنسان وتحديد سلوكياته وهذا ما حصل مع شعبنا، أنه يُوّرِثَ لأجياله متلازمة ستوكهولم بما تحمله من خوف وظلم وقهر ويقنعه تماما على أنها أسلوب حياة يمنحه الأمان والسلام وإنها من الصفات الشخصية الطبيعية جداً التي تمنحه الرُقي الإنساني..

بل والطامة الكبرى هي أن يقنعه تماما أن ما يعيشه إنما يعبر تماما عن تعاليمه الدينية وتتطابق مع وصايا الرب له وإنها تُكَمِل له إيمانه الفطري العاطفي الموروث.. !!!!! وهذه هي واحدة من أعقد المشاكل المُستَعصِية لأسباب كثيرة والتي يعاني منها شعبنا ولا يتجرأ على مناقشتها لأنه يخاف من الفصل بين التعاليم الدينية وإيمانه بها وحياته ضمن مجتمع ينتزع منه كل حقوقه ويرهبه جسديا وفكريا .....

يتبع

الجزء الثاني … أعراض مُتَلاّزِمَة ستوكهولم …

                                بشار جرجيس حبش

                 بعيدا عن بغديدا / السبت 24 تموز2021










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6055 ثانية