طلاب مدرسة الآحاد يحيون أمسية عيد الميلاد ورأس السنة في كنيسة القديسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس بزاخو      محافظ نينوى يفتتح نصب الخلود تخليداً لأرواح شهداء فاجعة عرس الحمدانية الأليمة الذي شيد في باحة مطرانية الموصل للسريان الكاثوليك في قضاء الحمدانية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور سعادة السيد فرنسيسك ريفويلتو-لاناو رئيس مكتب التمثيل الإقليمي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) في أربيل      البطريرك ساكو يستقبل سماحة السيد احسان صالح الحكيم وشقيقته      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور دير مار يوسف لرهبانية بنات مريم المحبول بها بلا دنس الكلدانيّات للتهنئة بعيد الميلاد المجيد في عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان بطريرك الأرمن الكاثوليك للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة      صور لقرية كوماني تكتسي بحلّةٍ بيضاء ناصعة بعد تساقط الثلوج بكثافة، في مشهدٍ يفيض جمالًا وهدوءًا      بالصور.. بغديدا في اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يستقبل معالي الدكتور رامي جوزيف آغاجان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل سعادة السيد بريجيش كومار القنصل العام لجمهورية الهند في أربيل      محافظ أربيل: 2025 عام ازدهار السياحة وتطور الخدمات في المدينة      وزير الزراعة العراقي: تركيا تطلق لنا 100 متر مكعب من المياه فقط      وثيقة سرية: الجيش الألماني يحذر من "حرب هجينة" تمهد لنزاع عسكري واسع      طهران تبدي استعداداً لمحاورة المتظاهرين.. وتحذر من "زعزعة الاستقرار"      تحذير طبي: قطرات الأنف قد تتحول من علاج إلى إدمان      الفيفا يتجه لإحداث تغيير "ثوري" في قاعدة التسلل      ظاهرة "دودة الأذن".. لماذا تعلق بعض الأغاني في أذهاننا؟      خلود الرجاء... تقرير عن عدد المرسلين المستشهدين عام 2025      الديمقراطي الكوردستاني يستبدل مرشحه لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي      البابا لاون الرابع عشر رجل العام ٢٠٢٥ وفقاً لمعهد موسوعة "تريكّاني" الإيطالية
| مشاهدات : 911 | مشاركات: 0 | 2021-06-20 10:10:11 |

رحيل شاعرة وأية شاعرة !

نبيل يونس دمان

 

     في فراق السومرية ونخلة العراق الشامخة لميعة عباس عمارة، التي رحلت من ارض غربتها في الولايات المتحدة الامريكية، لتلحق بركب الراحلين قبلها وآخرهم الشاعر الكبير سعدي يوسف الذي غادر قبل ايام من مغتربه في بريطانيا. ذكرت في احدى مقابلاتها الصحفية ابن عمتها الشاعر عبد الرزاق فقالت " أنا أرقُّ منه وأغزَل .. وهو أوفرُ عطاءً وأجزل" .

وفي الشعر انشدت لميعة قائلة:

أرد ّ أسألك ... وبحسن نيه... أمحلفك بالله ترد...

ربك بيوم الـصـورك جم يوم طينك نقعه بماي الورد؟

وانشدت ايضاً:

لعنة اللاعن يا شعر عليك ما الذي أوقعني بين يديك كل أسرار الورى مستورة وخفي الهمس مفضوح لديك أنت لو كنت ملاكاً صالحاً ما توسلـــنا بشيطانٍ إليـك.

في احد مهرجانات المربد تغزل بها شاعر فقال:

أتدخنين... لا... أتشربين... لا... أترقصين... لا... ما انت جمع لا

فقالت:

أنا التي تراني، كل خمول الشرق في أرداني، فما الذي يشد رجليك الى مكاني؟

يا سيدي الخبير بالنسوان، ان عطاء اليوم شيء ثانِ، " حلّق" فلو طأطأت... لن تراني.

