عشتار تيفي كوم - رووداو/
أرسل الجيش الأميركي طائرتين قاذفتين من طراز B-52 إلى الشرق الأوسط من قاعدتهما في الولايات المتحدة، في رابع انتشار من هذا القبيل واستعراض للقوة من قبل القوات الجوية الأميركية بهدف إرسال رسالة إلى إيران في الشهرين الماضيين.
وقال سلاح الجو في بيان إن هذه المهمة الأخيرة كانت "لإظهار التزام الجيش الأميركي المستمر بالأمن الإقليمي وردع العدوان"، وتأتي وسط مخاوف من أن إيران ربما لا تزال تسعى للرد على اغتيال القائد العسكري الإيراني الأعلى بطائرة مسيرة أميركية، منذ أكثر من عام بقليل.
وتشير هذه الخطوة إلى أنه لن يكون هناك تهاون في حملة الردع الأميركية حيث تظل التوترات عالية قبل أقل من أسبوعين من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجّه البنتاغون لعكس القرار والإبقاء على حاملة طائرات في الشرق الأوسط وسط التوترات الإيرانية.
وقال مسؤول دفاعي عن التحركات: "ما زلنا نشهد مستويات متزايدة من الاستعداد عبر الأنظمة الدفاعية الإيرانية، وما زلنا نحمل مؤشرات على التخطيط المتقدم لهجمات محتملة في العراق، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكانهم المضي قدمًا في أي هجوم ومتى في المنطقة".
وهناك شعور واسع بالقلق من أن الخصوم قد يستغلون الاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة، لكن حتى الآن لا يوجد مؤشر على أي تهديد متزايد مرتبط بأعمال الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الأربعاء.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، وجه الرئيس دونالد ترمب وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر لعكس مساره وأمر حاملة طائرات أميركية بالعودة إلى الشرق الأوسط بعد اجتماع في البيت الأبيض يوم الأحد، وفقاً لمسؤول دفاعي كبير.
ألغى هذا القرار أمر ميلر الأسبوع الماضي بإرسال حاملة الطائرات الأميركية نيميتز خارج المنطقة، ولإرسال إشارة وقف التصعيد إلى إيران وسط التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران.
وذكرت شبكة سي إن إن الأسبوع الماضي أنه كانت هناك رسائل متضاربة تعكس الانقسامات داخل البنتاغون حول مستوى التهديد الحالي من إيران.
يشار إلى أن القاذفة B-52H "Stratofortress" هي قاذفة ثقيلة بعيدة المدى يمكنها أداء مجموعة متنوعة من المهام، ولديها نطاق قتال غير مزود بالوقود يزيد عن 8800 ميل، ويمكن للطائرة B-52H حمل الذخيرة الموجهة بدقة مع التنقل الدقيق في جميع أنحاء العالم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة، وهو اليوم الذي كان بعض المسؤولين الأميركيين قلقين من أن إيران ستحتفل به بالانتقام لكن ذلك مر دون عنف.
وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط في عرض للردع شمل إرسال قاذفات B-52 ذات القدرة النووية إلى المنطقة، والإعلان عن عبور الغواصات النووية بالقرب من الخليج، وقرار ترمب يوم الأحد بتمديد إقامة يو إس إس نيميتز في المنطقة.
في الأسبوع الماضي، اتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الولايات المتحدة بإنشاء ذريعة للحرب، لكن خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، تعهد بأن "أولئك الذين شاركوا في هذا الاغتيال والجريمة لن يكونوا بأمان على الأرض".
لكن يبدو أن إيران اختارت الرد المحسوب بعناية بدلاً من ذلك، معلنة أنها زادت تخصيب اليورانيوم إلى المستويات التي شوهدت قبل الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه ترمب.
وكانت كتائب حزب الله في العراق أصدرت مؤخراً بياناً، قالت فيه إنها لن تحاول دخول السفارة الأميركية في بغداد، التي تعرضت للهجوم في أعقاب مقتل سليماني عام 2019، أو تسعى للإطاحة بالعراقية الحالية.