 

والآن اليكم ما كتبتُه في دفاتري يوم 13- تموز- 1994 بعنوان (عرس الشعر) :

     منذ مجيئي الى هذه البلاد قبل اربعة سنوات، وانا اعتبر الأدب والثقافة غائبان عن الساحة، وإذا ظهرت ومضات هنا وهناك بين حين وآخر فإنها تخمد لاسباب عديدة منها: عدم وجود إمتداد ثقافي وأدبي مع الوطن الأم، وعدم وجود روابط تجمع المثقفين والأدباء القادرة على اكتشاف المواهب وتطويرها وصقلها، كذلك طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه. ولكنني رأيت عرس الشعر بعينه في الأمسية الرائعة التي نظمها "صوت الكلدان" الذي لا يسعني إلا ان أشد على أيدي زملاءه مهنئاً على نجاج تلك الأمسية.

     في الوقت المحدد وحال وصولي أمام بوابة نادي "ساوثفيلد مانر" رأيت تجمعاً كبيراً امامه، فقالت زوجتي " إنهم يستعدون لإستقبال الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة" لكنني عقبت بسرعة وقلت الكهرباء... آه الكهرباء التي كانت مقطوعة !! وعند دخولنا القاعة رأيناها مكتظة وعلى أضواء الشموع وحرارة اللقاء والجو شاعري حقيقة، مئات الناس صابرة بإنتظار وحي الشعر والكهرباء الذي يرينا ويسمعنا نجومه في تلك الليلة التموزية المباركة. قال البعض إنه نحس الرقم 13 المشؤوم، وقال آخرون انه المخاض الأليم الذي سبق إنبلاج فجر الرابع عشر من تموز.

     بعد ساعتين من الإنتظار، هلّت الكهرباء فأشاعت البهجة في النفوس، وترقب الجميع بلهفة منصة الخطابة التي أجادت عريفة الحفل أميرة بجوكا إدارته بلغتها الآرامية الجليّة وكلمات المودة التي لم يُضنها ظلامٌ او تعبٌ، وجاءت كلمات الشوق الرقيقة لصوت الكلدان ثم تعاقب شعراء المهجر بإلقاء ما نضحت به أقلامهم وما صدحت به حناجرهم، فكان صوت يوسف شكوانا الهادئ المعبر في قصيدة "خرابة دأثري.. خراب وطني" وتلاه سلام يلدكو في قصيدته الجميلة "أره دبابل.. ارض بابل" ومن ثم الاخت الشاعرة الطموحة انتصار يونو في قصيدتها "تنياثه دحُبه.. كلمات في الحب" ، فألف تهنئة لهم والى إستعدادات اخرى في المستقبل والشعر كما يقال رئة الحياة يتنفس الناس به الصعداء.

     وجاء دور شاعرتنا العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة، تلك النخلة الشامخة التي تعيش مرغمة تحت سماء اخرى، ولم يتعبها ثقل العمر، فبدت شابة مرحة بحيويتها كأنها توزع المناشير في أروقة دار المعلمين ببغداد مطلع الأربعينات ومعها زميلها شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب. لم تنس لميعة الروح العراقية المرحة وتعطشها للنكتة والإثارة فأجادت الضرب على ذلك الوتر ولبّت ذلك المطلب الكامن في النفوس والذي حول القاعة الى موجة من التصفيق والفرح والإغتباط وتعالي الصيحات كل هنيهة لتعيد الى الاسماع ما تنشد به. وأنشدت لميعة أشعارها في التغني بالوطن وبالمآسي التي حلّت به، وعن غربتها، وحبّها، والوصايا العشرة، وأرض الكنانة، وبابل، وبغداد، فلها العافية وطول العمر والى لقاءات أخرى.

     ختاماً: تحية للجمهور الذي ملأ القاعة وتحمل الجو الصيفي الحار بإنتظار الكهرباء ووجوه الشعراء لما بعد منتصف الليل مغتنياً بدرر الكلمات التي انهالت عليه وهو في لجّة الحياة ومتاعبها في هذا البلد.

     أمنياتنا: ان تتكرر تلك الأماسي ويقيناً ستشهد تطوراً أكبر وتكون حافزاً للأفضل، والجمهور العراقي هنا قلب المعادلة ولم يدع المقولة الرائجة ان تمر "ان الثقافة والادب تنتحبان هنا" ، كما لم يدعها شعراء المهجر الفطاحل من امثال ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وغيرهم ان تمر منذ أوائل القرن العشرين بل جعلوها مكملة لحياتهم في أوطانهم، ويحدونا الأمل ان تستقر الحياة في وطننا الأم العراق ويعود اليه السلام والحرية والخبز ولتحيا اماسي الشِعر.

كاليفورنيا في 19 حزيران 2021










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5447 ثانية